الكورد صراع تاريخ مابين التوحد والإختلاف

الكورد صراع تاريخ مابين التوحد والإختلاف

Feb 19 2022

آرك نيوز.. الكورد أمة تبحث عن ما تختلف عليه وهو هاجس كل واحد منهم ان يجد ما يختلف عليه مع أخوه ويمكن أن يقترفوا أي موبقة لا لشيء إلا ليختلف مع كوردي آخر، و هم أكثر أمة وشعب يختلقون الصعوبة والمشاكل لتعيق وحدتهم.

من قراءاتي للتاريخ ومن مصادر متعددة، وجدت فقط فترتين توحد الكورد فيها خلال خمسة آلاف عام الماضية، ولو لم يتوحدوا في هذه الفترتين لما كان الكورد موجودون اليوم . واليوم اقول ياريتهم لم يتوحدوا وقتها لما كنا كورداً في هذا العذاب اليوم .

الأولى هي حينما كانوا في خطر الإفناء بمواجهة الآشوريين من الجنوب و شعوب البحر من الغرب وسقطت الإمبراطوريتين الهورية والحثية الكورديتين اللتين كانتا في نزاع دائم وعقدوا نتيجة الحروب بينهم معاهدة سلم بينهما وتعتبر بعلم التاريخ أول معاهدة سلم بين دولتين في تاريخ البشرية.

في تلك الفترة وبعد إنهيار الإمبراطوريتين قامت على ركامهما إمبراطورية ميديا ويبدو كانوا قد أختلفوا وقتها على إسمها فسموها ميديا اي الوسط، و هي تحمل هذا المعنى بلغة الأفيستا وكلمة ميدل middle و ميدان منها. وبنى لهم زرادشت العظيم عقيدة الأفيستا وكانت الأساس الفكري الذي توحد عليه الكورد و تمكنوا من توحيد الهورية مع المهرانية بالأفيستيةً وقيام ميديا. انما سرعان ماتعرضوا للخيانة من تحالف ثلاثي تكون ضدهم من الفرس الذين هم ليسوا آريين وآريتهم من كذبات التاريخ بل كما يقول هيرودوت أنهم شعب يقلد غيره وكانوا يقلدون الميديين في كل شيء، و الأرمن الهايك الذين لجؤوا للكورد في القرن السابع قبل الميلاد هربا من البلقان ( كتاب الأرمن عبر التاريخ ) واليهود سبي بابل. للبيان لا يوجد أي ذكر للفرس والأرمن الهايك قبل القرنا لسابع للميلاد وبالضبط قبل مشاركتهم في معركة سقوط نينوى بتحالف بابلي ميدي تحت قيادة كي خسرو .

شعب الأتروبات ( الأذربيجان ) الذين يعرفون بالتاريخ بالأرمن الطوران هم والبابليين الآراميين كانوا صادقين مع الكورد ومع الميديين، وأستمرت ميديا الصغرى مع الأتروبات .

الفترة الثانية التي توحد فيها الكورد كانت في الفترة الأيوبية وعلى يد صلاح الدين الأيوبي ووقتها كان الوجود الكوردي يتعرض لهجوم قوي من السلاجقة الاتراك و من الصليبين والعرب المسلمين و قسم من الآراميين الذين تحولوا للمسيحية وصاروا يعرفون بالسريان والقسم الآخر كانوا قد تعربوا مع العرب المسلمين. استطاع صلاح الدين تحرير كامل جغرافية كوردستان من الفرنجة الصليبيين ومن السلاجقة وطرد السلاجقة الى مابعد نهر قزل إيرماق قرب انقرة التي كانت حدود الإمبراطورية الميدية مع الليديين . ولم ينتقم لا من الأرمن ولا من السريان المسيحيين وبالعكس كان للأيوبين والكورد عموما الفضل في الوجود المسيحي في الشرق الى اليوم و الصح أن يقال العهدة الأيوبية ، و إلا لكانوا ذهبوا تحت سنابك الحروب الصليبية.

ولكن أولاد أولاد صلاح الدين يعني ايضا لم تستمر وحدتهم طويلاً أختلفوا بين بعضهم وتقاتلوا وخانوا بعضهم ، وربما لو بقوا متوحدين لما تمكن الاتراك من تأسيس الإمبراطورية العثمانية ولكانوا الأتراك هم اصبحوا روم بدل أن يصبح الروم أتراك .

اليوم مأساتنا أعمق وأفظع في الإختلاف ولكن عندنا كما في كل مرحلة مانسميه وجاق كنا نستزيد منه بالقوة واليوم الوجاق في إقليم كوردستان العراق وبرزان الذي تتكالب عليه الأيادي ليطفؤوا وجاقنا اليوم وللأسف مشاركة بعض الكورد الأغبياء والخونة بذلك.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

505