شاهين احمد: المنطقة الآمنة ........قراءة أولية

شاهين احمد: المنطقة الآمنة ........قراءة أولية

Jan 16 2019

يجري الحديث منذ بداية الاسبوع الجاري عن إنشاء منطقة آمنة بمحاذاة الحدود السورية – التركية . وبحسب التسريبات الإعلامية فإنها – المنطقة الآمنة – المزمع إنشاءها تبدأ من الحدود الإدارية لمنطقة كوباني غرباً ، وحتى الحدود السورية – العراقية شرقاً ، بطول 450 كيلو متراً تقريباً ، وبعمق - عرض - يتراوح بين ( 30 – 35 ) كيلومتر . وهناك تضارب حول الجهة أو الجهات التي ستتولى حمايتها والإشراف عليها . بداية لابد من الإشارة إلى أنه كان على المجتمع الدولي ومنذ بداية الثورة السورية أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية تجاه الشعب السوري وحمايته من آلة القتل الوحشي لنظام البعث ، ومختلف الميليشيات الأخرى التي استقدمها النظام وأدخلها إلى سوريا ، وكذلك من سطوة التنظيمات الإرهابية كـ " داعش والنصرة وأخواتهما ". وفكرة إنشاء المنطقة الآمنة ، هي فكرة جيدة وإيجابية من حيث المبدأ ، ولكنها وبالشكل الذي يجري الحديث عنها ، يشوبها الكثير من العيوب الجوهرية ، وهنا نورد بإيجاز بعض المآخذ والملاحظات الأولية عليها :

أولاً – من حيث المساحة : يعني تقسيم المقسم

المنطقة الآمنة ، وبالشكل الذي يتم تناولها ، وبالأبعاد التي يتحدثون عنها ، يعني تقسيم الجزء الواقع شرق وشمال شرق نهر الفرات من كوردستان سوريا إلى قسمين ، قسم تحت سيطرة " قسد " والقسم الاخر لم يتم حسم الجهات التي ستقوم بإنشاءها والإشراف على حمايتها . ومن المآخذ الهامة عليها هو اقتصارها إنشاءها – المنطقة الآمنة – على شرق الفرات ، يعني بقاء الجزء الآخر من كوردستان سوريا والواقع غرب نهر الفرات ، خارج منظومة المنطقة الآمنة .

ثانياً – من حيث الحماية :

نجاح فكرة المنطقة الآمنة ، يتوقف إلى درجة كبيرة على الجهة أو الجهات التي ستشرف على إنشاءها وحمايتها ، وهنا الخيار الأقرب إلى الواقع هو : حماية المنطقة الآمنة يجب أن تتم من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ، يتضمن حدودها ، وكذلك الآليات المناسبة لإنشاءها ، والجهات التي تناط بها حمايتها والإشراف عليها ، وتوفير مستلزمات السلم الأهلي فيها ، وإعادة الإستقرار إليها . وإذا تعذر ذلك ، يجب أن يتحمل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والذي يقوده الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الإشراف على إنشاءها وحمايتها .

وهنا وبالتوازي مع المساعي الجارية لإنشاء هذه المنطقة – المنطقة الآمنة – لابد من إسناد مهمة الحفاظ على السلم الأهلي وحماية المنشآت العامة ، والممتلكات الخاصة لـ تحالف عسكري يتكون من أبناء مختلف مكونات المنطقة ، قوامها : قوات بشمركة كوردستان سوريا " لشكري روج " ، وبمشاركة قوات النخبة العربية مدعمة بعناصر معتدلة من الجيش الحر ومن أبناء مكونات المنطقة حصراً ، وقوات " قسد " بعد إخراج كافة الكوادر العسكرية لحزب العمال الكوردستاني pkk التي تنحدر اصولها من أجزاء كوردستان الاخرى ، وكذلك إخراج كافة العناصر التي خدمت في تنظيم " داعش " الإرهابي ، ، وبالتوافق بين ( إقليم كوردستان العراق - تركيا – أمريكا ) ، وبدعم خليجي ، وبمشاركة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .


المقال يعبر عن رأي الكاتب

540