بين قصر شيرين وقصر الشبطلية، هل ستتقهقر إيران مرة أخرى؟

بين قصر شيرين وقصر الشبطلية، هل ستتقهقر إيران مرة أخرى؟

Jan 02 2023

بين قصر شيرين وقصر الشبطلية، هل ستتقهقر إيران مرة أخرى؟
علي مسلم

شهد قصر الشبطلية في منطقة برج سلام في اللاذقية في أواسط الشهر المنصرم لقاءً جمع كل من الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بوساطة روسية، أعقبها مباشرة لقاء أمني رفيع المستوى في موسكو جمع كل من وزراء الدفاع للدول الثلاث مع رؤساء الأجهزة الأمنية لتلك الدول.

وبالرغم من أن لقاء قصر الشبطلية جرى بعيداً عن أعين الإعلام والصحافة، وتم نفيه رسمياً من قبل الجهات المعنية، إلا أن أصدائها خرجت من بين اسوار القصر، وقد جاء هذا اللقاء بعد مداولات أمنية ولوجستية قامت بها روسيا على مدى سنوات، بناءً على مخرجات مسار استانة وسوتشي، بالإضافة إلى ما تعتبرها روسيا ضرورة استراتيجية تفتضيها مصلحة الأطراف المشاركة، ولاسيما بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية في دمشق، ومماطلة الجانب الإيراني في إنقاذ النظام على عكس العادة، إلى جانب حزمة الضغوطات التي تمارسها إيران على رأس النظام في سوريا، فمن جهة تحاول إيران انتزاع ضمانات سيادية على الأموال التي صرفتها على الحرب في سوريا خلال العقد الماضي، والتي تقدّر بحوالي 20 مليار دولار أمريكي.

ومن جهة أخرى تحاول مواجهة النفوذ التركي، وتمدُّدها في مفاصل الأزمة السورية، ومن الواضح أن الصراع بين القطبين الإقليميين (تركيا وايران) قد وصل إلى ذروته، في ظل انزياح ميزان القوى لصالح تركيا إقليمياً، فتركيا عبر نهجها البراغماتي استطاعت أن تنتزع المزيد من أوراق القوة على حساب النفوذ الإيراني المتأرجح، ولاسيما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

وإذا كانت الأجواء الإقليمية والدولية مُهيأة إلى حدٍّ ما للتمدُّد التركي إقليمياٌ، فهي باتت مهيأة إلى درجة كبيرة في مواجهة التمدد الإيراني، ولعل الاحتجاجات المتواصلة للشعوب الإيرانية، والتي أحدثت شرخاً في منظومتها الأمنية، بما في ذلك الصراع القائم بين الباسيج والحرس الثوري من جهة، وجنرالات الجيش الإيراني من جهة أخرى، إلى جانب السكوت الدولي على الهجمات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل على مواقع الحرس الثوري وحزب الله اللبناني بجوار العاصمة السورية دمشق خير دليل على ذلك.

ومن المتوقع أن تتعرّض إيران إلى حزمة إضافية من العقوبات الغربية خلال الفترات اللاحقة، من جانب آخر تشير الوقائع إلى ان إيران تسعى جاهدة للتخلُّص من أعباء بشار الأسد، وتبديله بشقيقه ماهر الأسد كضمان سيادي بدل الأموال التي صرفتها، وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والسعودية.

فهل ستتقهقر إيران مرة أخرى أمام المدّ التركي في سوريا، ويعيدُ التاريخ إلى الأذهان ما جرى في قصر شيرين عام 1639،

المقال يعبر عن رأي الكاتب

17223