PKK يدعو الجيش التركي للتدخل العسكري

PKK يدعو الجيش التركي للتدخل العسكري

May 28 2022

PKK يدعو الجيش التركي للتدخل العسكري
د. عبدالحكيم بشار

بعد هزيمة حزب العمال الكردستاني من ساحته المفترضة التي عمل فيها ولا أقول "ناضل" فيها، باعتبار أن نتائج عمل الحزب كان تدمير أكثر من أربعة آلاف قرية كردية وتدمير البنية التحتية لعموم المنطقة، وتهجير الكرد إلى المدن الكبرى، وإنهاء التعليم في المناطق الكردية بسبب عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من المعلمين، وهو ما دفع بالكثير من الكرد إلى التخلي ليس فقط عن أملاكهم في القرى والبلدات إنما بالتخلي حتى عن قوميتهم ولغتهم، هذا إلى جانب عشرات الآلاف من قتلى المدنيين من الكورد والترك.

كما أن تلك الممارسات كانت السبب في إلحاق الكثير من الضرر بالقضية الكردية في تركيا، ، كما لم يستفد الكرد من وراء تصرفات ذلك التنظيم من كل التحولات الديمقراطية في تركيا، علماً أنه ما يزال متاحٌ للكورد العمل السلمي الديمقراطي لنيل حقوقهم.

وطوال السنوات المنصرمة اعتقد الكثير منا أن ثمة خطأ استراتيجي ارتكتبه حزب العمال الكردستاي في سياساته وممارساته، إلا أن سلوك وممارسات هذا الحزب بعد هزيمته في ساحته الحقيقية، والتطفل بداية على كرد الدول المجاورة ومن ثم فرض الذات عليهم بطرق القسر والإكراه أثبت بشكلٍ قاطع أن هذا الحزب تم إنشاؤه وتصميمه لمحاربة الكرد والقضية الكردية، ومنع أي تطور ديمقراطي للقضية الكردية ليس ضمن الجغرافية التركية وحدها فحسب، إنما كذلك الأمر في كل مناطق تواجد الكرد في دول الجوار.

إذ في كردستان العراق وفي ظروف استثنائية سيطرت مليشيات هذا الحزب على مناطق حدودية وعرة في اقليم كردستان، وبدلاً من الالتزام بقوانين الاقليم وتقديم الشكر والعرفان لحكومته، فإنه هجّر سكان مئات القرى الكردية، وبات مناطقها ممراً رئيسياً لنقل المخدرات إلى أوربا وتجارتها، كما مارس التنظيم المذكور وما يزال يمارس كل أشكال الإرهاب ضد حكومة الاقليم وسكانه الآمنين ويواصل استهداف استقراره الأمني والاقتصادي.

وبخصوص موقع حزب العمال في سوريا، فما يزال الجدل قائماً بين طرفين الأول يؤكد أن حزب العمال الكردستاني هو الذي يحكم شمال شرق سوريا، وأن الأكراد السوريين الموجودين في الواجهة هم إما أعضاء في حزب العمال الكردستاني ويتلقون الأوامر من قنديل مباشرةً والآخرون مجرد شخصيات ومجموعات مستفيدة ليس لها أي دور في القرارات.

والطرف الثاني يرى أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الحاكم وله علاقات مع حزب العمال الكردستاني، ولكن تسلسل الأحداث منذ 2012 يؤكد بشكل لا لبس فيه أن حزب العمال الكردستاني هو الحاكم الفعلي في شمال شرق سوريا، وما المظاهرات التي شهدناها خلال الأيام الماضية والتي رُفعت فيها أعلام حزب العمال الكردستاني وصور رئيس الحزب عبدالله أوجلان إلاّ تأكيد على أنه الحاكم الفعلي للمنطقة، وحيث أن مطالبات وشعارات المتظاهرين كلها كانت لحزب العمال الكردستاني، وليس لكرد سوريا مصلحة في أيٍّ من تلك الشعارات المطروحة، كما أن الممارسات العلنية للتنظيم تدفع المرء إلى طرح السؤال الجوهري ألا وهو من يحكم روجافا؟

فمبا أن تركيا وحزب العمال الكردستاني في حالة حرب، والطرفان يقران بذلك بل ويؤكدان عليه، ألا يعني رفع صور أوجلان وأعلام الحزب في هذا التوقيت بالضبط بأن الإدارة الحقيقية والفعلية هي للحزب المذكور المتمسك حتى الغوص بأشياءٍ لا تخص إلا ذلك الزعيم.

ومن كل بد أن مظاهرات حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا تضع تركيا أمام خيارين، إما قبولَ حكم حزبٍ معادٍ له وهو في حالة حربٍ معه على حدوده الجنوبية بشكلٍ مباشر وفوقها مصنف على لوائح الإرهاب أوروبياً وأمريكياً، أو التدخل العسكري لطرد هذا الحزب ومليشياته من الحدود إلى عمقٍ لا يشكل خطراً عليها.

كما أن الأدلة التي يقدمها حزب العمال من خلال ممارساته الميدانية في شرق الفرات للمجتمع الدولي ولتركيا تظهر بأنه هو الحاكم الفعلي في شرق الفرات، وهو بتلك الممارسات يعطي الشرعية الكاملة للتدخل العسكري التركي، ويجعل من إمكانية وقوف المجتمع الدولي ضد تركيا بشكل فعلي أمر بالغ التعقيد، حيث لا يمكن للمجتمع الدولي أن يدافع عن منظمة مصنفة على لوائح الإرهاب، كما أن سلوك وممارسات هذه المنظمة لا تترك المجال للمجتمع الدولي أو أي إمكانية لنفي سيطرة حزب العمال الكردستاني على شرق الفرات.

وحيال طبول الحرب الحالية ومن باب التذكير والأمانة فما من حزبٍ كردي سوري دعا الجيش التركي إلى التدخل لتخليص المنطقة من سيطرة حزب العمال الكردستاني وشبيحته المسمون بـ:"الشبيبته الثورية"، هذا بالرغم من الاعتداءات المتكررة من قِبل شبيحة العمال الكردستاني على مكاتب الأحزاب الكردية وكوادر تلك الأحزاب، إنما ما قام به هذا الحزب من ممارسات طوال السنوات المنصرمة وما قام به في الأيام القلية الماضية من تحركات هي بمثابة دعوة صريحة للجيش التركي بالتدخل العسكري، لأن عنتريات الحزب واستعراضاته المستمرة لم تترك لتركيا أيَّ فرصة للتفكير بعدم التدخل.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

1165