
أكاديميون وسياسيون: عودة الكورد إلى عفرين مقاومةُ حقيقية وتجسيد لملحمة العصر
ثمن أكاديمي وسياسيان، عودة الكورد إلى مدينة عفرين ونواحيها وقراها، واصفين العودة بالقرار التاريخي والمقاومة الحقيقية وتجسيداً لملحمة العصر، داعين المهجرين في مخيمات الشهباء في ريف حلب إلى العودة لأرض الآباء والأجداد، منعاً للتغيير الديمغرافي.
خلال الأيام القليلة الماضية عادت عشرات العوائل الكوردية اللاجئة والمهجرة والنازحة إلى ديارها في قرى ونواحي مدينة عفرين بكوردستان سوريا عن طريق معبر عون الدادات في مدينة منبج. وينتظر المئات في المعبر موافقة العبور للعودة إلى الديار.
وأجرت ARK لقاءً مع كلّ من الأكاديمي الكوردي الدكتور كاوا آزيزي، والسياسي الكوردي عبد الرحمن آبو والمحلل السياسي منال حسكو، اليوم 20 تشرين الأول، ثمنوا فيه عودة الكورد ودعوا إلى التشبث والوقوف في وجه حملات إحداث أي تغيير للتركيبة السكانية.
وقال الأكاديمي الدكتور كاوا آزيزي "في الحالة الكوردية السورية، العودة إلى الوطن في كوباني وعفرين والجزيرة، تعتبر تحدياً ضد كل المخططات الهادفة الى التغيير الديمغرافي لكوردستان سوريا وإنهاء القضية الكوردية هناك، فالعودة والبقاء تمثلان نضالاً حقيقياً وتنحني لهم القامات".
تابع بالقول "نحن كشعب نتعرض إلى حملة إبادة وإقلاع من الجذور وإسكان الغرباء في أرضنا ومنازلنا وطردنا من موطن الآباء والأجداد، ويجبروننا إلى الهجرة لدول الشتات ومخيمات الفقر والجهل والذل، إذ يتعرض الإنسان في المخيمات إلى مختلف أنواع الإهانة والإجبار على قبول معتقدات وأساليب عمل لا يرغب فيها".
حول وجود مهجري عفرين في مخيمات الشهباء بريف حلب، أكد أن "وجود الكورد في مخيماتٍ تحت سيطرة PKK، يبقى معزولاً وعرضة للاختلاف أو تجنيد أطفاله في صفوفه، ويبقى مرفوضاً من جميع الجهات".
من جهته قال السياسي عبد الرحمن آبو "لم تتوقف يوماً عودة عوائلنا الكوردية إلى الديار في جيايي كورمِنج ( منطقة عفرين )، منذ الحملة البربرية في آذار 2018 التي أرادت اقتلاع الإنسان الكوردي من جذوره وإحداث التغيير الديمغرافي في جبل الكورد، إلا أن الوجدان الكوردي الواعي استدرك المؤامرة وباشر فوراً في الإعلان عن انتفاضة العودة في الخامس من أيار 2018 ولسان حالهم "الحياة أو الموت".
تابع بالقول "تتالت طوابير العودة بدءً من معسكرات الذل في الشهباء وبمجهودهم الشخصي في العودة رغم المخاطر الجمة التي تنتظرهم وحتى الآن وحسب المصادر الخاصة بنا عادت أكثر من ( 60000 ) ستون ألف عائلة إلى أحضان أشجار الزيتون التي كانت تنتظرهم رغم العراقيل التي تصنعها العصابات".
وحض السياسي الكوردي إلى العودة قائلاً "ليس أمام الكوري من سبيل سوى العودة، وبعودتهم تزدهر غابات الزيتون التي تألمت طيلة الخمس سنوات العجاف، ويتم الحد من عمليات التغيير الديمغرافي المنسق التي تجري هناك، أهلنا في عفرين أبطال العصر في عودتهم يجسدون ملحمة العصر ويثبتون كورديتهم، فالمشاريع التي تجري كلها مؤقتة وهم أصلاء الكوردايتي وطليعتها وسيذكرها التاريخ بأحرفٍ من ذهب".
فيما رأى المحلل السياسي منال حسكو أن "إدارة ب ي د المتحكَّمة من قبل عناصر PKK تتاجر بالمهجرين في مخيمات الشهباء، وتمنع عودتهم حفاظاً على الكانتون المعلن هناك".
وأردف أن "المخيمات باتت كسجن كبير والمهجرون الكورد باتوا رهائن وأسرى وضحايا إرهاب PKK، وأولادهم يتعرضون للاختطاف والتجنيد الإجباري، وهم الآن مسلوبو القرار".
وبيّن أنه "بالرغم من المعوقات والصعوبات والطرق المحفوفة بالمخاطر، تحتضن عفرين يومياً عودة العشرات من العوائل الكوردية"
أكد أن "القرار السليم، والمقاومة الحقيقية هي العودة، فالوقت يمضي بسرعة البرق وليس لصالح المهجرين البقاء في المخيمات، ونحن نلتمس بما يعانوها من آلام في المخيمات، ونرى من حق كل مهجرٍ العودة إلى مسقط رأسه واستلام ممتلكاته وأرزاقه".
وبعد حرب عفرين التي بدأت بداية 2018 بين تركيا والفصائل المسلحة من جهة ومسلحي ب ي د من جهة أخرى، وانتهت 18 آذار من العام ذاته، تهجر أكثر من 300 ألف كوردي إلى مخيمات الشهباء، وباتوا ضحايا سياسة إدارة PYD المتحكمة بالمخيمات وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، والتي تمنع المهجرين من اتخاذ قرارهم في العودة أو التوجه إلى المناطق الأخرى.
4366