"شمال شرق سوريا " مصطلح دخيل

Aug 10 2020

"شمال شرق سوريا " مصطلح دخيل
ماهر حسن

لا بد من النظر بدقة وجدية في المفاهيم والمصطلحات التي تستخدمها وكالات أنباء الكوردستانية في خطابها وموادها الإعلامية، ومنها مصطلح "شمال شرق سوريا "، و الذي يعتبر مصطلحًا دخيلًا . يحتاج منا إلى المزيد من التعمق في دلالاتهِ وامتداداتهِ وأثره في ترسيخ انعكاساته السلبية على كوردستان-سوريا . فالحديث عن مصطلحات سياسية دخيلة يلفت الذّهن بديهيا إلى “ دثر القوميّة الكوردية ” بوصفها الجذر الاشتقاقي للفكر المحتكم و المحتكر و التي تشكل على ضوئها مفهوم ( شمال شرق سوريا) ، اذ تستغله بعض الجماعات لتنفيذ أجندات سياسية و التي بات أغلب إعلام الكورد فريسة لهذه الأفكار الضالة، التي لا تستند إلا إلى ضلال و ابعاد الكورد من مفهوم القومية و عن مصطلح كوردستان-سوريا .

وإذا تصفَّحنا و تمعننا في مصطلح شمال شرق سوريا سنجد لها مدلول واحد، وهي ما يقابِل إعترف بعدم صحة كوردستانية المناطق التي يقطنها الكورد إضافةً الى طمس الهوية الكورديايتي لمدن شمال غرب الفرات. ومن هنا أمكننا أن نقول بأن الكورد لم يفرِّقوا بين المصطلح الدخيل و مصطلح كورستان-سوريا ، بل استعملوا كلَّ واحدٍ منهما مرادفًا للآخر، وانطلقوا دون اراك و معرفة ما يترتب عليه من نتائج سلبية و ترسيخ مرادفات متناقضة مع رؤية و توجهات و تطلعاتهم السياسية .

ولم يسلم الإعلاميون وَ كذلك بعض من الشخصيات في المجلس الوطني الكوردي من الاختلاف حول التفريق بينهما و اعتمدوا هذا المعيار و استعملوه ، مع العلم مصطلح شمال شرق سوريا ليس وليدة الصدفة ، وَ تلمع بعد تلويح التركي باجتياح المناطق المتبقية بعد عفرين بإستخدام لهذه المصطلحات الدخيلة ، وإعلامنا الكوردي اليوم صار كذلك يردد هذه المصطلح وصفاً لسياسة إجتياح التركي ، حتى صار كثيرٌ من المثقفين والكتّاب أيضًا يرددون هذه الكلمة ( شمال شرق سوريا) دون إدراكٍ لمفهومها ومنشئها، أو فهمٍ لمعناها ومرادها.

شاع استعمال مصطلحات جديدة و دخيلة كثيرا بين الكورد وألقى هذا التغيير وطأته على كوردستان سوريا و طغى على مفهوم ( كورديايتي ) وخاصة في السنوات الحرب الأخيرة فانهار مفهوم كورستان سوريا، وتمزق ، ودخل المنطقة مخاضا داميا عنيفا بغية تغير ديموغرافي و سكاني . و كما شاع المثل ( اذ عرف السبب بطل العجب ) ، لذا يتلاعب البعض في المفردات عن طريق اختلاق مصطلحات يتم استخدامها وتكرارها لتحقيق سياسة تتجانس مع توجهاتهم و لخدع الناس و توهم بطيبة رغبات و اهدافهم .

لهذا سبب اردت كتابة عن تداول الدارج لمصطلح شمال شرق سوريا ، فالمصطلح حديث صنعته السياسة دول معادية للكورد واستخدمته في سياقات تجميل جشع ، وأحقيتها في التدخل في شؤون الكورد و انهاء كل مفردة لها صلة و دلالة واضحة على وجود كوردستان سوريا ، و عملت هذه الدول على تقديم نفسها بصورة همها الاساسي و الأولوية من أستخدام مصطلحات جديدة و إطلاقها على مناطق كوردستان سوريا الحفاظ على المكونات الاخرى و لا سيما الاقليات. وكما إنها تتسرب شيئا فشيئا حاملة معها التصور الذهني والأحكام المسبقة لتتجذر في وعي الناس دون إعادة النظر فيها و لتكون في النهاية تحقيق أهداف معينة و تجزئة الأرض يقطنها الكورد ، و يطمس اسم كوردستان سوريا .

المقال يعبر عن رأي الكاتب

1735