في ذكرى الاستفتاء لن ننحني

في ذكرى الاستفتاء لن ننحني

Sep 27 2021

في ذكرى الاستفتاء لن ننحني
بقلم الأكاديمي :عبداللطيف محمدامين موسى
يعتبر الاستفتاء , وكما عبر عنه الرئيس مسعود بارزاني بأنها ليست الغاية, بل أنها الوسيلة الحتمية لتحقيق تلك الغاية الا وهي تحقيق حلم الاستقلال في إقامة دولة كردية عنوانها التعايش السلمي.

قدسيتها القومية في أنها حق شرعي من حقوق الشعب الكردي في تقرير مصيره مستنداً على المبادئ الاساسية لكل شعب الحق في تقرير مصيره, و في إقامة دولة كردية تضم فيها كل المكونات , وتكون رمزاً للسلام والتعايش السلمي و مصدراً للأمان والأمن لكل جيرانها.

لا مساومة عنه بأي بشكل من الأشكال ,وتحت اي مسمى .حقيقة لا يمكن تجاهلها بأن النضال الكردي ,وبكل مراحله مصدره واستلهامه هو الوسيلة الاساسية والسبيل الاوحد في اقامة دولة كردية ,من دون النضال لا يمكن تحصيل الحقوق نظراً للعقلية التي حكمت اعداء الكرد..

يعتبر الاستفتاء بحسب المواثيق وكل الأعراف الدولية حق أساسي لأي شعب او مكون ضمن جغرافية معينة. اي لكل شعب الحق في تقرير مصيره, ويعتبر منح الشعب او السكان المحليين لأي تجمع الإمكانية ان يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون اي تدخل خارجي ,فهو يعتبر حق تقرير المصير الذي و برأي اعتمدت عليه اغلب الدول العالمية الحالية في إقامة دولها .كانت اتفاقية ( فرساي) وبعد الحرب العالمية الثانية الأساس الذي اعتمدت عليه اغلب تلك الدول المشكلة حاليا في تقرير مصيرها.

فحق تقرير المصير حق كفله وأعطته منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن في اغلب مواثيقها لأي شعب تربطه لغة وثقافة ومعتقد ( قومية) مشترك ضمن جغرافيا معينة الحق في تقرير مصيره, واعتماداً على تلك المواثيق وجدت الكثير من الشعوب من الكتلونيين والاسكتلنديين الحق بتحقيق مصيرهم عبر اجراء استفتاءات , وبالعكس تماماً تفككت السلطة في دول مثل يوغسلافية وتشيلوفكيا الى دويلات لم يجمعها اي رابط بين أبناء مكوناتها مثل اللغة والمعتقد وأشياء اخرى .

ومن هنا وبالاعتماد على كل ما تم ذكره ومن خلال المواثيق والأعراف الدولية والتي تعطي الحق لأي شعب من شعوب العالم في تقرير مصيره ضمن جغرافية معينة ,ومن خلال ما عانه الشعب الكردي من كل مسلسلات ومحاولات ضرب وكسر ارادته في النضال عبر زرع شتى انواع المكائد وايادي التخريب في اتفاقيات ومؤامرات دولية بحقه , ابتداء من اتفاقية الجزائر المشؤومة 1975 وعدم التزام الحكومة العراقية بوعودها مع البارزاني الخالد والمحاولات الجبانة في تأجيج الصراع الكردي الكردي في 1994 و1997 والاخلال بكل الاتفاقيات والتفاهمات مع الكرد بعد سقوط النظام البائد في العراق من قبل ساسة الشيعة عبر العقيلة الطائفية التي حكمت العراق , وقطع ميزانية الاقليم والتهديد باجتياح الاقليم وضرب مكتسباته القومية عبر تشكيل قوات ما سميت درع الجزيرة من قبل المالكي , ومؤامرة داعش القذرة وتوجيها الى الاقليم محاولين انهاء الاقليم . كان تضحيات قوات البشمركة البطلة والتي شاركتها قوات بيشمركة روز البطلة ودماء الشهداء الذكية في كسر اسطورة د داعش .

