المعارضة السورية وازدواجية المعايير

المعارضة السورية وازدواجية المعايير

Jul 05 2020

عبدالكريم حاجي

لم تستطيع المعارضة السورية التي تمر بأزمة سياسية، ان تتبنى بتوافق وطني عريض رؤية سياسية لشكل النظام المستقبلي في سوريا، يكون بديلا عن نظام الاستبداد، يحظ حقوق جميع المكونات السورية. وهذا خلل كبير تتحمله قيادات المعارضة التي تمتد جذرها المتعددة الى أجندات دولية واقليمية أضعفت روابط الحوار الوطني وإمكانية خلق تفاهمات حقيقية بين كل المكونات السورية على قاعدة المساواة والعدالة.

رغم هذا الواقع المؤلم الذي تمر بها المعارضة السورية المفتقرة للقاعدة الجماهيرية، نراها تتهجم على اية بادرة خير تهدف لتوحيد صفوف الكورد وتكيل لهم تهم تذكرنا بالتهم الجاهزة التي كان يستخدمها النظام ضد الحركة الكوردية منذ استلامه السلطة في الستينات من القرن الماضي..

وليس من حق أي مكون وخاصة العربي ان يطعن او يعادي الحوارات والتفاوض بين الاحزاب الكوردية لتوحيد الرؤية السياسية للحركة الكوردية، كمقدمة لتوحيد صفوف المعارضة السورية، استجابة لاحتمالات التطورات السياسية المقبلة، ومنها استئناف جلسات اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة عبر وسيطها الدولي «بيدرسون» لصياغة دستور جديد للجمهورية السورية تتضمن فيها حقوق كآفة مكونات الشعب السوري.

اذا المعارضة السورية تحتاج إلى رؤية سياسية موحدة تحسم الخلل المفتعل لبعض الأصوات المحسوبة عليها، والتي تتبع لقوى خارجية لا تريد لسوريا الخير و الاستقرار، في محاولة منها للإبقاء على الوضع الراهن خدمة لأجندات داعميها. لذا عليها الابتعاد عن الازدواجية في المعايير وان تثبت للعالم بأنها خصم للنظام لا ظل له، وانها تؤمن بحقوق جميع مكونات الشعب السوري التي عانت الكثير من التهميش والاضطهاد.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

563