
الذكرى الـ18 لرحيل أبرز الأصوات الشعرية الكوردية "سيداي كلش - Seydayê Keleş"
مرت یوم الأربعاء 18 حزيران 2025، الذكرى الثامنة عشرة لرحيل أحد أبرز الأصوات الشعرية الكوردية، "سيداي كلش"، تاركًا خلفه إرثًا شعريًا شكل وجدان أجيال كاملة من الكرد، لا سيما في مناطق كردستان سوريا وكردستان عامة.
ولد سيداي كلش، في قرية بزكوري في ماردين بشمال كردستان من مواليد 1930، ينحدر من عشيرة أومريان، وقًدم إلى كوردستان سوريا في العاشرة من عمره حيث نشأ في بيئة ثقافية متواضعة ولكن مشحونة بالهوية، والتمسك بالأرض، والحلم بالحرية.
اسمه المستعار "سيداي" أي "المعلم"، و"كلش" (نوع من أنواع السيوف الكوردية) كانا تعبيرًا رمزيًا عن رسالته الشعرية التي حملت التعليم والتمرّد معًا.
عُرف سيدايي كلش بشعره البسيط والمباشر، لكنه عميق التأثير، حيث مزج بين اللغة الكوردية الكرمانجية بعفويتها، والتصوير الفني الدرامي لمعاناة الإنسان الكوردي، المقموع والمنفي في وطنه.
كتب عن الحب، لكنه كان دائمًا مشبعًا بالخذلان، كتب عن الوطن، لكنه وطن جريح منفي ومشتت، كتب عن الحرية، لكنها كانت حلمًا يقمع كلما اقترب.
لم يكن شاعرًا نخبويًا؛ بل كان ابن الشارع والسجن والمنفى. من قصائده الشهيرة:
"Ez jî dikim xewna xweserî, li jêr xwarinê ya dewleta tiran..."
"
أنا أيضًا أحلم بالحرية، تحت موائد دولة الطغيان..."
لم يكن سيداي كلش شاعرًا فحسب، بل مناضلًا سياسيًا أيضًا، له تاريخ طويل من الاعتقالات والملاحقات على يد النظام السوري بسبب كتاباته، ومشاركته في النشاطات الثقافية الكوردية المحظورة آنذاك.
كان من الأصوات القليلة التي جمعت بين الالتزام الوطني والوعي القومي.
شارك في تأسيس منتديات ثقافية سرية، وكان ضيفًا دائمًا في منازل الكتاب والمثقفين، حاملاً معه دفترًا صغيرًا وقلقًا دائمًا على المستقبل. لم يكن يبحث عن الشهرة، بل كان يبحث عن أثر.
منذ رحيله في 18 حزيران 2007، ظل اسم سيدايي كلش حاضرًا في الذاكرة الثقافية الكوردية.
تُرجمت أعماله إلى العربية والفارسية والتركية، وقرأها كثير من الشباب الذين لم يلتقوا به، لكنهم وجدوا فيه مرآة لقلقهم وأسئلتهم.
ورغم أن أعماله لم تُجمع في ديوان رسمي بسبب الظروف السياسية، ومن أعماله المطبوعة:
ـ Rêka gel - طريق الشعب – صُدرت عام 1981 .
ـ Em û dijmin - نحن والأعداء – صُدرت عام 1986 .
ـ Derdê millet - آلام الأمة – صُدرت عام 1993 أو 1998.
ـ Ronahî - الشروق/النور – صُدرت عام 1994 أو 1999.
ـ Nidal - نضال – صُدرت عام 2006 .
ـ Hikm û Hemûl - الحكم والأمثال – صُدرت عام 2006 .
ـ Xebat - عمل/جهد.
- Helebçe حلبجة.
ردّدت المصادر أن هناك عدّة دواوين جاهزة لكنها لم تُطبع:
ـ Jiyan û bîraninên min - حياتي وذكرياتي.
ـ Hêvî - أمل.
ـ - Baxistan ربيع.
ـ Berbang – فجر.
وفي مصادر أخرى: الشفق، الأمل، ومذكراتي
وتم تقديره في مهرجان الشعر الكوردي (2001)، وملتقى قامشلو الثقافي (2002)، وجائزة جكرخوين للإبداع الشعري (قامشلو 2002) .
توفي سيداي كلش في 18 حزيران 2007 في قامشلو عمره نحو 77 عامًا، بعد أن كرّس حياته لشعر الكلاسيك والكوردي والحريّة .
107