سكبوا البنزين وأحرقوا الجثث... مآسٍ مماثلة لمجزرة التضامن

سكبوا البنزين وأحرقوا الجثث... مآسٍ مماثلة لمجزرة التضامن

Nov 01 2022

أعادت "جريمة التضامن" المروّعة التي ارتكبت بحق عشرات المعتقلين ممن كبّلوا وطمست أعينهم ليرموا بدم بارد بالرصاص ويلقوا جثثاً هامدة عام 2013 في حفرة بالحي القابع جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى الأذهان مآسٍ مماثلة عاشها السوريون منذ أكثر من 11 عاماً، أي حينما قرروا الانتفاض بوجه نظام الأسد.

فعلى وقع أغنيات تمجّد القائد، وداخل سيارات عسكرية، انتشرت فيديوهات جديدة أظهرت حوادث مماثلة، تؤكد إنجاز مهمّات شبيهة بجريمة "التضامن" لكن هذه المرة في محافظة درعا جنوب سوريا.

وتنقل المقاطع الجديدة كيف قامت قوات النظام السوري بالتخلص من جثث المعارضين عبر إشعالهم بالبنزين، وذلك وفقاً لما أكدته مقاطع نشرها "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، من مقره واشنطن.

كما فضحت المقاطع الجديدة سلوكاً ممنهجاً اتبعته قوات النظام السوري خلال سنوات الانتفاضة الشعبية التي بدأت في مارس/آذار من عام 2011، حيث قام الضبّاط بحرق رفات مدنيين ومنشقين وأعضاء معارضة، بعد إعدامهم ميدانيا، بين عامي 2011 و2013.

"لا تتركوا أثرا"
وتحت عنوان: "لا تتركوا أثرا. إحراق الحكومة السورية لرفات الضحايا والتخلص منها"، كشف التقرير الاثنين، كما أثبت التحقيق بعد تحليل مقاطع الفيديو وجمع بيانات من مصادر ميدانية أن ضباطا رفيعي المستوى في المخابرات العسكرية التابع للنظام السوري قد شاركوا في حرق الرفات، في إحدى المناطق الصحراوية التابعة لمحافظة درعا.

وأكدوا أن هذه الجرائم لم تكن فردية، بل فعلتها قوات النظام وفق سلوك ممنهج من خلال توثيق تلك الحوادث بكل تفاصيلها بدقة عالية.

وبينما ظلت القصة المتبقية من الجريمة "قيد البحث" يبرز التحقيق معلومات جديدة، موثقاً حالات أسرت فيها قوات النظام السوري مدنيين، وفيما كان ينبغي اعتبارهم محميين بموجب القانون الإنساني ثبت أنهم تعرضوا لإعدام ميداني، وأن جثثهم دمرت، "مما قد يعيق التحقيقات الجنائية، التي يمكن استخدامها في جهود المساءلة المستقبلية"، وفق المركز.

وأظهرت الفيديوهات ما لا يقل عن 15 جثة وتوثيق هويات أصحابها من قبل منفذي الجريمة، ثم إلقائها في حفرة صغيرة، وإشعال النار فيها بعد سكب البنزين، وسط معلومات بأن عمليات التوثيق كانت متعمّدة، حيث تمت بكاميرا متخصصة، وبحضور الضباط.

كمبيوتر حكومي يفجر مصائب
يذكر أن المركز، وهو منظمة حقوقية، كان اعتمد في أبحاثه على 131 مقطع فيديو و440 صورة فوتوغرافية، واثنين من ملفات التسجيل الصوتي، عثر عليها في جهاز كمبيوتر محمول حكومي يحتوي على أدلة ترتبط بالتعذيب والقتل وجرائم ما بعد الوفاة، التي ارتكبها فرع المخابرات العسكرية، وأعضاء اللواء 34 المدرع التابع لـ"الفرقة التاسعة" في قوات النظام السوري.

وأتت هذه التحقيقات بعد أشهر من فضيحة ضاحية التضامن أو ما يعرف محلياً بحي التضامن، الذي شهد مجزرة مروعة بينما كان جبهة قتال دامية عام 2013، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، حيث انتشر مقطع فيديو أظهر رمي المعتقلين بالرصاص الحي ليقعوا في حفرة وهم معصبو الأعين.

وقد أثار ذلك الفيديو ردود أفعال دولية غاضبة، شددت على فظاعة المأساة السورية وهول ما شهده الصراع السوري من فظائع.

المصدر العربية

228