كيف سيذكر التاريخ رئاسة ترامب للولايات المتحدة؟

كيف سيذكر التاريخ رئاسة ترامب للولايات المتحدة؟

Jan 16 2021

ارك نيوز.... نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن المؤرخ الرئاسي الأمريكي دوغلاس برينكلي، قوله إن أعمال الشغب في مبنى الكونغرس ستؤثر على إرث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى سنوات، بمجرد مغادرته منصبه، إذ سيرتبط اسمه بالكراهية.

وأكد برينكلي أن ترامب أعاد “الشعبوية” والحركات اليمينية التي كانت موجودة في الولايات المتحدة في التسعينات عندما وقع تفجير في مدينة أوكلاهوما في فترة رئاسة بيل كلينتون وتم إخمادها.

وقال في حديث مع شبكة “سي أن أن” إن ترامب “أعاد هذه التيارات وتمكن من الفوز في العام 2016 رغم خسارته بـ 3 ملايين صوت أمام هيلاري كلينتون”. وأضاف: “لكن عندما تكون لديك كل تلك القوة التي كانت لديه وتفقدها وبعد ذلك تواجه كل الدعاوى القضائية التي ستخرج للعلن.. فأنت في ورطة عميقة”.

وأضاف: “لن أتفاجأ إذا تمت إزالة اسم ترامب في السنوات المقبلة من مبانيه في نيويورك لأنه سينظر إليها -اسمه بالذات- على أنها نوع من عبارات الكراهية”.

واعتبر المؤرخ أن هذا القدر من مدى سوء الأمور سببه ما فعله ترامب في السادس من يناير 2021، عندما دعا مناصريه إلى الاحتجاج وما تلاه من اقتحام لمبنى الكونغرس.

وكانت “سي إن إن” نقلت أمس عن مصادر في البيت الأبيض الحالة النفسية للرئيس دونالد ترامب بعد المحاكمة الثانية له، قولها إنه ينفجر غضبا لمجرد مقارنته بالرئيس ريتشارد نيكسون الذي أجبر على الاستقالة بسبب فضيحة ووترغيت.

وذكرت الشبكة أن الرئيس فيما تبقى له من أيام بالمكتب البيضاوي اكتشف أن ملامح من الوظيفة التي أحبها قد تحولت إلى مماحكات قانونية وأجبر على تصوير خطاب بالفيديو وسط تناقص في عدد المساعدين حوله الذين باتوا يتساءلون عن حياتهم بعد حفلة التنصيب للرئيس الجديد في مساء 20 كانون الثاني/يناير. واختفى من حول الرئيس صوت فلاش الكاميرات وهي تلتقط الصور له واختفى هدير الجماهير التي تهتف باسمه. وبدلا من أن تكون لدى الرئيس في أسبوعه الأخير أجندة حافلة بالنشاطات وجد نفسه يلعب دور الضحية وخروجا غير مشرف من منصبه.

ووفقا لمن حوله، فقد استهلك ترامب أيامه الأخيرة وهو يراقب انهيار رئاسته بما في ذلك مناقشات عابرة مع مساعديه حول إمكانية استقالته، إلا أنه طلب منهم الإغلاق على الموضوع ومنع ذكر نيكسون آخر رئيس أمريكي يجبر على الاستقالة من منصبه أمامه. وطلب من مستشار له في حوار جرى قبل فترة ألا يذكر اسم الرئيس السابق. وفي حوار عابر حول استقالته جرى الأسبوع الماضي قال لعدد من الأشخاص إنه لا يستطيع التعويل على نائبه مايك بنس للعفو عنه كما فعل جيرالد فورد مع سلفه نيكسون.

ولأنه راغب في تذوق طعم الرئاسة حتى النهاية فقد طلب التحضير لحفلة وداع كبيرة في يوم التنصيب الأسبوع المقبل، وذلك بناء على أشخاص على معرفة بالأمر وقبل أن يركب الطائرة كرئيس لآخر مرة إلى بالم بيتش في فلوريدا.

ولكن الإشارات حول رحيله المرتقب واضحة في كل مكان وأمام نافذة مكتبه حيث علق العمال راية عليها “2021 تنصيب بايدن– هاريس” وذلك من على منصة مؤقتة. وكانت واضحة من مقر إقامته المكون من ثلاث طوابق. وفي داخل البناية كان ترامب يحاول مواجهة تداعيات محاكمته الثانية وتقلص دائرة المحيطين به وفي مزاج متجهم. وقال أشخاص تحدثوا إليه إنه يشعر وبشكل متزايد بالخوف والقلق مما ينتظره من مصائب مالية وقانونية عندما يصبح مواطنا عاديا، ويغذيها المحامون والمستشارون القانونيون حيث يحاول تشكيل فريق قانوني لمواجهة محاكمة ثانية في وقت يدرس فيه إمكانية العفو عن نفسه وعائلته.

وزاد سخطه من الجمهوريين الذين يشعر أنهم تخلوا عنه في ساعة الشدة بمن فيهم قادة الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ.

وأخبر ترامب عددا من مساعديه أنه لا يحب فكرة خروجه من البيت كرئيس سابق وركوب طائرة ليست الطائرة الرئاسية. ولا يحب فكرة طلب استخدامها لآخر مرة من بايدن حسب مسؤولين على اطّلاع بالأمر.

411