عادت الفوضى بعودة بايدن

عادت الفوضى بعودة بايدن

Nov 30 2020

عادت الفوضى بعودة بايدن
صالح الملا

من الأمور البديهية في أي دولة ان سياستها تتغير بمجرد وصول رئيس جديد من حزب أخر الى السلطة خصوصًا اذا كان الرئيس الجديد من خصوم الرئيس السابق وتبدأ التغييرات في القرارات التي اتُخِذت في زمن الادارة السابقة كلنا نتذكر كيف مزق ترامب الكثير من القرارات التي اتخذتها إدارة اوباما. وبالتالي نحن أمام وضع جديد أو ان صح القول وضع مُتجدد باعتبار ان الرئيس المنتخب بشكل غير رسمي لحد الآن هو من عرابي سياسة امريكا في المنطقة عندما كان نائبا للرئيس في الفترة الممتدة بين العام 2009 وحتى 2016.

بايدن المخادع !!!
بايدن الذي صرح بإنه لن يعلن فوزه حتى يثبت ذلك قانونيًا سارع الى اعلان فوزه وتشكيل أدارته وطرح برنامج عمل شامل وهو لم يدخل البيت الأبيض بعد.
هذا التبدل المحوري جاء بعد اخذه النصيحة من مستشاريه بإن يلعن فوزه فورًا وان لا ينتظر ما سيتمخض عن الطعون التي قدمها ترامب لمحاكم الولايات ولأنهم كانو على دراية بإن وضع صناديق الاقتراع وحده لن يسهل دخولهم الى البيت الابيض وبأن القانون الامريكي سيعطي مساحة واسعة ومدة زمنية لا بأس بها لترامب ليخوض ضدهم معركة قانونية مستعرة بهدف أبطال الاصوات أو قلب نتائج الانتخابات.

خصوصًا بعد اكتشاف عدة تجاوزات في بعض المقاطعات شابت عملية التصويت صحيح أنها لم تكن كافية لقلب نتائج الانتخابات ولكنها كانت كافية لتبدل سياسية الحملتين ( ترامب - بايدن ) الاولى دعمت قليلًا من موقفها حيال النتائج وتلقت الدعم من شخصيات مؤثرة في الحزب الجمهوري والثاني في اتخاذ خطوات استباقية اهمها كما أسلفنا طرح أسماء إدارته وثانيًا الاتصال بزعماء بعض الدول المتعاطفة مع اليسار الامريكي واعطاء بايدن لنفسه شرعية دولية كونه الرئيس المنتخب.

من زرع الفوضى ونشر التطرف؟؟
المشكلة الرئيسية لمنطقتنا ليست بذهاب ترامب بل بعودة بايدن وفريقه. الفريق الذي دأب على زرع الفوضى في الشرق الاوسط. قبل مدة رفعت إدارة ترامب السرية عن بريد هيلاري كلينتون الالكتروني عندما كانت وزيرة الخارجية في إدارة أوباما وكان بايدن نائب الرئيس حينها والتي كشفت فيها عن ارتباط الوزيرة الوثيق بقناة الجزيرة ومحاولة استغلالها في نشر الفوضى في منطقة الشرق الاوسط عبر دعم الجماعات المتطرفة في المنطقة بشكل عام وسوريا على وجه الخصوص وجعلها تنتشر في جسد الجغرافية السورية بهدف إطالة أمد الحرب المستعرة فيها واستنزاف طاقاتها. التوجه الامريكي حينها جعل الشعب السوري وحده يدفع ثمن المأساة المستمرة الى يومنا هذا. قد تكون المنطقة تغيرت وقد لا تستطيع الادارة الجديدة هدم ما بناه ترامب على سبيل المثال اتفاقات السلام العربية الاسرائيلية لكونها تمس أمن اسرائيل قبل غيرها لكنها تبقى قادرة على احداث تغييرات كبيرة في عدد من الملفات وأهمها الملف السوري والوجود الإيراني والانتشار الميليشاوي في جغرافية سوريا كاملة حيث كل دولة من الدول المنغمسة في هذه الحرب لديها ميليشيات تأتمر بأمرها... وبالتالي ما قامت به إدارة ترامب من خطوات في منطقة الشرق الأوسط من إخماد كبير لصوت الرصاص وتقديم الدعم لمسار الحوارات والمفاوضات ووقف التمدد الميليشاوي سيكون في خطر حقيقي فالتاريخ الحافل للإدارة السابقة لا يبشر بالخير خصوصًا على صعيد دعم التطرف من جهة ومواجهته من جهة أخرى وهذا هو جوهر سياسة الإدارة السابقة...

