أبرز الانتهاكات لاتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا في منطقة خفض الــتَّــصـعـيد الرابعة والأخيرة

Dec 24 2018

طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم بعنوان ”أبرز الانتهاكات لاتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا في منطقة خفض التَّصعيد الرابعة والاخيرة " مجلس الامن الدولي بإصدار قرار من اجل تثبيت وقف اطلاق النار في ادل متضمنا إجراءات عقابية لجميع منتهكي وقف اطلاق النار.

و ذكر التقرير الذي جاء في 19 صفحة ان روسيا نقضت اتفاق مناطق خفض التصعيد و سيطرت قواتها بالتحالف مع قوات النظام الايراني والسوري على ثلاث منها فيما تبقت منطقة خفض التصعيد الرابعة والاخيرة ( محافظة ادلب و اجزاء من محافظة حماة و حلب و اللاذقية ) التي حشد لها النظام السوري و الميليشيات الايرانية القوات استعدادا لإنهاء اتفاق مناطق خفض التصعيد بالكامل قبل ان يأتي اتفاق سوتشي و يوقف العملية العسكرية .

سلك التقرير الضوء على منطقة خفض التصعيد الرابعة والاخيرة و استعرض حصيلة ابرز الانتهاكات منذ دخول اتفاق خفض التصعيد حيز التنفيذ في ايار ايار 2017 حتى 23 كانون الاول 2018 كمار ركز التقرير على عملية التحضير والتصعيد العسكري السوري الروسي اللذي سبق اتفاق سوتشي المنعقد في ال 17 من ايلول 2018 في مدينة سوتشي الروسية و اثر ذلك على حركة ترشيد السكان الكبيرة و احتوى التقرير على 9 روايات لشهود عيان و ناجين و ذوي ضحايا.

و بحسب التقرير فقد شكلت محافظة ادلب ملاذا امنا لمئات الاف المواطنين السوريين حيث نزح الى محافظة ادلب عشرات الالاف من محافظة حمص و حماة و ريف دمشق و لدى هجوم القوات الروسية على منطقة خفض التصعيد و مساهمتها في عقد تسويات مذلة مع اهلها لجات الى منطقة خفض التصعيد الرابعة موجات جديدة من عشرات الالاف المشردين الى ان وصل عدد السكان فيها الى قرابة ال 5 مليون مواطن سوري يتوزعون الى قرابة 3 مليون مقيم و 2 مليون نازح من مختلف المحافظات السورية و ترفض النسبة العظمة من هؤلاء النازحين العودة الى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري حوفا من عمليات الاعتقال و التعذيب و الاخفاء القسري و التجنيد الاجباري.

و اشار التقرير الى ان قسما كبيرا من هؤلاء السكان يعيشون على المعونات ذلك في ظل انتشار الفقر والبطالة و توقف عدد كبير من المنظمات عن العمل اثر توقف و انقطاع التمويل ما تسبب في ترك مصير عشرات الاف العائلات عرضة للابتزاز والعمل تحت سيطرة التنظيمات المتشددة .

و استعرض التقرير جدولا للمناطق التي شردت قوات الحلف السوري الروسي الايراني اهلها قسريا باتجاه منطقة الشمال السوري والتي خضعت لاتفاقيات تشريد قسري و قدر التقرير عدد المشردين بما يقارب 217 الف مواطن سوري .

و ذكر التقرير ان منطقة خفض التصعيد الرابعة شهدت عدة هجمات منذ دخول اتفاق خفض التصعيد حيز التنفيذ كان اخرها الحملة العسكرية التي بدأت في اب الماضي .

ووفقا للتقرير فقد تسبب الهجوم العسكري الذي بداته قوات النظام السوري على منطقة خفض التصعيد الرابعة منذ 10 اب 2018 حتى اتفاق سوتشي حيز التنفيذ في 17 ايلول 2018 في مقتل 110 مدنيا بينهم 35 طفلا و 14 سيدة ( انثى بالغة ) و ارتكاب مجزرتين اضافة الى 16 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها بينها 5 منشآت طبية كما القى النظام السوري في المدة ذاتها ما لا يقل عن 155 برميلا متفجرا و خلفت هذه العمليات نزوح ما لا يقل عن 48 الف شخص .

كما ذكر القرير ان منطقة ادلب شهدت منذ دخول اتفاق خفض التصعيد حيز التنفيذ في 6 ايار 2017 حتى 17 ايلول 2018 عددا كبيرا من الانتهاكات على يد قوات الحلف السوري الروسي حيث قتل ما لا يقل عن 1856 مدنيا بينهم 476 طفلا و 313 سيدة معظم الضحايا في محافظة ادلب وارتكبت هذه القوات 53 مجزرة و 346 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 77 حادثة على مدارس و 57 حادثة على منشآت طبية و تم رصد ما لا يقل عن 1167 برميلا متفجرا القاها النظام السوري .

