ما الـذي تطلبه  قـيادة

ما الـذي تطلبه قـيادة " قســد" من المجلـس الـوطنـي الكـوردي!!

Apr 27 2020

ما الـذي تطلبه قـيادة " قســد" من المجلـس الـوطنـي الكـوردي ..!!
- نشأة المجلس الوطني الكوردي

- من المعروف للجميع أن المجلس الوطني الكوردي تأسس في 26 من أكتوبر 2011 ، بعد تأسيس المجلس الوطني السوري بفترة وجيزة ، ويتألف هذا الجسد السياسي من 11 حزباً كردياً سورياً ، ولكن أصبح هذا العدد فيما بعد 15 حزباً في شهر مايو 2012 ، وتقلص العدد إلى 11 حزب في عام 2014 م بعد إستبعاد ( حزب الوحدة ، والديمقراطي الكوردي - البارتي ) ، وانسحاب ( الديمقراطي التقدمي) منه ، كما يضم أيضاً من المنظمات النسائية والشبابية والشخصيات المستقلة ، و فيما بعد إنضم هذا المجلس إلى الإئتلاف الوطني السوري المعارض بعد أن صوتت الهيئة العامة للإئتلاف لصالح دخول ثمانية أعضاء من المجلس الوطني الكوردي إلى الإئتلاف ، ووافقت الهيئة العامة بأغلبية 85 صوتاً من أصل 109 في (2013) ليصبح العدد الكلي للأعضاء الكورد في الهيئة العامة 15 عضواً ، وذلك في إجتماعات الهيئة العامة في لندن في شهر نوفمبر 2013 ، وتم الإتفاق فيما بينهم على البنود العريضة والتي تؤكد وتقر بأن سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة ديمقراطية مدنية تعددية وفق نظام جمهوري برلماني ، واعتماد النظام اللامركزي بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية ، وشدد الإتفاق الموقع بينهما على أن أفضل صيغة للدولة السورية هي صيغة دولة إتحادية مع تأكيد المجلس على الإعتراف بالقضية الكوردية القومية في سوريا ولازال عضواً في الإئتلاف حتى تاريخه .

- نشأة قوات سوريا الديمقراطية

- تأسست قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) في 10 أكتوبر 2015 م ، و هو تحالف متعدد الأعراق والأديان التي يغلب عليها الطابع الكوردي ، ويتألف من ( التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات ، وقوات الصناديد ، وتجمع ألوية الجزيرة ، والمجلس العسكري السرياني ، ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة الكردية" ومجالس عسكرية باسم - منبج - ديرالزور - الرقة ) ، وشاركت قيادة هذه القوات في معارك كوباني ضد داعش في (2015م ) وطرد هذا التنظيم من كافة المناطق ( منبج ، الرقة ، ريف ديرالزور ) حتى إعلان الإنتصار عليه في 2019 في بلدة ( الباغوث) بريف دير الزور بدعم و مساندة من التحالف الدولي .

- الخنجر الأمريكي - المسموم

- بعد إعلان الإنتصار على داعش في ( 2019م ) وجدت هذه القوات نفسها بين ليلة وضحاها فريسة لتهديدات التركية والمعارضة السورية ( المسلحة ) وتحديداً في عفرين وفيما بعد في تل أبيض وراس العين ، وخسرت الكثير من أوراقها بعد رفض قيادييها التخلي عن تبعيتها وارتباطاتها مع منظومة ( العمال الكوردستاني) في سوريا واعتبروا أن واشنطن خانتها بعد إنتهاء مهمتها بالقضاء على "داعش " مما فسرها البعض بأن واشنطن وقعت بين نارين ( إما مواجهة تركيا حليفتها الإستراتيجية ، أو التخلي عن هذه القوات المغرورة ) فاختارت الثانية ، وحصل ما حصل في منطقة عفرين ، تل أبيض ، راس العين وعليه خسرت الكثير من أوراقها التفاوضية ( الرابحة ) فوجدت نفسها بين مخالب ( النظام ، الروسي ، و المعارضة السورية والأتراك ) في شرق الفرات مما جلعها تختار رغماً عنها اللجوء إلى أحضان المجلس الوطني الكوردي بتوجيهات أمريكية جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفي الوقت البدل الضائع .