لماذا يهدد بايدن دول ويتغاضى عن أخرى؟؟؟؟
بايدن الذي هدد دولاً كثيرة في المنطقة وتوعدها بمجرد استلامه للسلطة رسميًا. لم يحرك ساكنًا عن حروب إيران العبثية في المنطقة ولعل خير دليل على ذلك اخذ محور ما يسمى بالمقاومة نفسًا عميقا لفوز بايدن هو ما صرح به أمين عام حزب الله عندما قال علينا ان نكون هادئين في الشهرين القادمين ( المدة الانتقالية لتسليم السلطة في امريكا ) وبانه عليه وعلى كافة من في هذا المحور مراقبة الأحداث بدقة وضبط النفس خوفًا من اتخاذ ترامب قرارات ضدهم هذا الكلام يعتبر اعتراف ضمني وصريح بأن الادارة الجديدة ستكون أفضل بالنسبة لهم في المقابل ستكون كارثية على بعض دول المنطقة.

بايدن المتخاذل في كثير من الملفات يسير على المثل الذي يقول :
يبدأ التخاذل عندما نبدأ بتلوين أعدائنا لننتقي منهم لونًا واحدًا فنعاديه
هذا التلوين للخصوم الذي يبرع به الديمقراطيين ليس بجديد ولا هو وليد اللحظة وإنما هي متجذرة في سياسة هذا الحزب منذ زمن.

أربع سنوات رئاسية تفتقد للنزاهة؟؟؟
عندما أنتصر ترامب على هيلاري كلينتون في أنتخابات عام 2016 شكك الحزب الديمقراطي بالنتائج وتحدثوا عن تزوير وتدخل روسيا في الانتخابات لصالح ترامب وفتح مجلس النواب تحقيقًا مطولًا لمدة عامين عكروا فيها صفوة الديمقراطية الامريكية عبر تشكيكهم المتكرر بفوز ترامب وحينها دخل ساكن البيت الابيض في حالة من الضغط عبر ممارسة اليسار كافة الوسائل لاثبات عدم نزاهة الانتخابات وفي المحصلة كانت نتيجة التحقيقات أنها لم تثبت على ترامب وحملته دليل إدانة ولم تبرئهم أيضًا وبالتالي يمكننا القول بأنها كانت فترة مليئة بالكذب والتلفيق. اليوم يدخل ذات المحور المشكك حينها بنتائج الانتخابات يدخل في نفس الصندوق المغلق عندما بدأت حملة ترامب بالتشكيك بالنتائج مع فارق بسيط ان الاولى شككت دون تقديم الادلة والثانية تشكك مع تقديم عينات من التزوير الذي حصل. خلاصة القول بأن ما تعرض له فريق ترامب من حملة ممنهجة ضد رئاسته سيتعرض له بايدن نفسه طوال اربع سنوات وبالتالي نحن امام فريق يمتلك 71 مليون صوت في الشارع مع قوة مالية واعلامية لا يستهان بها ستُسخر كلها في تشويه صورة فوز بايدن وإضفاء صبغة التزوير على رئاسته والتأثير على تحركات إدارته.

الحقائق اشياء عنيدة؟؟؟
كان الرئيس الامريكي رونالد ريغان يقول الحقائق أشياء عنيدة وهي بالفعل عنيدة لأنه لا يمكن الالتفاف حول الحقائق. الحقيقة الساطعة ان ساكن البيت الأبيض القادم هو رجل مُسير وليس مُخير وبالتالي فأن الظهور المفاجئ لأوباما طول فترة الحملة الانتخابية بعد غيابه عن الساحة لسنوات قد وضع النقاط على الحروف وأكد الروايات التي كانت تتداول في الكواليس بأن الفريق الذي اوصله للحكم هو من يدعم بايدن في الخفاء وما تقديم أوباما الدعم العلني لبايدن الا تأكيد لتلك الحقيقة.

من الحقائق الساطعة ان اعداء كوردستان على امتداد سوريا والعراق لم يتلقوا الدعم كما تلقوه في زمن كان بايدن نائب للرئيس ومصدرًا للقرار تسليح أعداء كوردستان بدبابات أبرامز كان في حقبة بايدن اقرار تنظيم الميليشيات ضمن الدستور في العراق وإعطائها صبغة الشرعية كانت في حقبته أيضًا ولاحقًا تحولت تلك الفصائل الى مصدر تشريد الآلاف من أبناء كوردستان في كركوك وغيرها من المناطق الكوردستانية.
من الحقائق الأخرى ان القيادة الكوردية طرحت لأول مرة مشروع الاستفتاء على استقلال أقليم كوردستان عام 2014 في زمن كان فيه بايدن نائبًا للرئيس ورفض الطرح حينها وتم تأجيله الى عام 2017.
أمام هذه الحقائق لا بأس ان نتجاوز عواطفنا لوهلة ونقول الحقيقة الساطعة الأخرى وهي :
( ان كان دونالد ترامب سيئًا فأن جو بايدن هو الاسوأ )



المقال يعبر عن رأي الكاتب

896