عامٌ على دخول الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين

عامٌ على دخول الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين

Mar 18 2019

آرك نيوز .. یستذكر الكورد في كوردستان سوريا الذكرى السنوية الأولى لدخول الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين (كارثة عفرين) بحرقة وألم ووجع كبيرة , العام الذي مر على كارثة عفرين ولا شيء يلوح في الأفق فيما ستؤول إليه الأوضاع أكثر مما شهدتها عفرين من مأسٍ و معاناة من ظلم و انتهاكات وممارسات لاأنسانية بحق الكورد فيها .

بداية عام 2018 بدأت التهدیدات التركیة بدخول منطقة عفرين الكوردستانية وفي بداية شهر كانون الثاني بدأت التحركات العسكرية واتجهت الآليات والمدرعات نحو الحدود التركية مع عفرين دون أن يكترث حزب الاتحاد الديمقراطي ال ب ي د الحاكم في عفرين لتلك التهديدات والتحركات للحد من وقوع كارثة على عفرين وأهلها.

بتاريخ 20 كانون الثاني 2018 في الساعة الرابعة عصرا بدأت تركيا والفصائل المسلحة بالقصف الجوي والبري لمواقع مختلفة في مركز مدينة عفرين والنواحي الستة جنديريس راجو موباتا بلبلى شيى شرا .

استمرت الحرب 58 يوما خلال تلك الأيام استشهد الآلاف من شباب منطقة عفرين المنضمين لل ب ي د بالإضافة إلى استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين جراء القصف الجوي والبري .

كما وتعرضت المئات من المراكز الحيوية والمؤسسات الحكومية والمستشفيات والمدارس لأضرار الجسيمة نتيجة الحرب والقصف .

وبحسب العسكريين والسياسيين أن 7000 من الشبان الكورد استشهدوا في حرب عفرين وما ادّعاه ال ب ي د بمؤازرة ال قسد لعفرين عارٍ عن الصحة وما كانت تلك القوافل التي أتت إلى عفرين إلا لهروب القياديين من ال ب ك ك وال ب ي د إلى خارج عفرين .

قبل انسحاب ال ب ي د من قرى عفرين كان يقوم بزرع الألغام في القرى بين منازل المدنيين و أراضيهم الزراعية وكرومهم وثبُت ذلك باستشهاد العشرات من مدنيي عفرين الذين قضوا جراء انفجار الألغام عند عودتهم إلى قراهم ومنازلهم.

بتاريخ 16 آذار 2018 قبل دخول الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين قام ال ب ي د على منع الأهالي الذين قرروا العودة إلى قراهم والخروج من مركز مدينة عفرين

بسبب الحرب والاشتباكات العنيفة في محاور القرى الحدودية من نواحي (شرا بلبلى راجو ) كانت عشرات الآلاف من الكورد قد نزحت باتجاه مركز مدينة عفرين ولكن قرروا فيما بعد العودة إلى قراهم والقرى الحدودية وبالرغم من تواصل القصف والاشتباكات على مركز مدينة عفرين إلا أن ال ب ي د عن طريق حاجز المحمودية منع الأهالي من العودة إلى قراهم ووضع السواتر الترابية للحد من عودة الأهالي إلى قراهم في حين كان حاجز قرية ترندى متاحا ليتمكن الأهالي من النزوح باتجاه بلدتي نبل والزهراء ومناطق حلب .

أثناء عودة الأهالي وبسبب إصرارهم العودة إلى قراهم انفجرت أسطوانة غاز راحت ضحيتها العشرات من المدنيين وجرح العشرات و نشر إعلام ال ب ي د أن طائرة استهدفت تجمع المدنيين في حاجز المحمودية وبعد ذلك أُجبر المدنيون إلى النزوح عن طريق حاجز ترندى إلى مناطق ريف حلب .

