سياسة بايدن في الشرق الأوسط.. تشدد مع إيران وغموض مع السعودية وهذا غير كاف

سياسة بايدن في الشرق الأوسط.. تشدد مع إيران وغموض مع السعودية وهذا غير كاف

Mar 01 2021

ارك نیوز... وصفت المعلقة في صحيفة “واشنطن بوست” جينفر روبن سياسة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الشرق أوسطية بأنها خطوة ونصف للأمام ولكنها ليست كافية. وقالت إن الرئيس بايدن وفريقه رد وبقوة على إيران وجماعاتها الوكيلة خلافا لمواقف نقاد الرئيس الذين تحدثوا عن اتخاذه موقفا من طهران حتى لا تتأثر محاولاته العودة إلى الاتفاقية النووية.

ففي يوم الخميس شن الطيران الأمريكي غارات على مواقع تابعة لميليشيات موالية لإيران اتهمتها البنتاغون بهجمات صاروخية على قواعد عسكرية يعمل فيها الأمريكيون، شمال العراق. وأكدت البنتاغون في بيان يوم الخميس أن الرد المناسب شُن إلى جانب الإجراءات الدبلوماسية والتشاور مع الشركاء في التحالف. وأضافت الوزارة أن العملية ترسل رسالة واضحة: سيتحرك الرئيس بايدن لحماية الجنود الأمريكيين وأفراد التحالف. وقالت الكاتبة إن رفض الرئيس السماح للأعداء مهاجمة الجنود الأمريكيين بدون خوف كما فعل الرئيس السابق مع الروس الذين وضعوا مكافآت لمن يقتل الأمريكيين في أفغانستان، يعتبر تطورا إيجابيا.

وما يهم أيضا هي الرسالة التي أرسلتها الإدارة الجديدة لإيران أنها لن تغض الطرف عن تصرفاتها في الشرق الأوسط من أجل مواصلة الحوار معها حول الملف النووي وإحياء الاتفاقية الموقعة بشأنه.

ونقلت الكاتبة عن دينس روس، المفاوض السابق في محادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، قوله إن “ضرب الجانب السوري من الحدود قلل من إمكانية عمليات انتقامية ضد الحكومة العراقية ورئيس وزرائها. كما أنه سمح للإدارة في الوقت نفسه بإرسال رسالة للجماعات المتشددة أنها لا تستطيع توجيه ضربات بدون رد أو عقاب”.

وقال روس إن الإيرانيين قد يواصلون امتحان واستخدام الضغط على الوجود الأمريكي في العراق كجزء من اهتمامهم بزيادة الضغط على الأمريكيين لتخفيف العقوبات و”لكنهم يعرفون الآن أن أمريكا سترد”.

ودافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في تصريحاتها للصحافيين عن العملية الأمريكية وأنها “رسالة واضحة بأنه سيتحرك لحماية الأمريكيين. وله الحق عندما تظهر التهديدات بالتحرك في الوقت والطريقة المناسبة”. وكانت واضحة عندما قالت إن الولايات المتحدة مستعدة للحوار الدبلوماسي والجلوس على طاولة المفاوضات للمناقشة مع مجموعة خمسة+ واحد ومع الإيرانيين أيضا، في إشارة للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا. وأكدت أن الإدارة لن تقوم باتخاذ خطوات لتخفيف العقوبات.

ورغم التشدد في المواقف من إيران إلا أن موقف الإدارة من التقرير الاستخباراتي الذي رفعت عنه السرية وأكد مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (يعرف أيضا بـ م ب س) عن جريمة قتل وتقطيع جثة صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي لم يكن مقنعا. وتم إخفاء هذه المعلومات الاستخباراتية ولم يقدمها بطريقة جيدة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو والذي أكد على عدم وجود أدلة قاطعة تؤكد تورط محمد بن سلمان. ولا نعرف كما تقول الكاتبة إن كان هذا الموقف من أجل حماية المصالح المالية لعائلة ترامب أم أنه انعكاس واضح لعدم اهتمامه بحقوق الإنسان.

