كوردستان لن تُحرر بخطف الأطفال ...زنار حاجي

كوردستان لن تُحرر بخطف الأطفال ...زنار حاجي

Aug 09 2020

آرك نيوز...كوردستان لن تُحرر بخطف الأطفال ...زنار حاجي

مؤكد إن أهم ثروة لأي مجتمع أو دولة هي الأطفال , والاهتمام بهم يُقطف ثماره مستقبلا ويعود بالنفع على المجتمع من كافة النواحي بل يعدون اللبنة الأساسية لتقوية الدولة , ولكن ماذا لو تم عسكرة الأطفال بشكل ممنهج ؟ .

في جميع الحروب يصبح الأطفال هدفا سهلا للأعداء, وذلك لأنهم مستعدون للتخلي عن براءتهم والظهور بمظهر المحارب الذي لا يهزم , ولغسل دماغهم ولتقديم المساعدة للتخلي بشكل أسرع عن طفولتهم , يتم إخضاعهم لدورات تربية فلسفية وإيديولوجية تبعدهم عن طبيعتهم البريئة.

ففي كوردستان سوريا عملية خطف الأطفال بهدف عسكرتهم مستمرة منذ عقود وبات تسمى بالقديم الجديد , حتى أصبحت ظاهرة تجتاح كوردستان سوريا , ومنفذوا عمليات الاختطاف يجهدون لجعل الناس ينظرون لهذه العمليات أنها مجرد عمليات خطف للأطفال لا أكثر.

وهنا لابد القول " إعلم إن خلال عمليات خطف الأطفال وابعادهم عن عائلاتهم والبيئة الطبيعية لهم , تنفذ عليهم عمليات غسيل الدماغ, وتزرع في نفوسهم مفاهيم البطولة المزيفة, ويعرض عليهم أفلام بطلها طفل خارق , كل هذا لجعلهم يعيشون في عالم الخيال ومميزين عن غيرهم في البطولة , فجملة تحرير كوردستان الكبرى أغوت آلاف الأطفال.

هنا أود أن أسرد قصة الطفلة فاطمة سعدي ابنة مدينة كوباني : بعد رجوعها من دورة التربية " البروردة " للـ PYD التي خضعت لها بعد خطفها , أبت أن تأكل شيئا من يد أهلها , وعند التواصل مع أختها قالت : اختي تعاني من مشاكل نفسية , عندما رجعت فاطمة في أول أيام عيد الأضحى وإجازتها كانت لمدة ثلاثة أيام , رفضت أن تتناول الأكل والماء من يد والدتها , بسبب فقدانها الثقة بأهلها , وأوهموها في البروردة " أهلك سيسممونك ويقتلونك " . اترك لكم حرية التفسير والحكم على ماجرى في البروردة وإلى أي مستوى يتم غسل دماغ الأطفال.

يقول حميد الهاشمي، في مجلة علوم إنسانية، عن عسكرة الأطفال " استخدام الأطفال كجنود في النزاعات المسلحة واستخدامهم من قبل الدولة- التي هي الحامية والراعية لهم- في شن الحرب أو استخدام السلاح للقتل والتدمير يخلق جيلاً مدمراً من الناحية

النفسية والاجتماعية، والعسكرة هي عملية إلباس المجتمع لباس العسكرية وتحويل وتنميط سلوكه إلى سلوك عسكري يختلف عن الطابع المدني أو العادي في الغالب، وتتكون لذلك دوافع وتبريرات تتلخص في ظاهرها بالاستعداد لمواجهة خطر خارجي يهدد البلد وفي باطنها أحكام السيطرة على أفراد المجتمع وتنظيمهم بهذه الطريقة بغية تحقيق خضوعهم الكامل وسهولة انقيادهم ويتم تغليب الإيديولوجية العسكرية في أنساق الدولة وفي الحياة العامة .

يتضح بأن الأطفال هم فريسة سهلة للممارسات المدمرة لأمنهم, ولاتقتصر هذه الممارسات على تقويض حريتهم بل تتجاوزها إلى إلحاق أضرار بالغة بهم تتراوح بين العقد النفسية والأذى الجسماني والموت وأقسى هذه الممارسات هي تجنيد الأطفال للحرب .

بعد عقد أو عقدين من الزمن ستخلو كوردستان سوريا من " المعلمين , الأطباء , المهندسين ...ألخ " , وربما سنعود إلى ستينيات القرن الماضي عندما كان في المنطقة بأكملها طبيب واحد , ومؤكد إننا عدنا , حاليا في كوردستان سوريا حاملو شهادة الصف السادس الإبتدائي " السرتفيكا " أصبحوا مدراء , موجهين , معلمين , مختصين تربويين " ؟ , وأؤكد قولي " كوردستان لن تحرر بالأطفال بل ستدمر " .


المقال يعبر عن رأي الكاتب

73296