العبث بمصير الشعب

العبث بمصير الشعب

Jul 23 2018

عميد محمد رجب :
العبث بمصير الشعب

يحق لكل كوردي سوري تقييم تجربة ما كانت تسمى بالإدارة الذاتية في المناطق الكوردية السورية بشكل عام وفي منطقة عفرين بشكل خاص، ولعل الفشل هو العنوان الأنسب الذي يمكننا وضعه لتلك التجربة خلال السنوات الست الماضية، نعم الفشل على جميع الأصعدة، ومن أبرز جوانبه :
* الفشل في بناء الثقة المتبادلة بينها وبين الشعب حيث بدأت بمصادرة قراره في التعبير عن موقفه من الثورة السورية قبل أن تعلن عن نفسها كإدارة ذاتية، تلاها زرع الخوف من الإعتقال والسجن والتصفية في نفوس أبناء الشعب لأتفه الأسباب ثم مشاركته في لقمة عيشه بدون حق، ناهيك عن التجنيد الإجباري للشباب والفتيات في صفوف قوات ال ي ب ك وإعارة بعضهم للقتال مع جيش النظام، مما دفع بالكثير منهم لترك مناطقهم واللجوء إلى دول الجوار ومنها إلى أوربا .

* الفشل في الإدارة المدنية لشؤون الشعب حيث عجزت عن تأمين اخراجات القيد ومنح الهوية السورية وتسجيل المواليد الجُدد وإصدار الوكالات وتصديق وتسجيل عقود البيع والشراء في الدوائر المعترف بها من قبل الحكومة السورية بسبب اقدام النظام على نقل تلك الدوائر من مدينة عفرين إلى بلدة نبل قبل تسليمها إلى حزب ال ب ي د .

* الفشل في انتزاع اعتراف نظام الأسد والمعارضة السورية والدول الفاعلة في الشأن السوري بالإدارة الذاتية، مع الإشارة إلى أن التعامل معها في بعض الأمور لا يُعتبر اعترافاً بها بأي شكل من الأشكال .
* بناء تحالفات وهمية على أسس غير سليمة وغير مألوفة مع جهات وشخصيات سورية لا تؤمن
ولاتعترف بها أصلا،ً وسرعان ما كانت تنتهي بانسحاب تلك الجهات منها أو انشقاق تلك الشخصيات عنها .

* الفشل في سلك التعليم وتجسّد في حرمان جيل كامل من أبناء بعض المناطق على متابعة تحصيله العلمي في الجامعات والمعاهد السورية لعدم اعتراف وزارة التربية السورية بالمناهج المعتمدة للتدريس في المرحلة ما قبل الجامعية لتلك المناطق .

* الفشل في الدفاع عن المناطق الكوردية لدى تعرضها للمخاطر رغم تقديم عشرات الآلاف من الشهداء في معارك خارج حدود المناطق الكوردية بسبب اتباعها سياسات خاطئة وغير مسؤولة تمثّلت في تجاوز المهام والحدود التي حددت لنفسها في تلك المناطق، فقوات الحماية الشعبية تحولت إلى قوات تحت الطلب خارج حدود المناطق الكوردية فقط لمن يدفع المال ويقدّم السلاح دون أي اعتبار لحقوق الشعب .

والأخطر من كل ما سبق هو عدم الإعتراف بالفشل والاعتذار من الشعب ، والذهاب إلى أبعد من ذلك بمحاولة تغيير الحقائق وقلبها وتجميل كل ماهو قبيح ، واعتبار استلام المناطق الكوردية من النظام كان تحريراً لها وإعادتها إليه الآن شكل من أشكال الوفاء وفي ذلك تناقض واضح بتسليم المحرر ، واعتبار الإنسحاب من المناطق العربية عقلانية لمنع تدميرها بينما تدمير منطقة عفرين مقاومة العصر والإنسحاب منها بعد تدميرها شكل آخر من أشكال المقاومة .

المقال يعبر عن رأي الكاتب

661