تفاصيل.. عشرة أعوام على مجـ.ـزرة تل حاصل وتل عران

تفاصيل.. عشرة أعوام على مجـ.ـزرة تل حاصل وتل عران

Jul 28 2023

يصادف اليوم الجمعة 28 تموز 2023, الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة بلدتي تل حاصل وتل عران بريف حلب الشرقي.

وشنت جماعات عسكرية متحالفة ضمت كل من “تنظيم داعش الإرهابي- جبهة النصرة، وجماعات أخرى، في مثل هذا اليوم من عام 2013، هجوماً عسكرياً على بلدتي تل عران، وتل حاصل ذات الغالبية الكوردية في ريف حلب الشرقي.

استمرت العمليات العسكرية، والقصف طيلة 4 أيام في 27 و 28 و 29 و 30 تموز، و خلفت استشهاد أكثر من 50 مواطناً، و16 من قوات “جبهة الأكراد” التي كانت تنتشر في المدينتين، كما وتم اعتقال 350 آخرين ما يزال مصير غالبهم مجهولا إلى اليوم.

كما وترافقت الاعتداءات مع حركة نزوح كبيرة من البلدات في ظروف انسانية صعبة ومأساوية واستقر العديد منهم في القرى الكوردية في ريف تل عران وعدد منهم استقر في الأراضي الزراعية وآخرون نزحوا باتجاه مدينة كوباني وحلب، بحسب مصادر حقوقية.

وفيما يلي أسماء شهداء تل عران بحسب متابعة ريباز نيوز وما وثقته المصادر الحقوقية:

1. عادل خليل جمعة (57 عاماً).
2. أحمد درويش خليل عطو (عسكري منشق).
3. عارف جمعة عطو.
4. علي حوا بن عارف (قتل قنصاً وهو دون 18 عاماً).
5. سمير بن حسن حوا (عسكري منشق).
6. حسن رمضان الحجي.
7. غادة خليل بشار بنت علي (فتاة 19 عاماً، قتلت قنصاً).
8. جمعة رمضان ثلجي (مدني أعزل صغير دون 18 عاماً).
9. حمود حجي حسن.
10. نوري حجي حسن.
11. محمد بزرة بن بلال.
12. عدنان صطوف البطوشي (قتل ذبحاً).
13. عبدالرزاق عارف بشار.
14.( شخص أخر) ابن عارف بشار.
15. راكان عبدو حمص بن حمود.
16. عبدو عبدو حمص بن حمود.
17. ابراهيم خلف بن خميس (قتل ذبحاً).
18. علي الحمصي بن محمد.
19. أحمد الحمصي بن محمد.
20. علي حمدو بشار ( تحت التعذيب).

وشهداء تل حاصل هم كلٌ من:

1. إبراهيم أحمد ابراهيم شيخو.
2. عبدو رحيلو بن احمد سليمو(دون سن 18 عاماً).
3. حمام طربوش بن أحمد.
4. حسين حمدو طربوشي (دون سن 18 عاماً).
5. رضوان قاسم كالو (قتل قنصاً وهو دون 18 عاماً).
6. محمد كالو بن ديبان (15 عاماً).
7. أسعد الأحمد بن نعسان.

تفاصيل المجزرة

تل عران، كبد الكورد المفطور المحاصر بين عدة بلدات عربية. سكانها البسطاء يعشقون العمل ويشتهرون بانهم حين لا يجدون عملا، يخلقون فكرة عمل جديد.

تقدر المساحة الجغرافية لبلدة تل عران والقرى المجاورة لها (تل حاصل، بلاط، كبارة، تل علم) بحوالي 100 كم2 تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب، وتبعد عنها 22كم ويبلغ عدد سكان الكورد فيها 55 ألف نسمة.

ولبلدة تل عران وقرية تل حاصل أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة للنظام والمجموعات الإسلامية المسلحة والجيش الحر، لأنهما تقعان على مفترق الطرق الرئيسية: (حلب- السفيرة ، حلب- معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية)، بالإضافة إلى موقعهما في محيط عسكري هام وهي: مطار نيرب العسكري غربهما بـ 12 كم، مطار كويرس العسكري شرقهما بـ 25 كم، وكذلك المحطة الحرارية بـ 10 كم، ومن الجنوب معامل الدفاع العسكري والذخيرة على بعد 10 كم، ومن الجنوب الشرقي مركز البحوث العلمية لإنتاج الاسلحة الكيميائية على بعد 12 كم.

