تضليل حقائق ثورة شيخ سعيد.. أسباب قيام الثورة و إخفاقها ونتائجها

تضليل حقائق ثورة شيخ سعيد.. أسباب قيام الثورة و إخفاقها ونتائجها

Jul 01 2018

انّ أيا من صفحات التاريخ الكردي المعاصر لم تشوه بقدر ما شوهت اهم صفحات انتفاضة ١٩٢٥( كما قال الدكتور كمال مظهر) ولم تضلل وتعتم أي حقائق كما زيفت حقائق ثورة شيخ سعيد نتيجة لممارسات واعمال الاتراك الفاشيين والكماليين الطورانيين فجعلوها ثورة دينية رجعية وأفرغوها من محتواها القومي.
فبعد حروب التحرير ١٩١٩ ودعوة كمال اتاتورك الى مشاركة الاكراد فيها تارة باسم الدين وتارة اخرى باسم اعطاء الاكراد لكامل حقوقهم القومية والسياسية ومشاركة الاكراد فيها والتي استمرت حتى ١٩٢٣ الا ان كمال اتاتورك لم يف بوعوده بل على عكس ذلك كشف عن وجهه الطوراني الوحشي.

أغلقت السلطات الكمالية جميع المدارس والجمعيات والصحف والجوامع وفرضت اللغة التركية في كل مكان وبعد ذلك فرض الضرائب على كافة شرائح المجتمع الكردي وخاصة الفلاحين. كما ان رعاة الغنم و رؤساء العشائر كان لهم الضرر الاكبر حيث خسروا ثرواتهم الحيوانية والاراضي نتيجة لرسم الحدود الجديدة للدولة التركية فمنعوا من التنقل بين اجزاء كردستان الشمالية والاخرى مما ادى الى تدهور الوضع الاقتصادي.

وللاسباب المذكورة اعلاه تدهورالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدى الاكراد ولذلك توحدت جميع القوى الوطنية و المنظمات والجمعيات تحت اسم جمعية حرية كردستان والتي تهدف الي استقلال كردستان وتواصلت مع جميع فعاليات المجتمع الكردي وفي شهر كانون الاول ١٩٢٤ عقدوا مؤتمر خارج تركيا في حلب وبحضور شخصيات عسكرية واجتماعية ودينية وقومية وبمشاركة من تركيا وعراق وسوريا.

وفي هذا المؤتمر تم الوقوف على الوضع السياسي و وضع خطط وتحديد موعد اندلاع الثورة الا وهو الواحد والعشرون من اذار(عيد نوروز) لما لهذا اليوم من دلالات قومية لدى الاكراد وتم تعيين الجنرال احسان نوري باشا قائدا للقوى العسكرية الثورية وبرفقة العقيد خالد بك جبران.

الا ان الاحداث التي قام بها عساكر الاستخبارات التركية وعلمهم بتحضير للثورة واستفزازهم لشيخ سعيد في قريته مما دفع برجال شيخ سعيد للدفاع عنه وقتل جميع هؤلاء جنود كل ذلك ادى الى اندلاع الثورة قبل اوانها حيث انتشر الخبر بين جميع مناطق كردستان باندلاع نار الثورة ضد الاحتلال التركي.

واشتدت لهيب الثورة لتحرر العديد من البلدات والمدن وفي فترات وجيزة وبسرعة حيث التحق الالاف بصفوف الثورة وحققت انتصارات عظيمة وتم اختيار شيخ سعيد قائدا للثورة لمكانته الدينية والاجتماعية والمادية والقومية والمامه لاربعة لغات العربية والفارسية والتركية اضافة الى الكردية وفضلا عن اهتمامه بالصحف والعلم والمعرفة.

ومن ناحية أخرى قامت القوات التركية باجراءات امنية مشددة وفرض طوق امني وحالة الطوارئ في كل البلاد و بعد سلسلة من الاخفاقات المتلاحقة استمرت لاربعة اشهر قامت بتحضيرات عسكرية مشددة وجلبت تعزيزات إضافية تحسبا للهجوم على كردستان بعد فشل كل المحاولات والهجمات للقضاء على الثورة من الامام وهذه المرة قامت تركيا بدخول الاراضي السورية وبالالتفاف على الثورة من الخلف وعبر خط سكة حديد من عفرين ( جسر حشاركة) بالتواطؤ والتنسيق مع القوات الفرنسية والانكليزية التي سمحت للقوات التركية بالعبور مقابل تنازل الاتراك لولاية الموصل للانكليز من اجل النفط.

وبعد إخفاق الانتفاضةتم إعدام شيخ سعيد و٤٦ من رفاقه وقبل تنفيذ الاعدام وقف شيخ سعيد امام حبل المشنقة قائلا :" لقد بلغت نهاية الحياة ولست بنادم على أنني الآن أضحي بحياتي في سبيل وطني ومن أجل شعبي ويكفينا أن احفادنا سوف لن يخجلوا امام الاعداء وان من يمت من أجل وطنه سيبقى خالدا."
بافي سامان - عفرين 29/6/2018

المقال يعبر عن رأي الكاتب

2349