و جاء في التقرير ان اتفاق سوتشي نجح من وجهة نظر انسانية ولو مرحليا في وقف تحليق الطيران الحربي وبالتالي وقف عمليات القصف الجوية وقتل المواطنين السوريين عبر القصف الجوي الا انه لم ينجح في وقف القصف المدفعي حيث استمرت قوات النظام السوري بقصف شبه يومي على القرى والبلدات المحاذية لخط التماس كما سجل القرير 10 محاولات لقوات النظام السوري لاقتحام مناطق سيطرة فصائل في المعارضة المسلحة.

وكان ابرز النقاط التي تضمنها الاتفاق منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 -20 كم داخل منطقة خفض التصعيد و سحب جميع الاسلحة الثقيلة من هذه المنطقة وابعاد جميع الجماعات الارهابية منها والسماح بحركة المرور عبر الطريقين ام 4 ( حلب- اللاذقية ) و ام 5 ( حلب – حماة ) بحلول عام 2018 اضافة الى تثبيت 29 نقطة مراقبة روسية تركية ايرانية تتابع وقف اطلاق النار عند حدود المنطقة منزوعة السلاح في ادلب.

وقد وثق التقرير ما لا يقل عن 369 خرقا للاتفاق من قبل النظام السوري جلها في المنطقة منزوعة السلاح منذ توقيع اتفاق سوتشي في 17 ايلول 2018 حتى 23 كانون الاول 2018 من بينها 145 خرقا في محافظة ادلب و 22 في محافظة حلب و 202 خرقا في محافظة حماة اسفرت هذه الخروقات عن مقتل 45 مدنيا بينهم 22 طفلا و 6 سيدة .

واوضح التقرير ان الفصائل الاسلامية انتهكت اتفاق سوتشي وقصفت مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري كما استغلت ايقاف القتال وبسطت سيطرتها على مناطق اضافية على حساب فصائل في المعارضة المسلحة اتفاق سوتشي عبر عمليات قصف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري .

واكد التقرير ان قوات الحلف السوري الروسي خرقت اتفاق خفض التصعيد كما خرقت اتفاق سوتشي عبر تنفيذها قصفا مدفعياً على عدد من اقرى والبلدات من منطقة خفض التصعيد الرابعة وقتل عدد منن افرادها كما ارتكبت عبر جريمة التشريد جريمة ضد الانسانية بموجب المادة السابعة في ميثاق روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية و دون ان توفر مادي و رعاية صحية او غذاء للمدنيين المشردين.

طالب التقرير مجلس الامن بتقديم دعم حقيقي لمسار جدي لعملية السلام في سوريا وتحقيق انتقال سيادي عادل بضمن الامن والاستقرار واحالة الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية و محاسبة جميع المتورطين بمن فيهم النظام الروسي كما اكد على ضرورة اصدار قرار يعالج عملية التشريد القسري وعدم تحول النزوح الى حالة مستدامة والضغط على النظام السوري لإيقاف التهجير وشرعنة قوانين تستهدف نهب ممتلكات النازحين و عقاراتهم.

وحث التقرير المجتمع الدولي بضرورة التحرك على المستوى الوطني والاقليمي لإقامة تحالفات لدعم الشعب السوري وحمايته من عمليات القتل اليومي ورفع الحصار وزيادة جرعات الدعم على الصعيد الاغاثي والسعي الى ممارسة الولاية القضائية العالمية بشان هذه الجرائم امام المحاكم الوطنية .

ودعا التقرير الى تطبيق مبدا المسؤولية الحماية (R2P) بعد ان تم استنفاذ الخطوات السياسية عبر اتفاقية الجامعة العربية ثم خطة السيد كوفي عنان واللجوء الى الفصل السابع وتطبيق مبدا مسؤولية الحماية (R2P) الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة عن الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الحلف السوري الروسي .

كما اوصى التقرير المفوضية السامية لحقوق الانسان ان تقدم تقريرا الى مجلس الامن و غيره من هيئات الامم المتحدة عن الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الحلف السوري الروسي.

وطالب التقرير القوات الروسية بالتوقف عن ارتكاب جميع انماط جرائم الحرب في سوريا واعادة اعمار ما دمرته الالة الحربية الروسية وتعويض الضحايا مايا و معنويا والاعتذار بشكل علني كما اكد على ضرورة الالتزام بمخرجات قمة سوتشي وعدم تكرار سيناريو الخروقات الذي شهدناه في اتفاقات خفض التصعيد والتوقف عن دعم جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي لا يزال النظام السوري يرتكبها والساهمة في مساعدة المشردين اللذين قامت الالة الروسية الحربية بتشريدهم وحماية من تبقى من ابناء تلك المناطق من عمليات الاعتقال والخطف والاخفاء القسري التي يمارسها النظام السوري والميليشيات الايرانية.

م.الشبكة السورية لحقوق الانسان


342