استطاعت جبهة النصرة بداية 2013 السيطرة على المواقع الهامة في شمال المنطقة الكوردية، وفي الغرب معامل البطاريات والكابلات وفي الشرق صوامع الحبوب حتى المحطة الحرارية، ثم تقدمت إلى مدينة السفيرة وبلدة تل عران وقرية تل حاصل، وأنشأت عدة كتائب إسلامية في المناطق العربية، وبعد المعركة التي حصلت بين جيش النظام وكل الكتائب المتواجدة في المنطقة، على طريق معامل الدفاع، حيث أسفر عن المعركة عن 30 ضحية مدنية من بلدتي تل عران و تل حاصل، وسيطرت جبهة النصرة والكتائب الاسلامية على 20% من تل عران وتل حاصل، بعد نزوح السكان بشكل شبه كامل إلى المزارع والقرى المجاورة لها. إما لواء جبهة الأكراد فكان لهم حواجز ضمن البلدة بأعداد قليلة جداً، وكان النظام يقصف بلدة تل عران وقرية تل حاصل بشكل دائم وبأوقات متفرقة.

حاجات أساسية ناقصة
نقص الحاجات الأساسية ودخول الغرباء من المجموعات الإسلامية إلى المنطقة الكوردية، وغياب تام للحركة السياسية الكوردية فيها، تبعه ألتحاق عدد لا بأس من الشباب بـ (لواء جبهة الأكراد) وبعض العناصر العربية من منطقة السفيرة. حصل اشتباك بين جبهة النصرة ولواء جبهة الأكراد بتاريخ 28/7/2013 في قرية تل حاصل إثر الاتهامات التي وجهتها جبهة النصرة إلى لواء جبهة الأكراد بأنها قتلت أربعة من عناصرها على طريق تل عابور- تل عران، وهذا الطريق تحت مرمى مدفعية ودبابات النظام من جبال الواحة بقرب من معامل الدفاع، إما المزارع المحيطة بها فكانت تحت سيطرة المجموعات الإسلامية المتشددة.

العريس المغدور
في تلك الليلة السوداء خرجت معظم العائلات من بلدة تل عران طلباً للأمان ومن بينهم عائلة والد حسين العريس الذي كان مغتربا في السعودية منذ سنتين وعاد إلى تل عران قبل تلك الواقعة ليتزوج ويحتفل بعرسه بين أهله هناك، لكن في تلك الليلة لم يستطع الفرار إلى الحدود مثل باقي عائلته وبقى محتجزاً في البلدة مع عدد كبير من الأهالي ليلقوا مصيراً قاسياً على يد الكتائب الإسلامية المسلحة.

يقول أبو حسين، وهو رجل في الخمسينات من العمر، أنه أثناء وجوده على الحدود المحاذية للبلدة جاء خال ولده صارخا: لقد قتلوا ابنك وعاد هو وزوجته مباشرة إلى المدينة ليجدوا ابنهم مذبوحاً بعد أن أطلق المسلحون النار عليه في كتفه ورجله، قام الأهالي بنقله مع الجرحى إلى منزل مجاور لإسعافهم وفي ذلك المنزل توفي أحد الجرحى فخرجت احبة المنزل على اثر سماعها أصوات رجال في الخارج لتستنجد بهم لكن للأسف كان هؤلاء الرجال ليسوا إلا عناصر من جبهة النصرة، وحين طلبت منهم إغاثتها ونقل المصابين إلى المشفى لإنقاذهم، عرفوا أن هناك أحياء في ذلك البيت فقاموا بذبحهم وهم يرددون إنهم كورد مرتدون كافرون.

أم العريس
تقول أم حسين، أنها حين رأت جثة ابنها العريس ملقاة على الأرض لم تستطع تصديق الحدث وأصيبت بالشلل في قدميها وتتابع، أنهم ذهبوا للاستنجاد بإمام الجامع لكي يدفنوا شهيدهم في مقبرة المدينة ولكنهم فوجئوا أن الآخر أيضا من الخلايا النائمة التي كانت تتعامل مع تلك الجماعات سرا وكان رده لهم أنهم كفروا ولن يسمحوا لهم بدفن ابنهم في المقبرة وعليهم دفنه في بيتهم وكانت عناصر الكتائب تنادي في مكبرات الصوت للجوامع أن الكورد دمهم ومالهم ونساءهم حلال لكم وهم كفرة مرتدون.

