بيان من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا

بيان من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا

Sep 21 2023

عقد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا اجتماعاً اعتياديا، استعرض فيه الوضع العام "بغية تسليط الأضواء على المشهد السياسي السوري عبر مناقشة التطوُّرات الأخيرة".

وقال المكتب السياسي للحزب إن الاجتماع وقف على الوضع المعيشي للمواطنين، وازدياد سوء الأوضاع بسبب رفع إدارة PYD سعر مادة المازوت، فضلاً عن "سوء الأحوال الأمنية نتيجة استمرار الانتهاكات والممارسات الترهيبية من قبل مسلّحي ب ي د".

وتطرّق الاجتماع إلى وضع المعارضة السورية، ورأى "أن أداءها دون الحدّ المطلوب، ما ينبغي لها من مراجعة نقدية شاملة خطاباً وسلوكاً وممارسات بغية تصحيح جوانب الخطأ وترسيخ الجوانب الإيجابية وتعزيزها".

وفيما يلي نص البيان كاملا:

عقد المكتب السياسي لحزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا اجتماعاً اعتيادياً بتاريخ 17-9-2023 وبدأ باستعراض الوضع العام بغية تسليط الأضواء على المشهد السياسي السوري عبر مناقشة التطوُّرات الأخيرة.

استهلّ الاجتماع الحديث عن الوضع المعيشي للمواطنين الذي يُرثى له من الفاقة والفقر المدقع نتيجة غلاء الأسعار وعدم تناسبها البتّة مع القدرة الشرائية لمعظم شرائج المجتمع السوري، ومازاد الوضع سوءاً أن إدارة ب ي د قد رفعت سعر المحروقات، وخصوصاً مادة المازوت ما انعكس على مجمل أسعار المواد والسلع الضرورية لحياة المواطنين ومعيشتهم، فضلاً عن سوء الأحوال الأمنية نتيجة استمرار الانتهاكات، والممارسات الترهيبية من قبل مسلّحي ب ي د وبمسمياتهم المختلفة من اختطاف لكوادر أحزاب المجلس الوطني الكردي، وكلّ المعارضين لسياساتها وممارساتها بالإضافة إلى تفشّي الظواهر السلبية في المجتمع من تعاطي المخدّرات وزيادة عمليات السطو والسرقات، وحتى تفشّي الجريمة في المجتمع، ناهيك عما هو مستمر من ملاحقة الشباب والقاصرات وإخضاعهم للتجنيد الإجباري، وفرض المزيد من الإتاوات على المواطنين باستمرار.

كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة تشكّل الضاغط القوي لإجبار الجيل الشاب على الرحيل والهجرة إلى بلدان الاغتراب.

استعرض الاجتماع الوضع السياسي، وبدأه بأحداث دير الزور وتفاعلاتها، بعد المساعي الأمريكية لإغلاق الحدود السورية مع العراق عبر مناطق دير الزور بغية قطع التواصل البرّي بين إيران والنظام السوري في استهداف لمزيد من الحصار على النظام، وتقليص دور إيران في سوريا ودعمها للنظام، ما دفع هذا الأخير، ومعه روسيا للتحرُّك في مسعى باتجاه الإيقاع بين قسد وبعض العشائر العربية هناك، والسعي لتحويل الصراع إلى كردي عربي، مستغلاً في ذلك بعض النفوس الشوفينية الضعيفة المعروفة لدى الجميع، لتبوء بالفشل تلك المساعي لأن لا "قسد" تمثّل الكرد ولا العشائر العربية تمثّل عموم العرب، فلا عداوة بين الشعوب، إنما الأنظمة، وخصوصاً الاستبدادية هي التي تمارس القمع والاضطهاد، وحذّر الاجتماع من تداعيات تلك الأحداث التي من شأنها تهديد السلم الأهلي والمجتمعي أو ربما تتسع دائرتها السياسية وحتى العسكرية.

رأى الاجتماع أن الوضع في سوريا عموماً، ومناطق النظام خصوصاً يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وإن التحديّات الإيرانية مازالت قائمة، وقد تُنذِر بمخاطرَ جمّةٍ في العراق وسوريا إن لم تجابَه بشكل جدي وحاسم من قبل شعوب المنطقة، وكذلك المجتمع الدولي.

ركّز الاجتماع على أن الوضع في جنوب سوريا، وخصوصاً في السويداء والغليان المستمر عبر الاحتجاجات والمظاهرات المتواصلة تساهم في زيادة تأزيم وضع النظام وتوحي بتجديد الثورة السورية من الجنوب مرة أخرى، ما يتطلّبُ من المعارضة الوطنية زيادة دعمها وتعزيز قدراتها في الاستمرار والتواصل مع الجهات المعنية، ومن الجدير ذكره أن مطلب المتظاهرين في إدارة محافظتهم هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ويلتقي مع دعوات الشعب السوري في بناء نظام ديمقراطي "لا مركزي" أو النظام الاتحادي "الفيدرالي" ما ينبغي دعمه ومساندته.

تطرّق الاجتماع إلى وضع المعارضة السورية، ورأى أن أداءها دون الحدّ المطلوب، ما ينبغي لها من مراجعة نقدية شاملة خطاباً وسلوكاً وممارسات بغية تصحيح جوانب الخطأ وترسيخ الجوانب الإيجابية وتعزيزها، بما ينسجم مع روح الثورة السورية في الحرية والكرامة، والسعي الحثيث إلى تضافر الجهود من أجل تلافي الانتهاكات في مناطق عفرين وسري كانييه وگـري سـپـي بغية تخفيف معاناة المواطنين وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم بشكل أفضل، واعتبر الاجتماع أن قرار الخزانة الأمريكية في معاقبة بعض الفصائل يجب أن يشكّل درساً بليغاً لها ودافعاً لتغيير سلوكها وممارساتها، ويتطلّب أيضاً من الحكومة المؤقتة والائتلاف الوقوف بجديّة على العقوبات الأمريكية ومعالجة كلّ المشاكل من أجل تصحيح الوضع، وطالب الاجتماع بإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين الذين ارتكبوا جريمة قتل أربعة شهداء من عائلة "بيشمرك" ليلة عيد نوروز.

قيّم الاجتماع دور المجلس الوطني الكردي في سوريا واعتبره مكسباً قومياً ووطنياً لشعبنا وحركته السياسية في هذه المرحلة، ودرس أداءه لمعالجة نقاط الضعف فيه وسبل تفعيل نشاطه.

ناقش الاجتماع بعض قضايا الوضع التنظيمي، وما ينبغي من الاهتمام المتزايد لهذا الجانب الأساسي من النضال الحزبي، وضرورة التوجيه الحثيث لتعزيز العمل التنظيمي والسّعي الدائم لرفع سويّة التنظيم بما يضمن تقدّمه الدائم والمستمر.

في هذا السياق توقّف الاجتماع عند الحملة المشبوهة على حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا وبعض قياداته، ورأى الاجتماع أن حزبنا وقيادته أكبر من أن ينال ضعاف النفوس من وحدته ونهجه القويم نهج البارزاني الخالد لأن حزبنا يستمدُّ عزمَه وقوتَه من قاعدته الجماهيرية الواسعة ومن الالتزام بنهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد في النضال والتضحية والإخلاص.

المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
قامشلو 18-9-2023

876