مهرجان  الشعر الكردي في إيسن الألمانية

مهرجان الشعر الكردي في إيسن الألمانية

Nov 10 2018

مهرجان الشعر الكردي في إيسن الألمانية
صبري رسول
احتضنت مدينة إيسن الألمانية المهرجان الشعري السنوي يوم الأحد 21/10/2018م في قاعة جمعية هيلين للثقافة والفنون، حضره نخبة مميزة من الشعراء والكتاب والمثقفين الكرد.

فقد قام الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد واتحاد كتاب كردستان سوريا بإحياء المهرجان المتزامن بالذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الشاعر الكبير جكرخوين وتسميته باسم «يوم عفرين» المدينة الكردستانية التي اجتاحها فصائل «الحشد الإسلامي المتطرف» التابع للنظام التركي الذي ارتكب حماقات دموية بحق مدينة الزيتون وأهلها المسالمين.

بعد ترحيبه بالحضور افتتح الشاعر علوان شفان من «لجنة الإدارة» الحفل بدقيقة صمتٍ على أرواح شهداء الكرد، وتناوب معه الشاعر ومروان مصطفى (بافي زوزاني) بتقديم الشعراء وفقرات الحفل، ثم ألقى كلمةَ الاتحادين الكاتب جميل إبراهيم أشاد فيها إلى أهمية هذا اليوم الذي يصادف تاريخ رحيل الشاعر الكبير جكرخوين 22/10/1984م وتأمل أن يستمع الجمهور والحضور قصائد ممتعة في هذا المهرجان.

ألقى الشعراء قصائدَهم بحماسة على مسامع الحضور، كلٌّ يسعى إلى أنْ تكون قصيدته «المصباح المُنير» لهذا الاحتفال الذي يُلغي «التمايز والخلاف» السياسي الكردي. بدأ الشاعر والفنان الشاب آلان بيوار من عفرين بقصيدته، لتتوالى لاحقاً النّصوصُ مُتدفقةً وفق مسار برنامج اللجنة. تفاوتت مستويات النّصوص الشعرية بين المباشرة والسطحية، وطغيان اللغة السياسية والانفعالية عليها، فاقتربت بعض النصوص إلى الحديث السياسي المشحون بالهمّ الكردي، وبين المخيال الشاعري بعمقه التصويري، ومتعة اللغة الشعرية المفعمة بجمالية الصّور، فلامستْ بعض النّصوص المكامن الوجدانية المحترقة ببيان شعريتها، فأمتعَتْ الحضور رغم قلتها.

وتأرجحت قصائد أخرى بين المحاولة في الارتقاء الشعري والانحياز إلى التقرير الوصفي السياسي.

شارك الشعراء بإلقاء قصائدهم حسب تسلسل الإلقاء: آلان بيوار، بارانه جومه، جان كورد، جان دوست (غاب عن الحضور وألقت ابنته ميديا القصيدة عنه) أحمد عزيز، أحمد خرستي، حفيظ عبدالرحمن، عماد شيخاني، علوان شفان، كلستان آواز، كجا كورد، هجار بوطاني، هاوار زاهر، محمد فرمان، ريبر هبون، محمود بكو، صالح جنكو، خناف غزويي، زنار عزم. وغابت عن إلقاء قصيدتها (مزكين هسكو).

وكرّم المهرجان ثلاثة شعراء بشهادات تقديرٍ لِما لهم مساهمات في الشعر الكردي وخدمة اللغة، وقاموا بدورٍ فاعلٍ في إحياء المهرجانات السابقة في أوربا وهم: قادو شيرين، عنايت ديكو، عبدالكريم مجيد فرمان. ألقى الأول والثاني كلمتين قصيرتين مع تقديم الشكر للحضور، وغاب عبدالكريم فرمان لسوء حالته الصحية.

تخلّل المهرجان فقرتان غنائيتان للفنان حسين شاكر، وآلان بيوار، أضافتا طقساً من الرّوح الموسيقية على جو المهرجان المشبع بالعويل الحزين على عفرين (Lorîn, Qerîn, Gazî, Girî, Hewar, Revîn, şewatêî Mirin)
بعض الملاحظات على المهرجان:

يسجَّل للجنة المنظمة قيامهم بهذه المهمة رغم ظروفهم في بلدان اللجوء. وجرت الفعالية الثقافية بسلاسة (عدا عدم توقيت الحضور كعادة الكُرد في التأخير).

غالبية القصائد لم تكن سوى كلماتٍ مرصوفة، سمتُها أنّها حُمِّلَت بمشاعر الأسى والنغم البكائي، وكأنّ «البكائية الكردية» إحدى عناصر الشعر الكردي. فغابَتْ عنها الموسيقى الشعرية والصّور البيانية التي بدونها لايكون الشّعرُ شعراً.

إلى جانب هذا اتَّسمت بعض النّصوص باللّغة الشعرية، والجنوح إلى الخيال التصويري أجاد فيها الشّعراء الشباب: أحمد خورستي، عماد شيخاني، علوان شفان، هجار بوطاني، ريبر هبون، محمود بكو.

والقصيدة الأجمل في المهرجان، حلّقت المستمعَ معها إلى حوارٍ افتراضيّ في مخاطبة أحد الفرسان ليجنّح قوتَه ويستلّ سيفه في تسطير الملاحم كانت لحفيظ عبدالرحمن.

كما كان لأحمد عزيز وصالح جنكو المخضرمين حضورٌ لافت في الشعر. بينما كان للحضور النسائي صورة باهتة في الحضور العددي والشّعري.

يُذكر أنّه منذ خمس وعشرين سنة دأب الشعراء الكرد على تنظيم مهرجانات سنوية في داخل الوطن وأوربا.

جريدة كوردستان


المقال يعبر عن رأي الكاتب

916