بعد محاولات عديدة استطاعت العوائل دفن شهدائها في المقبرة وبعدها حزموا أمرهم ورحلوا عن بلدتهم ولجأت عائلة أبو حسين إلى إقليم كوردستان، ليعيشوا أيامهم الباقية في أمان بقلبهم المفطور وليبكوا فجيعتهم بابنهم في هدوء.

38 شخصا فقدوا حياتهم في يومي 28 و29/تموز/2013في أحداث تلك الليلة. كان هناك سبعة من منطقة السفيرة من المكون العربي وهؤلاء السبعة كانوا من لواء جبهة الأكراد، حيث أخذت جبهة النصرة جثثهم إلى جهة مجهولة .تسعة من لواء جبهة الأكراد من بلدة تل عران وقرية تل حاصل والقرى المجاورة وهم من المكون الكوردي .اثنان وعشرون مدنياً أعزل من بلدة تل عران وقرية تل حاصل وهم من المكون الكوردي .

والضحايا دفنوا سراً إما في المنازل أو في المزارع القريبة، ووصل عدد المفقودين إلى أكثر من 25 شاباً .

معتقلون... مغيّبون
ويبلغ عدد المعتقلين حتى كتابة هذه السطور أكثر من 150 شخصاً يعيشون في ظروف قاسية جداً تحت التعذيب الجسدي والنفسي وهم في انقطاع تام عن العالم الخارجي، وتم معرفة ذلك من خلال أشخاص أطلق سراحهم .إما أهالي بلدة تل عران وقرية تل حاصل فقد نزحوا وتجاوز نسبة النزوح 70% من سكانها، إلى المزارع والقرى المجاورة: كبارة وتل علم، حيث يعيشون بإمكانيات بسيطة، ومنهم من سمحت لهم الظروف وتمكنوا من الفرار بعيداً، إما عفرين أو كوباني أو الجزيرة أو خارج البلاد تركيا وكوردستان .ومازالت الاعتقالات مستمرة والنزوح مستمراً. ولم تقدم أي جهة المساعدات لأهالي المنطقة عينية كانت أم نقدية إلا بعض معونات بسيطة من جبهة النصرة لتحسين صورتها، علماً بأن هذه المنطقة تتعرض للقصف العشوائي بالدبابات والمدفعية والطائرات منذ 10/2/2013 ، وحتى الآن وبشكل منقطع من قبل قوات النظام.

ضحايا تل عران
فيما يلي اسماء ضحايا بلدة تل عران: "عادل خليل جمعة (57 عاماً)، أحمد درويش خليل عطو (عسكري منشق)، عارف جمعة عطو، علي حوا بن عارف (قتل قنصاً وهو دون 18 عاما)، سمير بن حسن حوا (عسكري منشق)، حسن رمضان الحجي، غادة خليل بشار بنت علي (فتاة 19 عاما، قتلت قنصاً)، جمعة رمضان ثلجي (مدني أعزل صغير دون 18 عاما)، حمود حجي حسن، نوري حجي حسن، محمد بزرة بن بلال، عدنان صطوف البطوشي (قتل ذبحاً)، عبدالرزاق عارف بشار،( شخص أخر) أبن عارف بشار، راكان عبدو حمص بن حمود، عبدو عبدو حمص بن حمود، ابراهيم خلف بن خميس (قتل ذبحاً)، علي الحمصي بن محمد، أحمد الحمصي بن محمد، علي حمدو بشار (قتل تحت التعذيب) ".

وفيما يلي ضحايا قرية تل حاصل: "إبراهيم أحمد ابراهيم شيخو، عبدو رحيلو بن احمد سليمو(دون سن 18 عاما)، حمام طربوش بن أحمد، حسين حمدو طربوشي (دون سن 18 عاما)، رضوان قاسم كالو (قتل قنصاً وهو دون 18 عاما)، محمد كالو بن ديبان (15 عاما)، أسعد الأحمد بن نعسان ".

وهناك ضحايا تحفظ الشهود عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.

306