طبيب سلّموا جثته بأكياس وأخفوا سبب وفاته في سوريا

طبيب سلّموا جثته بأكياس وأخفوا سبب وفاته في سوريا

Jun 29 2020

آرك نيوز... حالة من الهلع والرعب، عاشتها محافظة حلب السورية الشمالية، بعد إعلان وزارة صحة النظام عن وفاة شخص مصاب بكورونا، السبت.

وفيما اعتقد أهالي المحافظة بأن حالة الوفاة التي أعلنت عنها صحة النظام، هي الثانية في منطقتهم، تبيّن أن الحالة التي تم الإعلان عنها تعود لنفس الشخص المتوفى في العشرين من الشهر الجاري، وهو طبيب أسنان، إلا أن صحة النظام لم تعلن الخبر إلا بعد مرور أسبوع على الوفاة، فظن الأهالي أن عدد موتى كورونا، اثنان، فيما هي حالة واحدة.

مشاركة بالعزاء
وسيطرت حالة واسعة من الهلع على أهالي حلب، بعد تزايد الأخبار في الساعات الأخيرة، عن تفشٍ كبير لفيروس كورونا، في المحافظة. خاصة أن صحة النظام، لم تعلن رسميا عن الوفاة، مما حدا بكثير من الأشخاص للمشاركة في عزاء الشخص الذي توفي في العشرين من الجاري، الأمر الذي فاقم حال الاضطراب والرعب الذي ساد أوساط الحلبيين أو مجموعة المخالطين لعائلة الطبيب المتوفى.

والطبيب المتوفى بكورونا، هو محمد رامي إيميش، طبيب أسنان متوقف عن العمل منذ سنة تقريبا، بسبب جملة أمراض كان يعاني منها، قبل إصابته بكورونا.

مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، تروّج الآن لمسوغات تبرر عدم قيام وزارة صحته، بالإعلان عن حالة الوفاة في وقتها. وورد في بعض تلك المصادر، أن الأهم من إعلان الوفاة، هو "الحجر والعزل" على المشكوك بإصابتهم والمصابين فعلياً. إلا أن هذه المسوغات، لم تنطل على كثير من أنصار النظام أنفسهم، بحسب تعليقاتهم عن الحادثة، في وسائل التواصل الاجتماعي.

صحة النظام سلّمت الجثة ملفوفة بأكياس
المذيع في فضائية النظام، شادي حلوة، وهو ابن مدينة حلب، قال إن النظام السوري سلّم جثة الطبيب لذويه، وهي ملفوفة بأكياس، وبدون غسيل للجثة. وبحسب ما قاله فإن مسؤولي صحة النظام أعلموا ذوي الطبيب، بأنه توفي باشتباه إصابته بكورونا.

وبحسب ما طالعته "العربية.نت" من صفحات أقارب الطبيب المتوفى، فقد تم الإعلان عن وفاته، بتاريخ 20 من الجاري، دون الإشارة إلى إصابته بأي مرض. وذكر وائل إيميش، شقيق المتوفى، على فيسبوك، بأن العزاء سيكون في بيت والد الراحل. وقال أحمد جلال إيميش، قريب الطبيب المتوفى، على حسابه الفيسبوكي، بعد نعيه عمّه: "تقبل التعازي في منزل والده المرحوم الحاج محمد سالم إيميش". فيما تقدمت زوجته بالشكر لجميع من شارك بالعزاء، سواء "بالحضور شخصياً، أو عن طريق الاتصال..".

انتقادات حادة صبّها أنصار النظام، بسبب تأخر وزارة صحته أو امتناعها عن إعلان خبر وفاة الطبيب المذكور بكورونا. وتسود حالة واسعة من الهلع، بين جميع من شارك في العزاء أو الذين خالطوا عائلة الطبيب الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس، ويتم الآن أخذ مسحات لجميع مخالطيهم، خاصة وأن ابنة الطبيب، وهي طالبة جامعية، مصابة بكورونا هي الأخرى، الأمر الذي زاد من حالة الهلع في المنطقة.

وخرج نقيب أطباء الأسنان في محافظة حلب، على وسائل إعلام النظام، اليوم الأحد، ليقول إنه لم يتم اكتشاف إصابة طبيب الأسنان بكورونا، إلا بعد وفاته. الأمر الذي يناقض ما ذكره المذيع في فضائية النظام الذي سبقت الإشارة إليه، بأن جثة الطبيب سُلِمت إلى ذويه، ملفوفة بأكياس للاشتباه بوفاته متأثراً بكورونا.

إصابة أخرى في حلب
ودافع نقيب أطباء الأسنان التابع للنظام، عن إقامة عزاء للطبيب، مما زاد في حالة تفشي كورونا، خاصة وأن أفراد أسرة الطبيب تأكدت إصابتها بالفيروس المستجد، وزعم أن العزاء أقيم قبل صدور نتائج المسحات.

ومما فاقم حال الهلع بين الأهالي، التأكد من وجود إصابة بكورونا، في منطقة "تل أسود" بريف محافظة حلب، أعلن عنها، أمس السبت.

وبحسب إعلاميين موالين للنظام، يسود اعتقاد لدى طيف واسع من الحلبيين، أن عدد الإصابات الحقيقي بكورونا، أكبر بكثير مما تعلنه صحة النظام، خاصة في الساعات الأخيرة، بعد التأخر أسبوعا كاملا عن إعلان وفاة الطبيب، بالفيروس. فمنهم من يدفعك إلى الظن "بأن الناس ملقاة في الشارع بسبب كثرة الإصابات" على ما قاله مذيع فضائية النظام المشار إليه، في فيديو من مدينة حلب، السبت، نافياً ما يشاع عن كثرة الإصابات.

وزارة صحة النظام السوري، من جهتها، أكدت في بيان لها، السبت، أنه تم دفن الطبيب "وفق الإجراءات الاحترازية" دون أن توضح سبب تأخرها أسبوعا كاملا عن نشر خبر وفاته بالفيروس المستجد.

العربية

507