برك نفط  «قسد» وخنادقه التي لم تفد في صد الأعداء...عمر كوجري

برك نفط «قسد» وخنادقه التي لم تفد في صد الأعداء...عمر كوجري

Aug 09 2020

آرك نيوز...برك نفط «قسد» وخنادقه التي لم تفد في صد الأعداء...عمر كوجري

سقط الطفل ياسين كاظم اليوم في بركة النفط القريبة من منزله في قامشلو، وهو ابن الخمس سنوات، هذه البركة التي عمقها 3 أمتار بحسب ما نشر العديد من الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي، لم تردم هذه الحفرة- الموت حتى اللحظة، وقد وجدوه طافياً غارقاً بعد ساعة من غيابه، وحارقاً قلوب والديه وأهله، وكل أقرانه الصغار.

فقد أقامت القوات العسكرية والأمنية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكثير من الخنادق وحفر أو برك النفط في مداخل المدن وداخل الأحياء، وحين كان يشتكي البعض من أن الخنادق تمرّ من أمام منازلهم، وأثاثاتها مهددة بالتداعي والسقوط.. كانت التهمة الموجهة لهؤلاء: أنتم عملاء تركيا..وأردغانيون، ولا تريدون حماية مدنكم وقراكم، ونحن نقوم بهذه التحصينات لندافع عن بيوتكم.

الحقيقة.. التحصينات التي تقيمها القوى الأمنية وحالياً قوات قسد من " زرع برك النفط و"تشييد " و" حفر" الخنادق حول أو داخل المدن لن تفيد من الوجهة العسكرية، هذه التحصينات تذكّرني بمئات آبار النفط التي حرقها صدام حسين المقبور حين خرج من الكويت مذلولا خنوعاً صاغراً في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وكان إعلامه يقول إننا نحرق هذه الآبار لنضلل ضربات الطيران الأمريكي وللاسف، أو لحسن حظ الحظ البشري، انتهى الجيش العراقي، وتدمّر كلياً، ونجحت طائرات الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي في تدمير الأهداف بدقة تامة لأن السلاح الحديث يقهر هذه الدورع البدائية، ويستطيع ضرب أهدافه تحت كل الظروف.

حري بالقول إن تحصينات ال "قسد" وخنادقه، وإضرام النار ببرك النفط في عفرين وسري كانييه وكري سبي لم تفد أبداً في وقوع هذه المدن بأهلها في أيدي القتلة ممن يسمون بالجيش الوطني العميل للاحتلال التركي.

ماذنب الطفل الذي غرق في بركة النفط اليوم، وما ذنب أهله؟ طالما أن الحرب التي "تحضّر" لها الاتحاد الديمقراطي، وهلل بسحق الجيش التركي في شوارع عامودا وديرك وقامشلو، وقام بتحصينات " كبيرة" لئلا تلقى قامشلو مصير أخواتها " المدن الكردية المحتلة" وطالما أن الامر حالياً في حكم المستبعد، وصرنا في عهدة اتفاقية بين امريكا وتركيا، بموجبها ابتعد قوات الحماية الشعبية لمسافة 35 كيلو متراً عن الحدود، وحصل هذا الشيء بالحرف، وتوقف الامتداد من قبل الجيش الوطني المرتزق، لماذا ظلت هذه البرك حتى الآن بلا ردم؟

هذه التحصينات الغبية لن تنفع، ولن ترد الأعداء بأي شكل ولون.

أما الطفل، فالجنان له، ولأهله الصبر والسلوان.

ولحيتان الفساد في هذه الإدارة والمتاجرين بآلام الشعب الخزي.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

9435