كل تلك الأمور والاحداث و اجماع الدول الغربية على حقيقة بانه لابد للشعب الكردي في تحصيل حقوقه . جميعها كانت السبب والدافع الاساسي لدى الرئيس مسعود بارزاني في اتخاذ قرار الاستفتاء والذي يعتبر الحق الشرعي للشعب الكردي الذي تجمعه قومية ولغة وثقافة وعادات وتقاليد مشتركة والتي مزقت جغرافيته الموحدة الاتفاقيات والمؤامرات الدولية ( سايكس بيكو) فمن حق الكورد المطالبة بالاستفتاء . كان العرس والكرنفال الكردستاني الذي شاركه الكرد في اجزاء كردستان الاربعة, وامام كبرى مراكز القرار العالمي في جنيف ونيويورك . رافعين اعلام كردستان وصور الرمز القومي الرئيس مسعود بارزاني مرددين بصوت واحد نعم نعم نعم للاستفتاء .عبر الشعب الكردي وبنسبة 92,76 بنعم للاستفتاء في كرنفال قومي لن تنساه الاجيال .

الامر الذي ادى الى استنفار الاجهزة الاستخباراتية الاقليمية عبر وضع المكائد والتلويح باجتياح الاقليم وشتى المحاولات لا قناع الدول العالمية بخطورة الوضع في اجماع الكرد حول الرئيس مسعود بارزاني على حدد مخططاهم والحجج التي كانوا يسوقونها .كان القرار الدولي بتجميد نتائج الاستفتاء الذي اصبح الورقة العظيمة والتي جسدت النضال والإرادة الكردية . لابد لي أن اضع بين ايديكم اهم الاسباب التي كانت السبب في اجماع القوى العالمية وبضغط من الدول الاقليمية في تجميد نتائج الاستفتاء في الوقت الحالي . اهمها الاجماع الكردي الكبير والعظيم وبنسبة كبيرة تفوق 92 بالمئة حول الاستفتاء ,تلك النسبة التي لم تشهدها أي استفتاء على مر التاريخ . والسبب الاخر في تأجيل نتائج الاستفتاء هو الاجماع الكردستاني حول الرئيس مسعود بارزاني في اجزاء كردستان الاربعة ,واجماع كل قواعد الاحزاب الكردستانية حول الرئيس في الاستفتاء.

الامر الذي استشعر خطره اعداء الشعب الكردي محاولين بشتى الوسائل اقناع الدول العالمية في عدم تغير موازين القوة في منطقة الشرق الاوسط . الامر والسبب الاخر في تأجيل الاستفتاء هو لسوء حظ الكرد رافق استفتاء الكرد استفتاء كتالونية واستفتاء اسكتلندا الامر الذي دفع بدول ذات ثقل سياسي كبير(بريطانيا واسبانيا) اقطاب صنع القرار العالمي في اتخاذ قرارات بتأجيل استفتاء كردستان خوفاً من التأثير على نتائج استفتاء تلك الدول وخروج الامور عن السيطرة العالمية وتغير موازين القوة العالمية.

هذا غيظ من فيض في استمرار المؤامرات الاقليمية والدولية على الشعب الكردي . كل تلك المؤامرات التي حاولت كسر ارادة هذه الشعب الذي حطم ,وافشل تلك المخططات وبتوجيه وادارة مباشرة من الرئيس مسعود بارزاني الذي اعلن بانه لابديل عن المقاومة والنضال ,حيث اكدا اما الشهادة او النصر اما الوجود او اللاوجود . جاء النصر الذي حطم غرور تلك الدول ,وافشل جميع مشاريعهم الطائفية والفاشية في سحق الكرد .كان النصر في سحيلة وبردى على ايدي البشمركة البطلة برعاية واشراف من الرئيس مسعود برزاني.

تلك الانتصارات التي اعطت تلك الدول دروس في بان الكرد ذات قضية وجود او لاوجود الموت او النصر (كردستان يان نمان) . الاستفتاء اصبح حقيقة واقعية تجسد ارادة الشعب الكردي في حقه والتي تكفلها له المواثيق الدولية في تقرير مصيره, واستمرار النضال حتى تحقيق جميع تطلعات, وحقوق الشعب الكردي في اقامة دولته الكردية بقيادة الرئيس والرمز القومي الكردي مسعود بارزاني

المقال يعبر عن رأي الكاتب

508