د. كاوا  ازيزي.. المنطقة الامنة ومخاطر التدخل التركي

د. كاوا ازيزي.. المنطقة الامنة ومخاطر التدخل التركي

Sep 14 2019

لقد تعرضت شمال سورية وشمال شرق سورية --كوردستان سورية --الى هجمات عدوانية شديدة أدت في النهاية الى تهجير قسم كبير من الكورد من تل عرن تل حاصل من عفرين اعزاز الباب وكوباني والجزيرة . هذه الهجمات الهمجية التي نفذتها على عدة مراحل كل من الفصائل السورية الإسلامية العربية المتشددة وبعدها جبهة النصرة وأخيرا داعش .

لكن في الحقيقة ان دور ال ب ي د في تهجير الكورد ليس اقل خطورة من تلك الأدوار السابقة . سياستها القمعية لمعارضيها الكورد من اعتقال واغتيال واختطاف الى النفي وسوء الإدارة والفساد والبطالة واحتكار القرار السياسي وقرار الحرب والسلم وفرض برامج تعليمية غير معترفة وباساتذة اميين وأخيرا التجنيد الاجباري والتضحية بابناء روز افا في معارك دير الزور والرقة من اجل اخذ الشرعية لل ب ك ك , وبعدها ال ب ي د وقطع دابر الحركة السياسية الكوردية التاريخية في سورية . كل هذا أدى الى هجرة كوردية كبيرة وتغيير ديمغرافي خطير لصالح العرب , في النتيجة تحولت المناطق الكوردية من أكثرية كوردية الى اغلبية عربية وحدث تغيير ديمغرافي خطير .

كلنا نعلم ماذا حدث وما يحدث في عفرين الكوردستانية , وبشهادة الأمم المتحدة تحدث هناك جرائم حرب وهي التغيير الديمغرافي والتهجير والتمييز العنصري ضد الكورد واباحة السرقة والاغتصاب والقتل والخطف .ومازالت هذه السياسة مستمرة حيث تغير نسبة الكورد في عفرين قبل 2011 من اكثر من 95% الى اقل من 30%. وهذه النسبة في تناقص طردي مع الزمن من حيث استمرار التهجير وازدياد استيطان العرب في بيوت الكورد .

الوضع الكوردي في شرق الفرات ليس احسن من الوضع الكوردي في غربه . سياسة ال ب ي د أدى الى تهجير الكورد واحتفظو بعرب الغمر وحمايتهم وبعد احداث 2011 هاجر عشرات الالاف من عرب دير الزور والرقة ومناطق أخرى الى المنطقة الكوردية بينما العنصر الكوردي في نزيف هائل يخرج باستمرار من المنطقة , وتحول الكورد الان الى اقلية في مناطقه في شرق الفرات في الوقت الذي كان يشكل الأكثرية قبل 2011.

نحن رحبنا بالمنطقة الامنة التي اعلنها الرئيس الأمريكي , في شمال وشرق سورية وبعمقى من 5الى 18 كيلومتر من نهر دجلة الى نهر الفرات , في الحقيقة انها تمثل العمود الفقري لكوردستان سورية .وحسب التصريحات الامريكية سيخرج منها قسد ويتم انتخاب إدارة جديدة من كل المكونات إضافة الى قوة من أبناء المنطقة لحماية امن المنطقة .

لكن تركيا التي افرغت حقدها في عفرين ضد الكورد , لم يشفى غليلها وترغب بالقضاء النهائي وتصفية القضية الكوردية في سورية من خلال مساعيها بان تسيطر عسكريا على تلك المنطقة وبعمق حتى 50 كيلمترا وتنظيفها من الإرهابيين حسب زعمها وبذلك تهجير ما تبقى من الكورد هناك الى مناطق أخرى , واسكان مليون ونصف من اللاجئين العرب في المنطقة من خلال بناء مدن وقرى لهم في المنطقة الكوردية .

ان حدث هذا انه سيكون حزاما عربيا قاتلا للكورد وانهاء القضية الكوردية في سورية والى الابد . بالرغم من حجم هذه المخاطر الكبيرة الا , ان ال ب ي د ليس في برنامجها وضع حد لعداوتها مع المجلس الوطنى الكوردي ولا مع الأحزاب الكوردية خارج ارادتها ووضع حد لعلاقتها مع ال ب ك ك, وإعطاء مبرر لتركيا بالهدجوم على المنطقة .

ان مستقبل الكورد الان اصبح في يد أمريكا . مجرد ان ترفع يدها عن المنطقة فان الجيش التركي ومعها الجيش الوطنى السوري سيغزون المنطقة الكوردية سينهبون كل شيء وسيقتلون ماشاؤؤ وتهجير المتبقى من الكورد وفتح باب الاستيطان العربي الى المنطقة .

كل الامل الان هو في أمريكا ونتمنى ان تضغط أمريكا على ال ب ي د , وتلزمها بقبول دخول لشكري روز وانتخاب إدارة جديدة وبعقد اجتماعي جديد وابعاد عناصر ال ب ك ك عن كوردستان سورية وإدخال المنطقة الكوردية تحت الحماية الامريكية والغربية وتحقيق اماني الكورد في الامن والاستقرار والوجود .
الكورد عنصر هام جدا لتوازن القوى في سورية والعراق والشرق الأوسط , وان اهمال القضية الكوردية كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية ليست لصالح احد سوى القوى الشريرة التي تريد تدمير الحضارة الغربية


المقال يعبر عن رأي الكاتب

897