انطلاق السباق بين ترامب وهاريس للوصول إلى البيت الأبيض

انطلاق السباق بين ترامب وهاريس للوصول إلى البيت الأبيض

Nov 05 2024

انطلقت اليوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني، في الولايات المتحدة الامريكية الانتخابات الرئاسية 2024.

تتواصل المواجهة المحمومة والمفتوحة على كل الاحتمالات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في الساعات الأخيرة المتبقية من الحملة الانتخابية، فيزور كل من المرشحين الإثنين بنسيلفانيا سعيا للفوز بإحدى أهم الولايات المتأرجحة التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض.

وتشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه السنة منافسة محتدمة بين شخصيتين متعارضتين على كل المستويات، تفصل بينهما حوالى عشرين عاما من العمر.

فمن الجانب الديموقراطي، هناك نائبة الرئيس التي حلت مرشحة عن الحزب محل الرئيس جو بايدن في وقت متأخر من الحملة في تموز على خلفية مخاوف بشأن سنه. وقد تصبح كامالا هاريس (60 عاما) الثلاثاء أول امرأة على رأس أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.

في المقابل، هناك الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب (78 عاما) الذي قلب الطاولة وخاض السباق مجددا بعدما خرج من البيت الأبيض في 2021 في ختام ولاية غرقت نهايتها في فوضى عارمة ونجا خلالها من آليتي إقالة في الكونغرس وصدر بحقه بعدها حكم قضائي.

من هو دونالد ترامب؟

ولد دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية، في نيويورك في 14 يونيو 1946 وهو رابع أبناء فريد ترامب أحد عمالقة عالم العقارات الذي كان له تأثير كبير على دونالد وشجعه ليكون ذو شخصية قوية ودربه على "فن الترويج للذات".

التحق ترامب بأكاديمية تعليمية ذات طابع عسكري في عمر الثالثة عشرة أثناء الدراسة ودرس في جامعة فوردهام في نيويورك، وكلية وارتون في بنسلفانيا، حيث حصل على شهادة في الاقتصاد وعمل في شركة والده أثناء دراسته.

أصبح دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا لخلافة والده بعد أن قرر شقيقه الأكبر فريد أن يصبح طيارا، قبل أن يموت في عمر الـ 43 عاما نتيجة إدمانه الكحول، وهو الحدث الذي قال دونالد ترامب إنه أقنعه بتجنب الكحول والتدخين طيلة حياته.

أشرف ترامب على مشروعات عقارية تابعة لشركة والده في أحياء نيويورك، قبل أن يتولى مسؤولية إدارة الشركة بأكملها، وأطلق على الشركة اسم جديد في عام 1971 وهو "مؤسسة ترامب" لتتحول مشروعات الشركة تحت رئاسته من إنشاء وحدات سكنية في أحياء بروكلين وكوينز إلى إنشاء صالات قمار وفنادق وملاعب جولف في مناطق مختلفة داخل الولايات المتحدة وخارجها ووصل إلى عالم صناعة الترفيه بامتلاك حقوق امتياز مسابقات ملكة جمال أمريكا، ثم المشاركة في برنامج تلفزيوني للمسابقات باسم "المتدرب" استمر عرضه 14 موسما تنافس خلالها شباب طامحون من أجل الحصول على عقد عمل في شركات ترامب، الذي اشتهر في البرنامج بعبارة "أنت مطرود" التي كان يوجهها للمتنافسين غير الناجحين.

ألف ترامب عددا من الكتب وشارك في أفلام وفقرات الترفيه التي تسبق مسابقات مصارعة المحترفين وتاجر في كل شيء، من المشروبات إلى رابطات العنق والأحذية لكن إجمالي ثروته تراجع في السنوات الأخيرة، وقدرت مجلة فوربس حجم ثروته بنحو 4 مليارات دولار وتقدم بدعوات لإشهار إفلاسه في 6 مرات مختلفة.

في عام 1987 بدأ الحديث عن خوض الانتخابات الرئاسية، وفي عام 2000 كان يدرس المنافسة في السباق الرئاسي كمرشح لحزب الإصلاح، وكشف رغبته في المشاركة في انتخابات 2012 كمرشح للحزب الجمهوري.

وفي عام 2015 أعلن ترامب رسميا دخول السباق الرئاسي تحت شعار "إحياء الحلم الأمريكي الذي مات" وتركزت حملته على نجاحاته واتهامه للمكسيك بتهريب تجار المخدرات والمجرمين ، متعهدا بأن يجبر المكسيك على تحمل نفقات بناء حائط حدودي بين البلدين.

وبشعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، تمكن ترامب من التغلب على منافسيه في الحزب الجمهوري، ليكون مرشح الحزب في مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وحقق فوزا على وزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وأدى اليمين الدستورية كالرئيس الـ45 للولايات المتحدة في 20 يناير 2017.


من هي كامالا هاريس؟

بعد تدرجها فى العمل القانوني كمحامية، ثم مدعى عام لمدينة سان فرانسيسكو، وبعدها مدعى عام كاليفورنيا لفترتين، ترشحت كامالا هاريس عام 2016 لعضوية مجلس الشيوخ عن الولاية، واستطاعت أن تصبح ثانى امرأة من السود تدخل المجلس، وأول سيناتور من أصل هندى فى تاريخ الولايات المتحدة.

خلال ولايتها، كانت هاريس من أبرز المعارضين لقرارات إدارة ترامب. واستغلت دورها فى اللجنة القضائية بالمجلس لتوجيه أسئلة حادة للقضاة المرشحين من الرئيس السابق للمحكمة العليا الأمريكية.

ومع بروزها فى مجلس الشيوخ، ارتفع سقف طموحات كامالا لتفكر فى خوض سباق الرئاسة، وبالفعل خاضت الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى فى سباق 2020، والذى نافست فيه أسماء بارزة فى مقدمتها جو بايدن، نائب الرئيس السابق، والسيناتور بيرنى ساندرز.

خلال المناظرات الأولى لتلك الانتخابات، استطاعت هاريس أن تسرق الأضواء من بايدن الذى بدا عاجزا عن الرد على انتقاداتها له لتأييده للفصل العنصرى فى السبعينيات. لكن كامالا لم تمكث طويلا فى هذا السباق، وانسحبت فى مراحله الأولى. وبعد فوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطى، اختارها لتكون نائبة له، فتحولت انتقادات كامالا السابقة لجو إلى تأييد، ودعوة للأمريكيين لاختياره رئيسا يحقق الأفضل للجميع.

وحال فازت هاريس ستصبح أول سيدة من أصل أفريقي ومن أصول هندية تتولى رئاسة الولايات المتحدة.

83