.على خلفية أزمة تايوان .. الصين تطالب أمريكا بمغادرة سوريا.

.على خلفية أزمة تايوان .. الصين تطالب أمريكا بمغادرة سوريا.

Sep 07 2022

ارك نيوز .. عاد الملف السوري إلى اهتمامات الصين، وهو ما يُربط بالصراع مع الولايات المتحدة بشأن تايوان، حيث تريد بكين مناكفة واشنطن في أكثر من ملف دولي بغية ثني الأخيرة عن مواصلة تدخلها في شأن تعتبره الصين شأناً داخلياً بالكامل.

وتجلى ذلك من خلال تجديد الصين للمرة الثانية في غضون شهرين المطالبات من الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، مستندة إلى "عدم شرعية" الوجود العسكري الأميركي، لتبرير دعواتها المتكررة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان خلال مؤتمر صحافي، إنه "أمر مروع أن نرى الحجم الهائل والنهب الأميركي في سوريا والذي كان مستمراً في الوقت الذي تحاول فيه البلاد الخروج من أزمة استمرت لأكثر من عقد من الزمن وأزمة إنسانية خطيرة تواجه شعبها".

وأضاف أن القوات الأميركية تسيطر على النفط والغاز الطبيعي وموارد الدولة الأخرى وتنهب أكثر من 80 في المئة من إنتاج النفط في البلاد، وأكد أنه "ينبغي على الولايات المتحدة إنهاء وجودها العسكري غير القانوني وعملياتها في سوريا ووقف الإجراءات أحادية الجانب".

وتستوقف نقاط عديدة في هذا التصريح، أولها توقيته الذي جاء بعد إدانة النظام السوري لتدخل أميركا في الشأن الصيني ودعمه لمبدأ "الصين الواحدة"، وكذلك التركيز الصيني عن النفط واتهام واشنطن بسرقته، وأيضاً يبرز الانتقاد الصيني للعقوبات المفروضة على النظام "الأحادية الجانب"، ليبدو كل ذلك وكأنه تلويح من جانب الصين بأنها تفكر بالاستثمار في سوريا رغم العقوبات.

الضغط على واشنطن

وتعليقاً، يربط الباحث والأستاذ في "جامعة العلوم والتكنولوجيا" بمدينة نانجينغ الصينية الدكتور رامي بدوي بين المواقف الصينية الأخيرة في سوريا والتطورات في تايوان، وتحديداً بعد تزويد الأخيرة بالسلاح من واشنطن، ويقول ل"المدن" إن الصين تحاول استخدام الأوراق السياسية المتاحة للحد من التدخل الأميركي في تايوان، حيث تتعامل بكين مع أي دولة تتدخل في هذا الملف على أنها دولة "معتدية".

ويضيف أن سوريا من بين الملفات التي تستطيع الصين الضغط فيها على الولايات المتحدة التي تنشر قواتها في شمال وشرق سوريا، ويقول إن "التدخل الأميركي وصل إلى حد غير مقبول في تايوان من وجهة نظر بكين، وهذا ما يدفعها إلى إطلاق هذه التصريحات".

تعاون صيني روسي

وفي شق ثان، يدعم طلب الصين سحب القوات الأميركية من سوريا الموقف الروسي دائم المطالبة بسحب كل القوات الأجنبية "غير الشرعية" من سوريا.

وفي هذا السياق، يرى الباحث السوري في جامعة جورج واشنطن، الدكتور رضوان زيادة أنه رغم ارتباط الدعوات الصينية هذه جزئياً بأزمة تايوان، إلا أن ذلك لا يعني نسيان التحالف الاستراتيجي الأكبر بين الصين وروسيا.

ويوضح ل"المدن" أن "جانباً من هذا التحالف (تحالف الأوتروقراطيات) ينص على دعم كل طرف للآخر في المواقف الدولية، ولذلك نجد الدعم الصيني للموقف الروسي في سوريا الذي يطالب بخروج القوات الاميركية من سوريا".

الاستثمار

وكانت أوساط النظام السوري قد روجت أخيراً إلى احتمالية دخول الصين على خط الاستثمار السوري، رداً على "الاستفزازات" الأميركية في تايوان.

لكن رامي بدوي، يستبعد ذلك لأن سوريا لا تمتلك المحفزات من وجهة نظر الصين، وخاصة أن الاستثمار في سوريا قد يعرض شركاتها للعقوبات، ما يهدد علاقتها التجارية مع الولايات المتحدة.

ويؤيد بدوي الباحث في مركز "نما للأبحاث المعاصرة" محمد بقاعي، ويقول لـ"المدن" إن الصين غير مهتمة بالاستثمار في سوريا وفي كل مناطق الصراعات.

ويذهب إلى أبعد من ذلك بقوله: "حتى لو انسحبت الولايات المتحدة من سوريا، فإن الصين لن تُقدم على الاستثمار في سوريا التي لن تستقر الأوضاع فيها لعقود، كما يبدو".

تواظب الصين على مواقفها التي اتخذتها منذ بداية الثورة السورية، وتواصل تقديم الدعم السياسي للنظام السوري وحلفائه في المحافل الدولية، من دون أن تنخرط عسكرياً ولا حتى اقتصادياً في سوريا، غير أن استفحال قضية تايوان يدفعها إلى البحث عن كل الأوراق لتدعيم مواقفها، والملف السوري في مقدمتها.

317