المتسوّلون على أشلاء  الوطن

المتسوّلون على أشلاء الوطن

Dec 17 2018

المتسوّلون على أشلاء الوطن
عيسى ميراني

استخدم البعض ممن يحسبون أنفسهم مناضلو الزمن الصعب كل السبل والوسائل لتسخير القضية وما رافقها من شعارات وأحداث وآلام ومآسٍ منذ تأسيس الحركة الكوردية حتى هذه اللحظة لمآربهم الشخصية وجيوبهم التي لم تمتلئ بعد حيث قام مهندسوها بالتسكُّع أمام مراكز القرار يفرشون كل ما عندهم من كذب ونفاق، ويدّعون إخلاصهم، ويذرفون الدموع على الوطن والشعب ومآسيه من خراب ودمار وتشرد.

وبسبب الظروف التي مرت في البلاد منذ سبع سنوات تجذرت هذه الظاهرة، وكان لبعض الكورد منها نصيب لا سيّما بعد الانخراط في المؤسسات التي تشكلت بالترافق مع أحداث الثورة السورية تحت مسميات مختلفة (شخصيات –أحزاب – منظمات - جمعيات) وكل منهم يتسّول بطريقته الخاصة، فالبعض تجاوز الحرباء في تلوينه يخلع مبادئه بين ليلة وضحاها بحفنةٍ من المال يتنقل في مواقفه السياسية بين مراكز القرار والتأثير على الساحة الكوردية السورية ( قنديل وهولير) يستجدون رضاها طمعاً ببعض المال بأشكال مختلفة، وساهم الائتلاف المعارض في اسطنبول في ترسيخ هذه الظاهرة من خلال عمليات البيع والشراء لمواقف بعض الأعضاء الممثلين في هيئاته لدعم طرف على حساب آخر دون رجوع تلك الشخصيات لأحزابهم ودون الكشف عن ما تلقوه لقاء مواقفهم وإيداعها في حساباتهم الشخصية أو تبييضها بطرق مختلفة.

وتجلت مسؤولية المراجع الكوردية في حماية أولئك الفاسدين وعدم تطبيق إجراء (من أين لك هذا؟) بالإضافة إلى ذلك ساهمت في ضخ الأوكسجين لعمليات التفقيس المفاجئة للأحزاب الوهمية التي لا يتعدّى أعضاء بعضها أصابع اليد من خلال الأموال التي قدمت لتلك الحوانيت الحزبية وتوفير الدعم المعنوي لها والسماح لهم بفتح المقرات واستقبالهم بالحفاوة بصفتهم أحزاباً مفعمةً بالمشاريع القومية وتمويل نشاطاتهم الخلبية وتغطيتها أمام وسائل الإعلام، ومن أجل جذب الأنظار سخرت تلك الحوانيت الوسائل الإعلامية لنشر غسيلها بشعارات فضفاضة لا تخلو من كلمة وحدة الصف الكوردي، وهم مازالوا على منفسة الولادة قد خرجوا تواً من رحم تلك الأحزاب العريقة، وهم في الحقيقة والواقع من ساهم في شق وتمزيق وحدة الصف في أحزابهم الأساسية وان الخلاص من هذه الظاهرة هي مسؤولية المراجع السياسية الكوردية كونها المؤثر الحقيقي في مسيرة الحركة الكوردية في سوريا سياسيا واقتصادياً.

إن السكوت عن هذه الظاهرة الخطيرة هو مساهمة غير مباشرة لنخر القضية وتمييعها، ويفتح المجال أمام المتربّصين لتوجيه الاتهامات ورسم الآلاف من إشارات الاستفهام.
جريدة كوردستان


المقال يعبر عن رأي الكاتب

535