فيروس كورونا: لماذا أصبحت تايوان مشكلة لمنظمة الصحة العالمية؟

فيروس كورونا: لماذا أصبحت تايوان مشكلة لمنظمة الصحة العالمية؟

Mar 31 2020

ارك نيوز... تعد تايوان من الأماكن القليلة في العالم التي نجح فيها إيقاف انتشار فيروس كورونا المستجد دون اللجوء إلى تطبيق إجراءات مشد
لكن بالرغم من الجهود التي بذلتها في هذا المجال، لا تتمتع تايوان بعضوية منظمة الصحة العالمية بسبب علاقتها المعقدة مع الصين.
وتفجرت أزمة في مطلع الأسبوع عندما بدا أحد المسؤولين الكبار في المنظمة وكأنه يحاول تجنب الرد على أسئلة تتعلق بتايوان في مقابلة تلفزيونية تم تداولها على نطاق واسع وأدت إلى انتقادات كثيرة وحتى اتهامات بالتحيز.
ما الذي جرى؟
في يوم السبت الماضي، بثت قناة RTHK التلفزيونية في هونغ كونغ مقابلة مع مساعد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، بروس أيلوارد، الذي تحدث إلى الصحفية إيفون تونغ عبر تقنية الاتصال بالفيديو.
سألت الصحفية المسؤول الدولي في المقابلة عما إذا كانت منظمة الصحة العالمية تدرس إمكانية السماح لتايوان بالإنضمام إليها.
ظل أيلوارد صامتا لفترة، قال بعدها إنه لا يسمعها، ثم طلب منها أن توجه سؤالا آخر.
ولكن تونغ أصرت على سؤالها، قائلة له إنها تريد أن تتحدث عن تايوان.
عند ذاك، بدا أن أيلوارد قطع الاتصال معها.
وعندما اتصلت الصحفية به مرة أخرى، سألته إن كان على استعداد للتعليق على استجابة تايوان لانتشار الفيروس.
فما كان منه إلا أن قال "لقد تحدثنا بالفعل عن الصين".
ويبدو أن هذا التعليق انعكاس لموقف الصين إزاء تايوان، وهو الموقف القائل إن الأخيرة عبارة عن إقليم متمرد. ولكن تايوان تعتبر نفسها بلدا مستقلا.
ما هي علاقة تايوان بمنظمة الصحة العالمية؟
اعتبر كثيرون رد فعل أيلوارد بمثابة دلالة على العلاقة الصعبة بين تايوان ومنظمة الصحة العالمية التي لا تشملها بالعضوية.
فعضوية المنظمة مقصورة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة - التي لا تعترف بتايوان - أو الدول التي تحصل على موافقة مجلس الصحة العالمي.
ويعني ذلك أن تايوان مستثناة من المشاركة في العديد من المؤتمرات الصحية الطارئة ومن الحصول على المعلومات التي يدلي بها الخبراء الدوليون حول وباء فيروس كورونا. وقد أشار المسؤول التايواني ستانلي كاو إلى أن الجزيرة منعت من حضور الاجتماعات السنوية لمجلس الصحة العالمي في السنوات الأخيرة.
كما يعني الأمر أن منظمة الصحة العالمية تجمع الأرقام الخاصة بتايوان مع تلك الخاصة بالصين، وهو أمر يقول كاو إنه يحرم العالم من معلومات مضبوطة ومحدثة عن الوباء.
وأدى استثناء تايوان وثناء المنظمة المتواصل على الصين وتعاملها مع انتشار الوباء - وهو أسلوب انتقده العديد من خبراء الصحة العامة - إلى اتهام البعض منظمة الصحة العالمية بالانحياز للصين، خاصة وأن الأخيرة تعد من كبرى الدول المساهمة فيها.
ومنظمة الصحة العالمية ليست الهيئة الدولية الوحيدة التي لا تعترف بتايوان رسميا، فهناك أيضا اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمة الطيران المدني العالمية وغيرهما.
ولكن مراسلة بي بي سي في تايبيه، سيندي سوي، تقول إن تايوان تنظر إلى منظمة الصحة العالمية نظرة خاصة، لأنها تفتخر بأن لها واحدا من أفضل أنظمة العناية الصحية في العالم.
في السابق، كانت تايوان على علاقة طيبة مع الصين، وشاركت لعدة سنوات في مؤتمرات مجلس الصحة العالمي بصفة مراقب، ولكنها حرمت من ذلك في السنوات الأخيرة مع تصاعد التوتر بين تايبيه وبكين.
لماذا يعد استبعاد تايوان مشكلة؟

294