حكاية ثورة وطن

حكاية ثورة وطن

Mar 18 2019

حكاية ثورة وطن

بقلم هوشنك بشار
عندما بدأت ثورات الربيع العربي المتلاحقة كان المزاج العام السوري مهيأ للتظاهر ضد نظام بشار الاسد الذي حكم البلد لعقود من الزمن مارس من خلاله أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والإرهاب والعنف السياسي وسياسيات الرعب والتجويع والحرمان .

بدأت الثورة السلمية للبحث عن الذات السوري البحث عن الحرية والكرامة وللتخلص من الاستبداد وسطوة نظاما امني ومخابراتي مطالبين بأبسط حقوقهم فكانت الشرارة الاولى من درعا البلد ( عند كتابة ألاطفال شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم ) متأثرين بالربيع العربي آنذاك مما اقدم النظام على اعتقالهم وتعذيبهم تعذيبا جنونيا بالرغم من تدخل وجهاء درعا البلد وذوي الاطفال المعتقلين والتي اعربوا في لقاءهم مع الرجل الأمني المسؤول في درعا المدعو عاطف نجيب رئيس المخابرات السياسية عن احتجاجه لما اصاب أطفالهم لكن يبدو ان نجيب لم يفهم رسالة السلام فرده كان قاسيا نال من كرامتهم وأعراضهم مما اثار غضب الأهالي .

وفي ١٨ آذار لعام ٢٠١١ اعتصم الناس في مسجد العمري الكبير في وسط المدينة الا انهم فوجؤا بالقمع العنيف من خلال محاصرة المسجد وإطلاق الرصاص الحي واستخدام الأسلحة الثقيلة لقتل المعتصمين العزل فسقط شهداء فبدات ثورة الوطن ليتحول المظاهرات والاعتصامات السلميةالى ارجاء حوران قاطبة تحن شعار ( الموت ولا المذلة ) واستمر بعدها بالتوسع والتمدد شيئا فشيئا وأسبوع بعد اخر لتعم جغرافية سوريا كاملة الا ان النظام الدموي اتبع سياسية الأرض المحروقة بشن حرب شعواء على الأبرياء والعزل من الشعب السوري من خلال إطلاق عمليات واسعة النطاق تشمل الاعتقالات التعسفية وخطف وفرض اقامات جبرية وتصفيات وقصف عشوائي ودخلت مصطلحات جديدة الى حياة السوريين من البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي وغاز الخردل والمجموعات المسلحة الأجانب ليبدأ مرحلة الكفاح المسلح لمقارعة الديكتاتور الذي يقود إرهاب الدولة المنظم .

ان عسكرة الثورة السورية والتدخلات الإقليمية والدولية ووقوف روسيا وايران ميليشات حزب الله اللبناني وميليشات عراقية بشكل مباشر الى جانب النظام الدموي بتقديم كافة أشكال الدعم أطالت من عمره و يبدو انه لم يعد رحيل بشار الأسد مطلبا دوليا حتى لدى أصدقاء الشعب السوري بالرغم من انه دمر كل شيء في سوريا حيث في سجله جرائم يدينه القانون الدولي والإنساني قتل اكثر نصف مليون سوري وشرد نصف سكانها ودمر نصف سوريا ،فقد شرعيته منذ ذلك السنوات ،في ظل غياب الشرعية الدولية لوضع حدا لتلك الجرئم كل ذلك نتيجة لحسابات دولية واقليمية حسابات اطالت عمر النزاع المسلح مما أجهضت الآمال السورية في ازالة هذا النظام واكمال مهامه بحيث تحول الصراع في سوريا بعدما اخذ أشكالا الى الصراع على سوريا واكتفاء المجتمع الدولي بادارة الازمةً وليس حلها هنا أتسأل هل نحن قادرين على التخلص من قيود الأغلال ، وهل بإمكانهم فشل الثورة اما انها لم تعد ثورة ضد حاكم جائر على شعبه.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

1017