جيمس جيفري ودبلوماسية المصلحة الأمريكية

جيمس جيفري ودبلوماسية المصلحة الأمريكية

Dec 17 2018

جيمس جيفري ودبلوماسية المصلحة الأمريكية
عيسى ميراني

عوّل الكثير من السياسيين والمراقبين للشأن العام السوري والكوردي على الوجود الأمريكي في المنطقة على أنه المُخلّص الحقيقي للكورد تخصيصاُ، وللشعوب السورية عامة، فبادر كل من يحلل على هواه لكن، يتّضح يوماً بعد يوم ودون نتيجة تذكر.

وبالرغم من تضحيات آلاف الشباب الكورد الذين ساقهم (ب ي د) لقتال داعش في صحارى دير الزور والرقة ومنبج بطلب أمريكي دون اتفاقيات واضحة تضمن للكورد، ولو بجزء من الكعكة المستقبلية لسوريا، وهي مسؤولية تاريخية تتحملها الجهة التي أرغمت الشباب الكوردي للقتال خارج مناطقهم،

لكن المؤشرات بدت واضحة بأنه لا يوجد شي في القاموس الأمريكي اسمه تقسيم سوريا أو إقامة كيان كوردي أو فيدرالية، وتتضح السياسة الأمريكية أكثر فأكثر بأنها لا تنظر إلى الحركة الكوردية في سوريا بطرفيها (تف دم والمجلس الوطني الكوردي) بأنهم أصحاب المشروع السياسي المستقبلي للكورد في سوريا سواء كان إدارة ذاتية أو فيدرالية أو أي شيئا آخر بل تنظر إليهم كمحاربين شجعان، ولا يتعدّى الاهتمام الأمريكي الجانب الإنساني ومحاربة الإرهاب،

وهو ما يصرّح به المسؤولون الأمريكان على الدوام واللقاء الأخير الذي عقده السفير الأمريكي الخاص جيمس جيفري مع المجلس المحلي لكوباني دون أن يجلس مع المجلس الوطني الكوردي بشخصيته الاعتبارية يثير جملة من المخاوف، وأهمها أن أمريكا لا تنظر إلى المناطق الكوردية كجغرافيا موحدة بل تحاول ترسيخ المناطقية بتركيزها على مصطلح شرق الفرات وسكوتها على التدخل التركي في عفرين خير دليل والتحركات الأمريكية الأخيرة على الحدود التركية وإثارة موضوع نقاط المراقبة ليست سوى فقاعات إعلامية لأنها ليست بحاجة لتلك النقاط للمراقبة فإمكاناتها تتعدى ذلك بكثير فمن يراقب المريخ بكل تفاصيله لا يصعب عليه مراقبة الحدود السورية التركية.

ومازالت أمريكا تنظر إلى تركيا كحليف استراتيجي وعضو فعال في الناتو، وإذا غامرت تركيا في تجاوز الحدود في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكوردية لن يتعدّى الرد فعل الأمريكي (القلق) لأنها لن تحصل دون موافقة ضمنية أمريكية والتواجد الأمريكي مرهون بالتوافقات الدولية وفور انتهاء مهمتها ستنسحب من سوريا كما انسحبت من العراق وأفغانستان لأن سوريا مازالت دولة وعضو في الأمم المتحدة، والقانون الدولي سيجبر الامريكان على الخروج، فواهمٌ من يعتقد إن جيمس جيفري وإدارته ملائكة الرحمة جاؤوا لإنقاذ السوريين بل سفراء لتنفيذ مخططات بلادهم على أطلال بلادنا المدمرة.
جريدة كوردستان




المقال يعبر عن رأي الكاتب

733