المرأة العفرينية: صمود في وجه الاحتلال والظلم
أطلقت ناشطات وإعلاميات وكاتبات وشاعرات من حملة الجنسيات الأمازيغية والألمانية ومن أجزاء كوردستان الأربعة اليوم 20 أيلول 2024 حملةَ تضامن مع النساء الكورديات اللواتي تعرضن للاعتداء وإطلاق الرصاص الحي من قبل مسلحي سلطان سليمان شاه (العمشات) أحد فصائل الجيش الوطني السوري للمعارضة السورية في قرية كاخرة التابعة لمدينة عفرين بكوردستان سوريا.
وجاءت الحملة باسم: حملة التضامن مع نساء عفرين بعنوان "موسم الزيتون بلون الدم" وباللغات الألمانية والإنجليزية والكوردية (اللاتينية والصورانية) والعربية.
وكتبت الكاتبة أمل حسن مقالاً تضامنياً باللغة العربية جاء فيه:
المرأة العفرينية: صمود في وجه الاحتلال والظلم
في عفرين، لكل أم شجرة، ولكل شجرة حكاية كفاح، ولكل كفاح إرادة لا تعرف الهزيمة. تحية من القلب لتلك الروح الجريحة التي تقف بشموخ أمام عواصف الزمن القاسية، متشبثة بكرامتها وكبريائها رغم عمق الجراح. في قلب معاناة النساء والأمهات في عفرين، يولد حب أعمق للوطن، حب لا تهزمه أي قوة، ولا يمكن اقتلاعه من الجذور مهما اشتدت العواصف.
أنا هنا، تصرخ المرأة العفرينية، صمودها أقوى من أي احتلال، وأشد من أي ظلم. ترفض الخنوع وتقف في وجه كل من يحاول تدنيس أرضها ونهب تاريخها. على هذه الأرض، في قرية كاخرة وغيرها من قرى عفرين، يقف الأحرار في وجه المحتلين منتهكي الكرامة، أولئك الذين أحرقوا بساتين الزيتون ودمروا منازل السلام. في هذه الديار، ينسج الشعب بخيوط المقاومة، وبأملٍ لا ينكسر، طريقهم نحو الحرية والكرامة.
المرأة العفرينية، الشامخة كالأشجار التي تأبى الانحناء، رمزٌ للصلابة والعطاء. هي التي تُقاوم اليوم أبشع الجرائم بحق الإنسانية التي ترتكبها الميليشيات والمرتزقة، وعلى رأسهم فصيل ( العمشات ) هؤلاء الذين انتهكوا ليس فقط الأرض، بل كرامة النساء وأمن الأطفال. في عفرين، موطن الزيتون والسلام، ترتكب الجرائم باسم القمع، ويُقتل صوت الحرية في ظل الاحتلال والظلم.
نحن، النساء الكرديات، نستمد قوتنا من دموع وآهات أمهات ونساء عفرين. صرخاتهن أعمق من الألم، فهي نداءٌ للمقاومة، للحرية، للكرامة. نقف ضد الظلم، ضد الانتهاكات، ضد العنف والاضطهاد. نقول بصوت واحد: لا لقول "أنا لاجئ". في وطني وعلى أرضي، لا للعنف الممنهج ضد النساء، لا للاحتلال، لا لقطع أشجار الزيتون، تلك الشجرة التي ترمز للخير وأغصانها للسلام.
عفرين وسكانها الباقون لهم الحق في العيش على أرضهم بحرية وأمان. يحق لهم الحماية الدولية، يحق لهم الأمن والاستقرار، يحق لهم استعادة كرامتهم المهدورة.
أمل حسن : Deutschland / Stadt Aachen
326