أدلجة التعليم في كوردستان سوريا

أدلجة التعليم في كوردستان سوريا

Sep 22 2022

أدلجة التعليم في كوردستان سوريا
عبد اللطيف محمدأمين موسى

يسعى خُبراء التربية والتعليم في العالم على التأكيد من خلال إعدادهم الأبحاث والبرامج والخطط في جعل التعليم والتربية تواكب التطور والحداثة والسعي للاستفادة من تقنيات وتطور وسائل التربية الحديثة.

يؤكد هؤلاء الخبراء بأن التربية والتعليم تُعتبر اللبنة الأهم في تقدم المجتمع، وكما أنها تعتبر وسيلة مكافحة الجهل الذي يفتك بالمجتمع. التربية والتعليم أساس بناء المجتمع من خلال تنشئة الأجيال المتلاحقة في خدمة المجتمع بكافة جوانبه ومستوياته. تعتبر التربية والتعليم أساس تقدم الكثير من المجتمعات ولاسيما الغربية منها التي تقارع كافة مقاييس الحضارة واللاحق بركب التقدم، بل كانت التربية والتعليم عبر الأسس الصحية الركيزة الأساسية في تقدم الكثير من الدول.

على العكس تماماً يعتبر التعليم الخاطىء، الذي يفتقد أدنى أسس الأكاديمية والعلمية، وسيلة هدم الكثير من المجتمعات ولاسيما المجتمعات التي تسيطر عليها أسس وأشكال المافيايوية والمليشياتية لتعمل على إفراز كافة أشكال هدم المجتمع من خلال القتل وانتشار السرقة والاغتصاب و انتشار المواد المخدرة، بل لتكون السبب الأساسي في تفكيك المجتمع.

من خلال دراسة واقع التعليم والتربية في كردستان سوريا تُجمع الكثير من الدراسات والأبحاث بأن التعليم والتربية في كردستان سوريا يفتقر إلى أدنى مستويات التقدم بل يعتبر السبب الأساسي في هدم المجتمع، لذا يتميز التعليم في كردستان سوريا بجملة من الأمور من خلال تشخيصها ومن أهمها يعتبر التعليم مؤدلج يُعبر عن فلسفة وآيديلوجية حزبية شمولية لاتناسب واقع كردستان سوريا فقط تعتبر عن فلسفة حزب العمال الكوردستاني.

كما يتميز التعليم في كردستان سوريا بأنه لايناسب واقع كردستان سوريا ولايراعي المعطيات والظروف التي عايشها المجتمع من حيث العادات والتقاليد. التعليم في كردستان سوريا يفتقر إلى الكادر التدريس العلمي والأكاديمي بل يعتمد على كادر أفقر مانوصفه بأنه تعليمي، بل إنه كادر يمكن توصيفه موالٍ أو أداة في تنفيذ أجندات الشمولية التي تسعى فلسفة الحزب المذكور على فرضها وجعل الأجيال في خدمة تلك الفلسفة.

كما يتميز التعليم في كردستان سوريا بأنه يفتقر الى أدنى مستويات الأكاديمية ولايمتلك الوسائل اللازمة لذلك، وكما يتميز التعليم في كردستان سوريا بأنه يجسد تنفيذ أجندات في جعل الأجيال المتلاحقة في خدمة او رهينة لتنفيذ المصالح الخارجية في كردستان سوريا.

من خلال توصيف واقع التعليم بشكله الحالي في كردستان سوريا لابد من الإشارة الى السلبيات والآثار المدمرة لهذا التعليم التي ستخلفه على كردستان سوريا، من أهم سلبيات التربية والتعليم في كردستان سوريا أنها تقتل النزعة القومية والأفكار القومية الوطنية لدى الأجيال من خلال قتل شعور الانتماء وحب الوطن كونه تعليم مؤدلج.

كما أنه يعمل على تنفيذ الاجندات الخارجية من خلال جعل الأجيال رهينة لتنفيذ المصالح الخارجية. ويضعف العقد الاجتماعي ويضحض ويقتل العرف والعادات الاجتماعية والأخلاقية التي تربت عليها الأجيال كونها لاتناسب الثقافة الاجتماعية في تدمير القيم.

إن التعليم والتربية في كردستان سوريا تعمل على زيادة نسبة التسرب من المدارس وحرمان أجيال كاملة من التعليم وانتشار الجهل والمخدرات والسرقة وكل أشكال التطرف وسهولة الاختراق وانتشار العمالة للخارج وزيادة نسبة البطالة والهجرة وإحداث التغيير الديمغرافي، والافتقار الى الكوادر الطبية والصحية والتعليمية ونقص الكوادر في خدمة جميع المجالات في كردستان سورية. في المحصلة يمكن القول بأن التربية والتعليم في كردستان سوريا في نسختها الحالية تعليم يمكن وصفه بأنه تعليم مؤدلج يؤدي وظيفة اساسية في هدم كل ملامح وأسس التقدم، وبل تعمل الى دفع الأجيال الى حافة الانهيار وتهديد الأمن القومي الكوردستاني.

لذا لابد من إعادة هيكلية التعليم والتربية عبر وضع الخطط والبرامج الأكاديمية لجعله يواكب مستوى التطورات في كردستان سوريا، وجعله في خدمة الرسالة القومية النبيلة التي تسعى كردستان سوريا تأديتها منذ تأسيس اول حزب كردي سنة ١٩٥٧ في استمرار النضال عبر مكافحة الظلم والدكتاتورية، والسعي الى الحرية والخلاص عبر الرجوع الى الحضن القومي الكوردستاني المتمثل بنهج الحرية والنضال نهج البارزاني الخالد.

962