بحسب شهود عيان ممن قرروا العودة إلى قراهم أكدوا أن المجزرة نجمت عن انفجار أسطوانة غاز وكل ما يقال أن المجزرة كانت نتيجة قصف الطائرة عار عن الصحة ليُجيروا على التوجة نحو حاجز ترندى .

وبدأت حملة نزوح واسعة باتجاه القرى في ريف حلب ومناطق نبل والزهراء وبعد المجزرة بيومين دخلت الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين .

بعد سيطرة الجيش التركي والفصائل المسلحة على أغلبية جغرافية عفرين والقرى الحدودية والنواحي عدا ناحية موباتا ومركز مدينة عفرين انسحب ال ب ي د من مركز مدينة عفرين بتاريخ 18 /3/2018 ودخل الجيش التركي والفصائل المسلحة إلى مركز المدينة لتعلن تركيا في اليوم 64 السيطرة الكاملة على عفرين إلا أن 12 قرية من قرى عفرين الحدودية مع بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بقيت تحت سيطرة النظام السوري ذلك وبحسب سياسيين لدرء حدوث أي مواجهة مع البلدتين وحمايتهما من الفصائل المسلحة .

نزح أهالي قرى عفرين الحدودية نتيجة الحرب إلى مركز المدينة وبسبب القصف المكثف على مركز مدينة عفرين وقراها نزح عشرات الآلاف من أهالي عفرين إلى مناطق ريف حلب الشمالي ونصب ال ب ي د الخيم وقام على تأسيس خمسة مخيمات في تلك المناطق حيث يعيشون حالة صعبة ومزرية .

بتاريخ 18 آذار 2018 عندما دخلت الفصائل المسلحة إلى مركز مدينة عفرين بدأت الفصائل كالجراد بالقيام بأعمال النهب والسلب والسطو والنشل والاستيلاء ونهب محتويات منازل المدنيين والدكاكين والمحلات التجارية والمعامل ومصانع البيرين والمعاصر و السيارات والجرارات والدراجات الآلية وقاموا ببيعها في إدلب وإعزاز المجاورتين لعفرين .

بعدها قامت الفصائل المسلحة بالقيام بالأعمال غير الإنسانية من قتل و اعتقال واستيلاء و فرض أتاوات على المدنيين وطلب الفدية مقابل إطلاق سراح المعتقلين وتوجيه تهم واهية للمدنيين بهدف الوصول إلى مبتغاهم في الحصول على حفنة من المال من المدنيين الذين عانوا الويلات بسبب الحرب الدائرة في عفرين.

من جهة أخرى عملت الفصائل المسلحة على تغيير ديمغرافية عفرين بفتح مجال للعرب النازحين واستوطانهم في بيوت نازحي عفرين كما تسبب ال ب ي د أيضا في تغيير ديمغرافية عفرين بمنع النازحين الكورد من العودة إلى قراهم حتى أصبح الكورد في عفرين أقلية في حين كانت عفرين كوردية 100/100.

بالرغم من تشكيل المجالس المحلية في عفرين إلا أن الفصائل المسلحة استمرت في انتهاكاتها بحق المدنيين وفرضت الأتاوات عليهم في حين كانت الضربة القاضية في القرار الذي يقضي بمنع بيع محصول الزيت إلا ضمن عفرين ليقوم التجار بشراء المحصول بأبخس الأثمان.

الذكرى السنوية الأولى لكارثة عفرين كانت متشحة بالسواد على العفرينيين وقضى المدنيون بهمٍ وغمٍ نتيجة ما حلت عليهم من كارثة الحرب الشعواء ومخلفاتها وممارسات وانتهاكات الفصائل المسلحة ولكن يبقى الأمل عند العفرينين في العام الجديد على أمل عودة النازحين الكورد الأصليين إلى قراهم ومدينتهم وخروج المستوطنين العرب والفصائل المسلحة من المنطقة وعودة الحياة الطبيعية إليها وتبديل الحزن بالفرح والسعادة .

ش.ع

855