ماذا يفعل الـ PKK في إقليم كوردستان؟

ماذا يفعل الـ PKK في إقليم كوردستان؟

Nov 07 2020

ماذا يفعل الـ PKK في إقليم كوردستان؟
دارا حصري

منذ بداية ظهور الحزب وولادته في باكور كوردستان (القسم المُلحق بتركيا)، أتبّع هذا التنظيم سياسة أنا ولا مناضل بعدي ولا أحد قبلي، حيث قامت تنظيماته المسلحة بالإساءة المتعمدة بحق ما سبقهم من حركات تحررية وثورات، لم يوفروا فرصة إلا وأستخفوا بكل الموجودين على الساحة.

عندما قرروا أتّباع أسلوب النضال العسكري المزعوم كان لا بد لهم من طلب العون والمساعدة وهنا لم تقصّر قيادة الحركة الكوردية في باشور كوردستان، حيث أعطاهم البيشمركة عدة مواقع في الجبال وكان الأتفاق حينها أن لا يتدخل أحدهم في شؤون الآخر وأسلوب نضاله، على أن يدعموا بعضهم بالمشورة والعتاد إن أستطاعوا.

ولأن المخطط الذي تم رسمه للتنظيم لم يكن سوى التجهيز لمنع أي تقدم أو تشكيل كيان كوردي في أي جزء بالمعزل عن الـPKK ،كانت الأخيرة تمتد وتحاول كسب مشاعر الأهالي هناك، مستغلين بذلك العاطفة الكوردية، قاموا بتجنيد عدد من أهالي تلك القرى أيضاً.

لم يقم التنظيم بشيء عملي في باكور كوردستان، وتسببت سياساته الرعناء بتهجير ملايين الكورد (حالياً يعيشون في المدن التركية).
سيطرت الpkk على المثلث الحدودي، فأنتعشت تجارة المخدرات والبشر هناك (مورد سحري)، بالإضافة إلى أنه الدول الثلاثة إيران، العراق، تركيا ،لا يحتاجون هناك لحرس الحدود، فهناك من يخدمهم بهذا ودون مقابل، وعلى العكس فهم يقومون بتقديم الخدمات الذهبية "تحريف مسار المطالب الكوردية والمضي وراء أفكار لا تتحقق".

وجود تنظيم عسكري لا يتبع باكور كوردستان في تلك المناطق وخاصة بعد سنة 1991 كان ولا زال غير قانوني، فهو تنظيم يتبع في الأساس القسم الملحق بتركيا، ولكن الهدف من ذلك التواجد كان ضمناً هو ضمان عدم أستقرار الأقليم، وبسبب تواجده عقدت أتفاقية تركية عراقية في سنة 1983 في زمن النظام العراقي السابق، حيث وبموجبها أعطت العراق الحق لتركيا بالتوغل لملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني.

تجددت تلك الأتفاقية في عام 26 . 9. 2007 والتي وقعها وزيرا الخارجية في الدولتين، جاء ذلك بعد التمهيد لها حين زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي آنذاك و الذي وقع في السابع من أغسطس/آب نفس العام مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وثيقة يفترض أن تؤدي إلى اتفاق يتعلق حصرا بمكافحة حزب العمال الكردستاني في العراق.

أستغل حزب العمال الكوردستاني عدم رد حكومة الأقليم على تجاوزاتهم وجرائمهم بحق الكيان الدستوري للأقليم، أكتفوا بتحذيرهم وتوجيه رسائل لهم تبين مغبة تجاوز حدودهم المسموح بها، ولكن الأخير لم يتوانى عن الأستمرار في تجاوزاته، اليوم هناك مئات القرى التي هرب منها الأهالي تجنباً للموت بقصف الطائرات التركية التي حسب زعمها تلاحق عناصر الحزب.

الpkk أستغل ذلك، وخاصة بعد ظهور داعش والأنشغال الكلي لحكومة الأقليم بتلك الحرب، استمروا في الزحف تجاه قرى جديدة حتى وصلوا متاخم المدن "دهوك".
كلما تقدم الجيش التركي بقصفه كان ال pkk يتقدم أكثر تجاه مناطق جديدة على حساب تسليم المناطق السابقة للجيش التركي.

في الحقيقة بات خطر التنظيم المسلح المأجور "ال PKK" يتعاظم يوماً بعد آخر، وخاصة بعد الأتفاق بين الأقليم والمركز على إخراج المجاميع المسلحة من سنجار!
هنا بدأ الحزب بتصعيد لهجته والتهديد بخوض حرب، مع العلم لم يخوضوا تلك الحرب مع عناصر الحشد الشعبي، على العكس من ذلك تظافرت جهود الجهتين لرفض الأتفاق المبرم.

بالنسبة لل PKK فإن سنجار هي منطقة أستراتيجية للربط بين روج آفا كوردستان وصولاً لحفتانين وغيرها.
سنجار مخزون بشري، هناك نداءات عديدة من أهالي أطفال مخطوفين من قِبل التنظيم، وهي منطقة عبور للأسلحة والأطفال المجندين من مناطق نفوذهم في سوريا.
لم يسبق للPkk أن أنسحب من منطقة قاموا بالسيطرة عليها إلا عندما يكون القادم هو الجيش التركي، وتاريخهم مليء بهكذا إنجازات"حسب تعبيرهم" ،لم يسبق وأن اتفقوا أو أذعنوا لأي نداء كوردي، وسيؤججون الشارع الكوردي ضد الأقتتال المزعوم ( للعلم هم من يزرعون العبوات بطريق قوات البيشمركة).

لن يخرج الـPKK بالوسائل السلمية من المناطق التي أحتلوها إلا بالدم والنار، وبالنسبة لهم القصف الجوي التركي بشرط بقائهم أفضل بكثير من استلام البيشمركة لتلك المناطق.

2101