إيران.. تاريخ أسود من الغدر بكوردستان

إيران.. تاريخ أسود من الغدر بكوردستان

Sep 18 2018

عمر إسماعيل
إن تاريخ إيران في دعم الإرهاب وتصديرها وغدرها لكوردستان قديم، فبدأ الغدر الإيراني لكوردستان منذ أن ثار القائد سمكو آغا ضد الحكومات الإيرانية لأجل نيل الاستقلال كوردستان وتحقيق حقوق شعبنا. اما بين عامي 1920م و 1930م، وفي شهر أيلول من سنة 1930م استدرجته الحكومة الإيرانية للتفاوض الى مدينة شنو حيث نصبوا له كمينًا واغتالوه غدرا، وأيضا عندما تأسست جمهورية كوردستان في 22 كانون الثاني سنة 1946م في کوردستان إيران برئاسة القائد الرمز قاضي محمد، واتخذت من مدينة مهاباد عاصمة لها، وبقيت لأكثر من 11 شهرًا. وتم القضاء على هذه الجمهورية الفتية بمؤامرة دولية وبضغط من نظام الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفييتي، وكان ذلك كفيلًا بانسحاب القوات السوفييتية من الأراضي الإيرانية، وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرًا من إعلانها، وتم إعدام الشهيد قاضي محمد مع ثلاثة من مساعديه في 31 آذار 1947م في ساحة چوارچرا بمدينة مهاباد.

ومنذ بداية ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية في نهاية السبعينيات انتهجت أيدولوجيتها الإرهابية، واستغلت نفوذها لبث التطرف داخل ايران دستورياً وميدانياً، وأدرج مبدأ تصدير الثورة في الدستور الإيراني، وهو يشمل تصدير الإرهاب والميليشيات للدول الأخرى تنفيذاً لمآرب إيران التوسعية ومساعيها للهيمنة وفرض النفوذ، وترجم الخميني ذلك عملياً، فشكل قوات الحرس الثوري الإيراني، وهي منظمة إيرانية إرهابية بامتياز، إرهاب عابر للحدود، ارتكبت العديد من الأعمال الإرهابية حول العالم،

وهي مدانة من مختلف الجهات، وسجلها الإرهابي حافل بالجرائم وغدرها لكوردستان وشعبها العريق المطالب للحرية ومنذ العام الأول لقيام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979م اصطدم الكورد مع النظام الجديد وعبروا عن غضبهم الشديد لعدم إتاحة الفرصة لممثلي الشعب الكوردي في صياغة الدستور الإيراني الجديد، واستمر الكفاح المسلح لشعب الكوردي إلى عام 1983م حيث هاجمت قوات الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران المناطق الکوردستانية,

ما أدى إلى استشهاد الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال، وسط مقاومة بطولية لبيشمركة كوردستان في ظروف وإمكانات غير متكافئة على الإطلاق، واستمرت المقاومة لأكثر من ثلاث سنوات استطاعت الحكومة الإيرانية إعادة سيطرتها على أجزاء من شرق كوردستان والتي مارست فيها قوات الحرس الثوري أبشع الجرائم والممارسات القمعية كالاعتقالات والإعدامات وتدمير أكثر من 271 قرية كوردية. وايضا ملاحقة زعماء الكورد حتى في أوربا استمرار لتنفيذ مسلسل الغدر الإيراني عندما تفاوض إيران مع الشهيد الدكتور عبدالرحمن قاسملو وغدروا به واستشهاده في فيننا 13تموز 1989 ومن بعده استشهاد المناضل الكبير صادق شرف كندي مع اثنين من بيشمركته الابطال في برلين 17 سبتمبر 1992 على يد الاستخبارات الإيرانية في قلب أوربا.

اليوم، إرهاب إيران ضد شعبنا الكوردستاني مستمر ففي صباح يوم السبت٨/٨/٢٠١٨ وبعد الإعدامات المتتالية والفظيعة بحق مناضلين كورد شنقا، اقدم هذا النظام الإرهابي على قصف مقري الحزبين الديمقراطي الكوردستاني ايران (حدكا ) والحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك ) في منطقة كويه في اقليم كوردستان بصواريخ من طائرات مسيرة في وقت كانت قيادة حزب (حدك ) تعقد اجتماعها الاعتيادي، مما ادى الى استشهاد كوكبة من الكوادر الحزبية بينهم ستة قياديين وجرح العشرات منهم ومن بينهم خالد عزيزي السكرتير السابق للحزب ومصطفى مولودي السكرتير الحالي كما ادى القصف الى جرح عدد اخر من المدنيين وتدمير بيوتهم.

وقد انتشر ارهابهم بصورة واضحة في الشرق وفي كافة أنحاء العالم وهم يتفاخرون بجرائمهم الإرهابية في مختلف مناطق العالم، فقد أعلن الجنرال الإيراني الإرهابي قاسم سليماني «بأن مؤشرات تصدير الثورة الإيرانية باتت مشهودة اليوم في كل المنطقة من البحرين والعراق إلى سوريا واليمن وحتى شمال أفريقيا»، ولا شك بأن هذه المؤشرات هي تلك الميليشيات والخلايا الإرهابية الإيرانية التي تعبث فساداً في هذه المناطق، وتخطط للتفجير والتدمير والتقتيل خدمة للمشروع الإيراني الإرهابي.

إن بصمات إيران الإرهابية شاهدة عليها، والواقع والتاريخ والتقارير الكثيرة المتضافرة تشهد على أن إيران هي من أكبر الدول الراعية للإرهاب في العالم، فهي ترعى وتدعم التنظيمات الإرهابية المتعددة، وتقدم لها الأسلحة ان أدلة دعم إيران للإرهاب واضحة جدا، وخاصة من خلال الإعدامات اليومية لأبناء شعب كوردستان في الشوارع يوميا وأمام انظار العالم الأخرس وجميع منظمات المجتمع المدني الدولية والإقليمية, فتقتضي الواجب الأخلاقي والإنساني والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان على وجود تحرك فاعل من قبل المجتمع الدولي لإيقاف هذا الإرهاب الإيراني، والقضاء على محور الشر في المنطقة ومكافحة الإرهاب المنظم واحالتها إلى المحاكم الدولية، وأيضا يتوجب على جميع أبناء شعب كوردستان في أوربا الخروج أمام السفارات والقنصليات الدولية لفضح جرائم الإرهاب الإيراني وإحراج المجتمع الدولي في صمتها الغير مقبول والمطالبة بوقف الإعدامات اليومية بحق شباب كوردستان وبيشمركتها الابطال الذين يدافعون وكالة عن العالم ضد الإرهاب داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية والتي هي من صنيعة العمامة الإيرانية.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

979