- التغازل مع المجلس الوطني الكوردي

- لا شك أن هؤلاء المتمرسون ( قيادة قسد) يجيدون أنواع عديدة من أساليب ملتوية و من بينها حرب العاطفة والتغازل بعد أن فشلوا باستخدام القوة الرادعة ضد قيادة المجلس الوطني الكوردي ولا سيما في (2013 - 2019) عندما أمروا بحرق المقرات واعتقال قيادات الصف الأول والثاني وزجهم في الزنازين ، ونفي الآخرين حتى وصل بهم الأمر إلى طريق مسدود وجدوا فيه أنفسهم مرغمين بين صداقة المجلس الوطني الكوردي أو إنتهاء حقبتهم في سوريا وإلى الأبد ، ما حدا بهم لأن يختاروا الخيار ( الأول ) في الوقت المناسب كنوع من الفطنة السياسية واختيار أهون الأمور .

- ما الذي تطلبه قيادة ( قسد ) من المجلس الوطني الكوردي ؟

- بتوجيهات أمريكية وضغوطاتها منها رضخت قيادة " قسد " بقبول الشراكة مع المجلس الوطني الكوردي لكن وفق ما تمليه مصالح واستراتيجيات قسد ، وليس كما يطرحه الأخير من شراكة حقيقية تخضع إلى السياقات التالية ( عسكرية ، إدارية ، إقتصادية ) و بذلك فإنها تريد إنتزاع الأوراق التالية من المجلس الوطني الكوردي بحسب الرؤية السياسية :

١ - مشاركة وفد المجلس الوطني بوفد مشترك في مفاوضات جنيف
٢ - أن يعتبر المجلس الوطني الكوردي تواجد المعارضة السورية المسلحة في ( عفرين ، تل أبيض ، راس العين ) هو ( إحتلال ) وتتعهد "بتحريرها"
٣ - قطع العلاقات الدبلوماسية مع ( الأتراك )
٤ - الإنسحاب من الإئتلاف السوري المعارض ومقاطعتها .
٥ - أن تنضم "بشمركة روج " إلى صفوف ( قسد) وتعمل تحت إمرتها ) كإحدى تشكيلاتها العسكرية .

- و بناء على هذه المعطيات بات المشهد واضحاً للجميع بحيث تتبلور نوايا ( قسد) حول الترويج لوحدة الصف الكوردي و الذي يعبّر عن إستمرار مسلسل ( الخداع والمداهنة ) و ( المناورة السياسية ) رغم إستخدامها لغة الغزل والعاطفة وإثارة المشاعر في مخاطبة الشارع الكوردي حول وحدة الصف .

- بينما المجلس الكوردي لم يعد مجرد مجموعة ( مستهلكة ) بفضل الرئيس مسعود البارزاني لإنها على علم تام بنوايا ( قسد ) - القريبة والبعيدة - قبل مناقشة شروطهم ( الحوارية - التفاوضية ) ، ومن هنا فإن كانت قيادة ( قسد) بصدد (وحدة الصف) فعليها أن تقتنع بأن هذا الطريق يمر حصراً بأربيل العاصمة مروراً بـ ( الإئتلاف السوري المعارض ) وصولاً إلى جنيف .. و أن تفك إرتباطها بشكل صريح وواضح مع تنظيم ( العمال الكوردستاني ) وتعلن عن مشروعها الوطني الكوردي المعارض للنظام وغير ذلك يعتبر ضياع للوقت وهدر للطاقات ، فهم يعلمون أن الوقت بالمطلق ليس لصالحهم مع العلم أن المجلس الوطني الكوردي بات يلعب على عامل الوقت حتى تتوضح الصورة واللوحة ليدخل المشهد بشكلها الصحيح دون أن تخسر أي من أوراقها السياسية والجماهيرية.

المقال يعبر عن رأي الكاتب

11069