35 ألف نازح يعودون إلى إدلب… والمعارضة تعطّل مفخختين في جرابلس

35 ألف نازح يعودون إلى إدلب… والمعارضة تعطّل مفخختين في جرابلس

Mar 31 2020

ارك نيوز... لا زال الهدوء يخيم على المناطق الخاضعة لاتفاق بوتين – أردوغان الأخير في الشمال السوري بالتزامن مع تسجيل عودة 35 ألف نازح إلى إدلب، ويبدو أن انتشار فيروس كورونا فرض حظراً من نوع آخر على المجريات، خاصة مع وجود وفيات في مناطق سيطرة النظام السوري، وخشية روسية وتركية من انتشار الوباء ضمن صفوف قواتهما.
إلا أن الهدوء في إدلب لم يكن كذلك في مناطق نفوذ الجيش التركي القابعة تحت مظلتي «نبع السلام» و»غصن الزيتون»، بعد أن تمكنت قوات من المعارضة السورية من ضبط دراجتين ناريتين مفخختين في مدينة جرابلس شرقي محافظة حلب ومن ثم تفجيرهما عن بُعد، وإبطال الجيش التركي لعدة عبوات ناسفة ضمن منطقة «نبع السلام»، من ضمنها ألغام مضادة للدبابات، والتي يبدو أنها كانت معدة لاستهداف الجيش التركي شرقي الفرات.
ووفق مصادر في المعارضة السورية، فإن الجيش الوطني السوري تمكن من اعتقال سائقي الدراجتين المفخختين، في حين نفذ الجيش التركي عمليات تمشيط في المنطقة لضبط المجموعات التي تخطط لعمليات إرسال الدراجات المفخخة والألغام المضادة للدروع إلى منطقتي نبع السلام وغصن الزيتون، وهي جهات تشير الوقائع السابقة إلى وقوف المجموعات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية خلفها، بحكم الخلاف القديم المستحدث مع تركيا.

وعلى صعيد محافظة إدلب، فقد أدخل الجيش التركي، رتلاً عسكرياً جديداً له، يحتوي على آليات ومدرعات ثقيلة، وذلك بعد يومين من إرساله أرتالاً عدة إلى المنطقة، شملت راجمات صواريخ ومنظومة دفاع جوي أمريكية الصنع من طراز «إم آي إم-23 هوك».
فيما تواصل على الضفة المقابلة قوات النظام السوري وإيران، إرسال المزيد من الحشود العسكرية إلى تخوم محافظة إدلب، إلا أنه ورغم كل تلك التعزيزات، لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف.
على الصعيد التركي – الروسي، لا تزال موسكو غائبة عن الدوريات المشتركة مع أنقرة للمرة العاشرة على التوالي، إذ تقوم القوات التركية بتسيير الدوريات بشكل منفرد بعد امتناع القوات الروسية عن المشاركة، وبعد الاعتراض الشعبي لدخول مناطق الشمال السوري.
وأكد المسؤول الأمريكي عن الملف السوري في وزارة الخارجية جويل بيرن، دعم دول المجموعة المصغرة بما فيها الولايات المتحدة للهيئة السورية للتفاوض في السعي لتمكين ملايين السوريين في الشمال السوري من مواجهة جائحة الكورونا، وحث منظمة الصحة العالمية على تقديم المستلزمات الطبية الوقائية والعلاجية لتحقيق ذلك.
وفي لقاء مع الهيئة السورية للتفاوض، أكد بيرن، أن قانون قيصر سيكون موضع التنفيذ بعد شهرين ويستهدف النظام السوري، وكل من يتعامل أو يتعاون معه بخرق وانتهاك حقوق الانسان. وهذا ينطبق على بعض الجهات التي تتواصل أو تدعم النظام حتى بشكل فردي أو ارتجالي بذرائع إنسانية. كما أكد المسؤول على ثبات الموقف الأمريكي تجاه وقف إطلاق النار في الشمال السوري، واستمرار التنسيق مع تركيا ودعم الأخيرة للجيش الوطني السوري.
وأشار المصدر المسؤول إلى دعم واشنطن لبيان المبعوث الدولي بيدرسون لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا وإطلاق سراح المعتقلين وإرسال لجان تطلع على أحوالهم الصحية ضمن ظروف جائحة كورونا، وأشار إلى ان عرقلة النظام لعمل اللجنة الدستورية، يدل على عدم نجاح موسكو في المساهمة بحل سياسي بناء على القرار الدولي 2254، كم يصرح دائماً.
وفي أول نتيجة ملموسة على الأرض في الشمال السوري، بعد حالة الهدوء النسبي وغياب المعارك وهدير الطائرات، فقد ساهم الاتفاق بعودة 35 ألف سوري نازح إلى منازلهم ضمن مناطق خفض التصعيد، وذلك بعد تهجيرهم بشكل قسري نحو السورية – التركية.
وقال مدير جميعة «منسقو الاستجابة في الشمال محمد حلاج: «إن جزءًا من النازحين المدنيين، عادوا إلى ديارهم فور إيقاف النظام السوري وحلفائه، عملياتهم العسكرية في المنطقة».

وأضاف، وفق ما نقلته وكالة «الأناضول»، أن قرابة مليون سوري نزحوا من ديارهم، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، نتيجة عمليات النظام وقصفه، مبيناً أن 35 ألفاً منهم، عادوا إلى منازلهم عقب اتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً، أن جزءاً كبيراً من هؤلاء النازحين، يواصلون العيش في مخيمات بالقرب من الحدود السورية التركية، نظراً لسيطرة قوات النظام على قراهم وبلداتهم خلال عملياته العسكرية الأخيرة. وفي 5 آذار/ مارس، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب اعتبارًا من 6 من الشهر ذاته.
الوضع الاقتصادي في الشمال السوري، يشهد وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركزه لندن، تراجعاً يوماً بعد يوم في ظل ارتفاع الاسعار والتراجع الحاد في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى قلة المساعدات الإغاثية المقدمة وانتشار البطالة. فيما يعتبر أصحاب الدخل الثابت من أكثر المتضررين من ارتفاع الدولار، أما أكثر المستفيدين من ذلك فهم التجار.
وتصل تكاليف معيشة الأسرة المتوسطة في الشمال السوري إلى نحو 350 ألف ليرة سورية، خلافاً لنفقات أجور السكن. وبين ارتفاع الدولار وتهاوي قيمة صرف الليرة السورية يزداد إرهاق الأهالي في الشمال السوري الذين أتعبهم الفقر والنزوح والقصف والبطالة والتشريد.

274