الدوافع الحقيقية وراء استهداف المحكمة الاتحادية إقليم كوردستان

الدوافع الحقيقية وراء استهداف المحكمة الاتحادية إقليم كوردستان

Feb 24 2024

الدوافع الحقيقية وراء استهداف المحكمة الاتحادية إقليم كوردستان
عبد اللطيف محمدأمين موسى

هل هي لعنة الجغرافية أم قدر الشعب الكوردي في العيش مع المعاناة في دوامة الصراع والاستهداف للنيل من إرادته في الصمود والتشبث والعيش بما يتناسب مع أبسط المعايير الدولية المكفولة لحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها؟؟ أم أنها تكشف حقيقة زيف أوهام الأعداء في عدم القدرة على الاستيعاب أو الرضوخ للأمر الواقع الذي فرضه نضال الشعب الكوردي، والدماء التي بذلها لتجعل من إقليم كوردستان واقع حال في تقاطع مصالح الكورد من مصالح الدول الإقليمية والدولية في مباركة تأسيس إقليم كوردستان في أواخر القرن المنصرم.

في القراءة الحقيقية لنوايا الذين يستغلون المحكمة الاتحادية في جعلها أداة رخيصة في الصراعات، ولكل المتناسين لواقع التاريخ وسرد أحداثه أن الشعب الكوردي له الفضل الأساسي في المشاركة والمساهمة الفعالة في بناء العراق الحديث ما بعد صدام، وأن كوردستان كانت الملاذ الآمن لكل أولئك اللذين يجعلون من أنفسهم سلاطين العراق وأصحاب ديكتاتوريها الحديثة التي أوصلت أركان حكم البعث المقيت من قبلهم إلى السقوط ، أم أنهم نسوا أنفسهم وهم الذين قدموا إلى العراق على صحوة الدبابات الأمريكية ليعيثوا في العراق فساداً، وليكونوا السبب في جعل العراق دولة تفتقر إلى أبسط مقومات الدولة، وتصبح دولة الميليشيات، ودولة منعزلة تغرد خارج سرب المحيط العربي، وتجعل منه مصدر التهديد لكل جيرانه، وللمنطقة، وعامل لمحاربة كافة الأديان والأقليات والقوميات والمكونات في العراق، وفي مقدمتهم الشعب الكوردي الذي بذل الدماء ليكون العامل الأساسي في تأسيس الجيش العراقي، وبناء العراق الحديث وكتابة الدستور العراقي وتحويل العراق من بلد ذي حكم ديكتاتوري شمولي الى دولة ديمقراطية فيدرالية ذات نظام تعددي.

إن حكام العراق من الشيعة من خلال حملاتهم المستمرة ضد الشعب الكوردي في إقليم كوردستان من خلال التهديد في اجتياح الإقليم عام 2017 ومحاربة قوات البيشمركة التي كانت لها الفضل الكبير في التصدّي وتحرير العراق من داعش والقاعدة، ومحاربة قوت الشعب الكوردي من خلال قطع ميزانية العراق منذ عام 2014 ,وتجاهل تطبيق كافة المواد الدستورية بشأن المسألة الكوردية والمكونات الأخرى والخروقات المستمرة في المواد الدستورية في إشهار آخر أسلحتهم في وجه الشعب الكوردي وهي استغلال المحكمة الاتحادية وقدسيتها التي من المفترض أن تكون الحامي للدستور العراقي إلى جعلها أداة رخيصة في صراعهم مع الإقليم وجيران العراق في جعل هذه المحكمة كوسيلة تكتب مقرراتها وقراراتها في دولة إقليمية معادية للإقليم، وضرب نزاهة القضاء العراقي في تقليص مكتسبات الإقليم، وجعل النظام الفيدرالي في العراق في خطر.

من المهم أن يعرف القارئ الكريم جملة الأسباب وراء استهداف إقليم كوردستان من خلال القرارات التي لا تناسب المحكمة الاتحادية ودورها التي تذكرنا بمحكمة الثورة إبان حكم صدام، ومن أهم الأسباب وراء استهداف المحكمة الاتحادية لإقليم كوردستان ضرب كافة الحقوق الدستورية التي حصل عليها شعب الإقليم نتيجة مساهمته في بناء دولة العراق الحديثة الفيدرالية ولاسيما تصريحات رئيس مجلس القضاء في العراق التي تؤكد ما نود فيما نرمي إليه أنهم غير مستعدين لقبول أي فكرة حول إنشاء الأقاليم ونظام الفيدرالية في العراق مما يكشف النوايا الحقيقية لحكام الشيعة في العراق وميليشياتها حيث أنهم يصرون على نظام الديكتاتورية التي كانت السبب وراء سقوط نظام صدام، وكما أن كسر إرادة الشعب الكوردي وإصراره على النضال من أجل الدفاع عن حقوقه وكيانه الدستوري المتمثل في إقليم كوردستان يعد من أهم الأسباب والدوافع وراء استهداف الإقليم من قبل المحكمة الاتحادية، كما أن محاولة إيقاف عملية البناء والتطور في كافة المجالات التي يشهدها الإقليم في عهد حكومات معالي نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني في بناء كوردستان وتقدمها تعد من أهم الدوافع وراء استهداف إقليم كوردستان من قبل المحكمة الاتحادية.

ويعدّ ضرب المشروع القومي الذي يقوده المرجع مسعود بارزاني في دعم إخوته الكورد في أجزاء كوردستان الأخرى وحرصه الدائم في عدم جعلهم كأدوات رخيصة للمشاركة في أية مؤامرة دولية أو وإقليمية ولاسيما مشاريع إيران وهيمنتها في تهديد المنطقة وتشويه صورة الكورد ورسالتهم على أنهم عامل الاستقرار والأمن والأمان لكل جيرانهم يعدّ هذا من أهم الدوافع لدى المحكمة الاتحادية في استهداف إقليم كوردستان، وهناك الكثير من الدوافع الأخرى وراء استهداف المحكمة الاتحادية لإقليم كوردستان منها ضرب التنسيق وازدهار العلاقات بين حكومة الأستاذ محمد شياع السوداني والأستاذ مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم وتشويه سمعة البيشمركة وقيمهم النضالية وقدسيتهم في محاربة الإرهاب نيابة عن العراق والعالم وإيقاف ازدهار الدبلوماسية الكوردية في إعطاء الصورة الحقيقية للشعب الكوردي ونضاله .

في المحصلة، إن استغلال المحكمة الاتحادية وقدسيتها المفترضة أنها عامل في حماية الدستور العراقي إلى جانب جعلها أداة رخيصة يتم زجها في الصراعات لتكتب قراراتها في دولة إقليمية معادية لإقليم كوردستان ومعادية للعراق، ولتكون السبب فيما أوصل العراق إلى هذه الحالة من انتشار الفساد.
إن نضال الشعب الكوردي من أجل حقوقه المتمثلة في إقامة إقليم كوردستان سيبقى قيمة نضالية للشعب الكوردي أقوى وأسمى من أن تطوله صغر المؤامرات التي تقودها الدول الإقليمية مستغلة بعض حكام الشيعة والمسيئين للطائفية الشيعية، وللمحكمة الاتحادية في صراعهم وحقدهم على إقليم كوردستان في جعل العراق دولة ديكتاتورية مما سيقرب مصير سقوط حكم هذه الزمرة مثلما كانت الديكتاتورية السبب الأساسي في إسقاط حكم صدام والبعث من قبلهم.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

2459