وأعلنت وزارة الخارجية يوم الجمعة عن منع 76 سعوديا من دخول الولايات المتحدة، وفتحت المجال أمام عقوبات أخرى ضد أفراد لهم علاقة “بنشاطات خطيرة عابرة للحدود ضد المعارضين”.

ولن يطبق حظر التأشيرات لدخول أمريكا على ولي العهد. وقال السناتور الديمقراطي عن نيوجرسي روبرت ميننديز ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إنه مع إنهاء التستر وقال في بيان “آمل أن تكون أول خطوة تخطط لها الإدارة تحميل ولي العهد محمد بن سلمان المسؤولية عن دوره في الجريمة الشنيعة”. وعلى ما يبدو فأمله ربما لن يكون في محله. وبحسب تامارا ويتس من معهد بروكينغز “من الصعب تبرير تسمية محمد بن سلمان كمسؤول مباشر عن جريمة قتل خاشقجي بدون اتخاذ فعل واضح ومميز ضده”. ولكنها اعترفت أن الإدارة لا يمكنها قطع العلاقة كلية معه نظرا لمنصبه كوزير للدفاع وولي للعهد.

وهذا يثير أسئلة حول الخطوات التي لم تعلن عنها الإدارة ضده. وتساءلت ويتس: “هل سترفض الإدارة عقد لقاءات ثنائية مع محمد بن سلمان؟ وهل سيرفضون دعوته إلى الولايات المتحدة؟ وبهذه الطريقة فلن يصدروا تأشيرة دخول له”. وقالت إن “منع تأشيرات 76 شخصا لا أحد منهم مسؤولا بشكل مباشر عن الفعل الفظيع ليس كافيا”.

ويرى روس أن الموقف الذي اتخذته الإدارة كان متوازنا و”الحقيقة هو أنه لا يوجد بشكل عملي أي مصلحة في الشرق الأوسط لا تعتمد على دعم السعوديين أو موافقتهم”. وحسب تحليله فقد حاولت إدارة بايدن “بناء توازن بين مصالحنا وقيمنا وأعتقد أنها نجحت”. ويرى براين كاتوليس من مركز التقدم الأمريكي “بعد شهر في الرئاسة يحاول بايدن على ما يبدو استخدام النفوذ الأمريكي لتحقيق نتائج. وأشار فريق بايدن إلى أنه سيغلب الدبلوماسية في الكثير من أجزاء المنطقة مثل اليمن وإيران. ويعرف فريقه أن النجاح الدبلوماسي يجب دعمه باستراتيجية أمن ذكية وتعمل على تخفيف التهديدات”.

وعلى الإدارة الوفاء بتعهداتها لإعادة ضبط علاقاتها مع السعودية. وأشارت لما كتبه إياد البغدادي في نفس الصحيفة: إن ضبط العلاقة يبدأ من التوقف عن إدارة اللاعبين السيئين إلى السماح بصعود مجتمعات قوية تتقدم للأمام. ودعا الولايات المتحدة لاستخدام هذا النفوذ مع السعودية لتأمين الإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الضمير ورفع الحظر عن سفرهم. ويجب أن تراقب عن كثب لو اعتقل محمد بن سلمان أيا من المعتقلين المفرج عنهم حالة استخدامه تويتر.

وختمت روبن مقالتها بالإشارة لبيان وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي أكد فيه على العلاقات الأمريكية- السعودية وما قام به الرئيس بايدن من تأكيد على أهمية عكس العلاقات القيم الأمريكية. ومن أجل هذا تم التأكيد على ضرورة وقف الملاحقات للمعارضين في الخارج، ووقف الهجوم على المعارضين السياسيين والصحافيين. وأشارت إلى ضرورة مواصلة الولايات المتحدة مطالب تحسين حقوق الإنسان في السعودية.
واشنطن بوست

290