الذكرى السنوية الثامنة عشر لانتفاضة 12 آذار بكوردستان سوريا

الذكرى السنوية الثامنة عشر لانتفاضة 12 آذار بكوردستان سوريا

Mar 13 2022

آرك نيوز... صادفت السبت 12 آذار 2022, الذكرى السنوية الـ 18 لانتفاضة 12 أذار بكوردستان سوريا, حيث ثار فيها الشعب الكوردي ضد والظلم والاستبداد واستهداف رموزه ووجوده وكسرت حاجز الصمت في وجه نظامٍ دكتاتوري في سوريا, وقدمت أكثر من ثلاثين شهيداً ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين الذين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب على يد أجهزة أمن نظام الأسد.

وبدأت شرارة انتفاضة الـ 12 من أذار عام 2004 في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا، رداً على الجريمة والمجزرة التي تم التخطيط لها مسبقاً وارتكابها من قبل النظام السوري وشبيحته, حيث سبق المباراة المقررة بين فريقي الجهاد صاحب الأرض والفتوة القادم من دير الزور آنذاك, انتشار عشرات السيارات التي تقلُ شوفينيين من المكون العربي استقدمهم النظام من مختلف مناطق سورية ضمن مشجعي نادي الفتوة إلى شوارع قامشلو وتحت أنظار وأسماع وصمت أجهزة أمن النظام في المدينة، وتظاهروا في شوارعها، رافعين صور صدام حسين وحيوه، ووجهوا الشتائم والسباب للكورد ورموزهم الوطنية ، ورغم تواجد الشرطة على أبواب المعلب البلدي في المدينة، دخلت تلك الجموع للملعب وبحوزتها العصيّ والسكاكين والحجارة دون أي تفتيش, فيما شددت على تفتيش مشجعي نادي الجهاد.

وقبل بدء المباراة بين فريق المدينة "الجهاد" والفريق الوافد "الفتوَّة"، باشرت الجموع بالتحرش بجمهور الجهاد، وإلقاء الحجارة عليه، وتوجيه الشتائم له، كما استهدف أمن النظام في الملعب الجماهير الكوردية.

وفور سماع أهالي قامشلو خبر تأجيل المباراة والذي أذيع في برنامج رياضي مع تلفيق لحقيقة الحدث، توجه الآلاف من الأهالي نحو المعلب، لمعرفة مصيرأبنائهم، لكن قوات الأمن حالت دون دخلوهم إليه, بالتزامن مع أصوات الصراخ والشجار والأعيرة الناريَّة داخل المعلب.

ووصل محافظ الحسكة آنذاك، سليم كبّول ورئيس اللجنة الأمنيَّة التي تضمُّ كل أفرع المخابرات في المحافظة, أمر كبول بإطلاق الرصاص الحيّ على الأهالي ويؤكد شهود عيان أنه باشر بإطلاق النار من مسدسه الشخصي على المدنيين العزَّل, لتبدأ المجزرة، وارتقاء أربعة شهداء وعشرات الجرحى ، ولم تنم قامشلو وأهاليها ليلتها، وتظاهر المئات ليلتها وشهدت المدينة عمليات كرٍّ وفر بين المتظاهرين وأجهزة الأمن والشرطة التابعة للنظام السوري، أدت لحملات اعتقال ومداهمة عشوائيَّة.

في الـ 13 من آذار، شارك الآلاف من أبناء الشعب الكوردي في تشييع جثامين شهداءهم الأربع، بعد لفهم بعلم كوردستان ,استفز مسلحو النظام مرة أخرى المشيعيين, وبعد رفضهم أوامر نزع الأعلام عن جثامين الشهداء، أطلقوا النار مجدداً عليهم، وارتقى شهداءٌ آخرون وجرح العشرات, لتنفجر حينها الانتفاضة الجماهيريَّة الكوردية في قامشلو، كسيلٍ جارف هاجم المنتفضون كافة أجهزة أمن النظام ومراكزهم في المدينة وأحرقووها ورفعوا أعلام كوردستان وهتفوا للشهيد ورموزهم والوحدة الكوردية , وأطاحوا بتمثال المقبور حافظ الأسد رئيس النظام السابق ووالد بشار الأسد ورفرف علم كوردستان على الكثير من المباني وأسطح المنازل , وفر مسلحو النظام من المدينة هاربين من الغضب الكوردي والغدر الذي أصابهم , بعد استهداف المشيعيين من مقابر الشهداء في مركز المدينة ودوار الصوامع شرقي قامشلو وارتقاء عدد آخر من الشهداء, وامتدت الانتفاضة لكافة المدن الكورديَّة (عامودا، درباسية، سـرى كانيه، تربه سبي، كركى لكى، ديريك، كوباني، عفرين)، ووصلت للأحياء الكوردية في مدينة حلب ودمشق, وارتقى في الانتفاضة ونتيجتها بعد عمليات مداهمة واختطاف واسعة تحت التعذيب في سجون النظام السوري في الحسكة ودمشق أكثر من 33 شهيداً كما تم تصفية شبان كورد في الخدمة الإجبارية على إثرها ليصل العدد إلى أكثر من 40 شهيداً.

انتفاضةٌ 12 أذار عام 2004 التي ثار فيها الشعب الكوردي ضد استهداف رموزه ووجوده والظلم والاستبداد ونتيجة شدَّة الاحتقان المتراكم و تهميش الكورد وتمادي سلطات النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ووالده المقبور حافظ الأسد ومماراستهم القمعية على مدى عقود, بدأت عفويةً وغير منظَّمة من قبل الشباب الكورد بكل انتمائاتهم وليشارك فيها الرجال والنساء والأطفال في وحدةٍ كوردية أطاحت بالسلطة خلال 24 ساعة ليسجلها التاريخ بحروف من ذهب , أصبحت نقطة تحول في الحركة الكوردية والقضية الكوردية في سوريا وعموم سوريا ونواةً لثورة اشتعلت في آذار عام 2011 بدأً من درعا ووصولاً لقامشلو وعامودا وديرك وعفرين, كان الكورد سباقين فيها وقالوا فيها كلمتهم ولا يزالون في إسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد

813