وفاة الحاجة
وفاة الحاجة "نورة حيميش" أكبر معمرة في سوريا

وفاة الحاجة "نورة حيميش" أكبر معمرة في سوريا

Jan 28 2023

توفيت المعمرة السورية "نورة حيميش" عن عمر ناهز القرن وربع عاصرت خلالها الحكم العثماني والإنتداب الفرنسي وصولاً إلى أهوال الحرب في سوريا.

ونعى ناشطون سوريون وأهالي إدلب شمال غربي سوريا، أول أمس الجمعة، وفاة المعمرة الملقبة باسم "نورا شرشوط"، المعروفة بأكبر معمرة في سوريا.

ونعت صفحة "قرية أم الريش" في "فيسبوك" المعمرة الراحلة قائلة:" انتقلت إلى رحمة الله تعالى الحاجة نورة لقد خسرنا بركة القرية اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة".

ووفق ناشطين عاصرت الحاجة نورة حوالي 40 رئيساً أمريكياً وشهدت أحداث السفر برلك وثلجة الأربعين، كما عاصرت السلطان العثماني عبد الحميد والإحتلال الفرنسي لسوريا وصولاً إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كما عايشت الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وولدت الحاجة نورة عام 1901، بحسب البطاقة الشخصية التي حصلت عليها قبل عشرات السنين، لكن بحسب أبنائها وبناتها وعدد من أهالي قريتها، فإنها حصلت على البطاقة بعد بلوغها 18 عاماً، نظراً لعدم توفر دوائر رسمية للسوريين في تلك الحقبة التي حكم فيها العثمانيون البلاد، خصوصاً المناطق الجبلية والنائية.

وبحسب بطاقتها الشخصية فإن اسمها "نورة حيميش بنت حسن" ووالدتها "فطيم" من مواليد أم الريش 1901.

حياة وعرة وقاسية
وروى مصدر فضل عدم ذكر اسمه من صفحة "قرية أم الريش" أن الراحلة نورة تنحدر من قرية "الدغلي" التابعة لجسر الشغور وبعد زواجها انتقلت إلى قرية "أم الريش" بريف إدلب وهي تنتمي لعشيرة النعيم وبعد زواجها أنجبت ثلاثة اولاد الولد الاوسط توفاه الله عام 2004 والاكبر مات عام 2012.

بينما لا يزال ابنها الاصغر على قيد الحياة ويبلغ من العمر 75 عاماً تقريباً ولديها ثلاث بنات كبار في السن أكبرهم في الخامسة والثمانين من عمرها كانت الراحلة تعيش معها وكانت حياة المعمرة نورة -كما يقول محدثنا- وعرة وقاسية وازدادت صعوبة مع بداية الحرب، وروى أن الحاجة نورة لم تخرج من قرية أم الريش منذ أكثر من 75 عاماً ومع اشتداد القصف على القرية من قبل قوات النظام كانت تضطر للخروج هرباً من الموت وتبيت مع الأهالي في المغاور والجبال في ذروة اشتداد القصف وبخاصة بين عامي 2013 و2015 فكانت تهرب معهم في وقت معين وتعود بعدها إلى القرية التي عاشت فيها طوال حياتها.

وروى المصدر أن الراحلة كانت تعيش عند ابنتها الكبرى وبيوت أولادها الآخرين مجاورة لها وتم قصف منزل مجاور لها في أب عام 2012 بقذيفة فوزليكا من حاجز المعصرة في محنبل أثناء وقفة عيد الفطر، وأدى القصف إلى استشهاد شخص وتهدم جزء كبير من منزل ابنتها الذي كانت تسكن فيه الحاجة نورة.

عملت قابلة لمدة 40 عاماً
وأضاف محدثنا أن الراحلة كانت محبوبة من جميع أهالي القرية ولها مكانة اجتماعية لدى الجميع كما كل النساء وكانت ربة منزل بالإضافة إلى عملها كقابلة لمدة 40 عاماً إلى جانب عملها في الأرض الزراعية حتى عمر 60 عاماً.

ودأبت خلال تلك السنوات على مساعدة الفقراء والمحتاجين من أبناء قريتها. وكذلك عملت على بناء مسجد القرية الوحيد من خلال شرائها أحجاره وتكاليف بنائه مما تجنيه من عملها في الأرض ورعي الأغنام، وذلك قبل أن تثقل السنوات على صحتها، وقامت إحدى بناتها بكفالتها وخدمتها حتى وفاتها.

وكانت حتى أواخر حياتها تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أمراض باستثناء أمراض الشيخوخة، ونادراً ما تذهب إلى الأطباء والمستشفيات، وأدت فريضة الحج وهي بعمر 80 عاماً، وكانت حينها بصحة وذاكرة جيدة. واعتمدت خلال حياتها على نظام غذائي محدد، وهو الطبيعي حصراً، كزيت الزيتون والتين وحليب الأغنام ومشتقاته وخبز التنور.

442