اللاجئون السوريون في تركيا يخشون عواقب انتخابات 2023

اللاجئون السوريون في تركيا يخشون عواقب انتخابات 2023

Sep 06 2022

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا غموضا بشأن مستقبلهم وسط مخاوف من أن يصبحوا بيادق في سياسة البلاد المتغيرة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ويخشى السوريون من إجبارهم على العودة إلى البلد الذي مزقته الحرب منذ أكثر من 11 عاما في وقت تعيش فيه تركيا أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ 3 عقود.

وأصبحت قضية اللاجئين السوريين محور نقاش سياسي في تركيا قبل الانتخابات العام المقبل. واقترح كل من الحزب الحاكم والمعارضة في أنقرة أن التطبيع مع نظام الأسد ضروري للتعامل مع قضية اللاجئين.

وكانت الدعوات لإعادتهم إلى سوريا من جانب أحزاب يمينية هامشية، لكن مشاعر الغضب تجاههم ارتفعت مؤخرا وبات الكثير يطالب بترحيلهم.

وقالت أسلي أيدينتاسباس عضوة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن التصريحات التصالحية من قبل المسؤولين الأتراك هي خطوة محسوبة موجهة إلى الجمهور الداخلي قبل انتخابات العام المقبل.

وأضافت: "نحن في طريقنا إلى الانتخابات، ويبدو أن أرقام (إردوغان) غير مؤكدة للغاية، ويبدو أن قضية اللاجئين هي أحد أهم اهتمامات الناخبين الأتراك عبر مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك قاعدته".

كانت تركيا العدو البارز لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال سنوات الحرب الذي بدأت عام 2011، ترسل مؤخرا إشارات إلى أنها جاهزة للبدء في التحدث إليه.

وصدمت تلك التصريحات العديد من اللاجئين السوريين في تركيا الذين يخشون على حياتهم إذا عادوا إلى ديارهم.

في الشهر الماضي، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم".

وتقول شبكة "سي إن إن" إن تعليقات أوغلو تمثل تحولا هائلا من موقف أنقرة على مدار العقد الماضي بعد أن تدخل تركيا عسكريا في الصراع وتأييدها للمعارضة والفصائل المسلحة التي تقاتل لإسقاط الأسد.

أدلى أوغلو بتصريحاته بعد أيام فقط من تصريح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، للصحفيين بأنه "لا يمكن قطع الدبلوماسية أبدا" مع دمشق وأن أنقرة بحاجة إلى "تأمين المزيد من الخطوات مع سوريا". وأضاف أن أنقرة لم تكن تهدف إلى إسقاط نظام الأسد.

قبل عقد من الزمان، وصف إردوغان نظام الأسد بأنه "إرهابي" من شأنه أن "يدفع الثمن" إزاء أرواح السوريين التي ازهقت في الحرب. كما تعهد بالصلاة في المسجد الأموي الشهير في دمشق، في إشارة إلى أن النظام سيتم إسقاطه.

على الرغم من التأكيدات من الحكومة التركية على أنه لن تكون هناك إعادة قسرية للاجئين، فإن العديد من السوريين في تركيا يخشون أن يتم إجبارهم على ذلك.

ويخشى سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من إعادة مناطقهم إلى القوات الحكومية السورية مما يشكل خطر على حياتهم.
يأتي تليين موقف أنقرة أيضا في الوقت الذي تدير فيه العديد من الدول العربية الصفحة في حرب سوريا وترحب بالأسد مرة أخرى إلى المحيط الإقليمي.

في تركيا، تصاعدت المشاعر المعادية للاجئين خلال الأشهر الأخيرة حتى بين المواطنين الأتراك. وتستضيف البلاد أكبر عدد من اللاجئين في العالم وتواجه أزمة اقتصادية متفاقمة مع تضخم يقترب من 80 بالمئة - وهو الأعلى منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.

ووفقا للأمم المتحدة، تستضيف الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 86 مليون نسمة حوالي 4 ملايين لاجئ مسجل، إذ أن الغالبية العظمى منهم سوريون.

وقالت أيدينتاسباس: "اللاجئون هم كبش فداء. لا يوجد سبب حقيقي ولا اقتصادي، لكن الناس عندما يكونوا عاطلين عن العمل وتتراجع قوتهم الشرائية، يجدون اللاجئين كبش فداء مناسب".

يقول المراقبون والجماعات الحقوقية إن تركيا من غير المرجح أن تعيد السوريين إلى بلدهم إذا كانت غير آمنة لهم بسبب المعاهدات الدولية التي تحمي حقوق اللاجئين. لكنهم يتوقعون أن يستمر استخدام هذه القضية كأداة لحشد الدعم من قبل جميع الأطراف قبل انتخابات العام المقبل.

وأضافت أيدينتسباس: "تهدف هذه الفكرة الكاملة لبدء حوار سياسي إلى طمأنة الناخبين بأن الحكومة تفعل شيئا، (و) لديها خطط لإعادة السوريين، على الرغم من أن هذا من غير المرجح أن يحدث".

وقالت أيدينتاسباس، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الإشارات الإيجابية تجاه النظام السوري من المرجح أن تكون جزء من تعهد إردوغان الانتخابي.

وتابعت: "بخلاف المجاملات بين تركيا ودمشق، من المستبعد جدا أن يمضي هذا قدما".

الحرة

301