بيان تيار مستقبل كردستان سوريا في الذكرى السنوية التاسعة للثورة السورية

تمر الذكرى التاسعة للثورة السورية والتي تصادف في الخامسة عشرة من شهر آذار ولا زال النظام الأسدي يمارس ابشع انواع القتل والتدمير والتشريد والاعتقال بحق ابناء وبنات شعبنا السوري في كل أنحاء سوريا وخاصة في مناطق إدلب وبمشاركة ودعم روسي وإيراني وميليشيات شيعية قادمة من اصقاع العالم ولا زال مقتنعاً بأن الخيار العسكري هو الوحيد في حل الازمة السورية بعد تسع سنوات من انطلاق شرارة الثورة السورية وتدمير نصف المدن السورية ومقتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير ونزوح اكثر من عشرة ملايين وجرح وأسر واعتقال مئات الآلاف من أبناء شعبنا السوري ، هذه الثورة التي قل نظيرها من حيث حجم تضحيات أبنائها وتدخلات الدول العظمى في أوحال سوريا ، رغم كل هذا القهر لا تتوفر أية ارادة دولية في لإيجاد حل سياسي لهذه الازمة الدموية والمعقدة ، بل تسعى كل الدول المتنفذة في سوريا معالجة هذه الأزمة من منظور مصالحها وأجنداتها في سوريا .

إن الثورة السورية التي عمت كافة المدن والبلدات السورية وشاركت فيها كافة مكونات القومية والاثنية من كورد وعرب ودروز وعلويين مسيحين ومسلمين وايزيدين وبذلك شكلو معا سمفونية الثورة التي زلزلزت عرش طاغية دمشق واعوانه من الفاشست ، رغم ذلك لم تستطيع المعارضة العربية بالاستفادة من هذا الزخم الثوري العظيم لدى الشعب السوري بكل مكوناته وطرح برنامج ومشروع سياسي يستقطب هذه المكونات ويوحدها في مواجهة النظام ويحقق أهداف الثورة وينهي حقبة الاستبداد ، بل استفاد النظام من هذا الخلل وتمكن من تحييد العديد من مكونات الشعب السوري ونجح النظام في إيقاع المعارضة في فخ عسكرة الثورة وتحويلها إلى حرب أهلية و تشكيل منظمات ارهابية ساهم كل هذا في التدخل الدولي في سوريا بحجة مكافحة الإرهاب دون ان يقدموا أي حل حقيقي للأزمة السورية ، وفشل المعارضة بتبني مشروع سياسي للمستقبل السوري ساهم في فقدانها معظم دول العالم المعروفة بأصدقاء الشعب السوري وانعكس ذلك بشكل عميق على مسار الثورة .

لقد شارك الشعب الكردي في الثورة منذ اليوم الاول لانطلاقتها وكان له الدور الفعلي في ايقاد الثورة بمكوناتها ورغم ذلك يتعرض شعبنا في عفرين و سري كانييه إلى انتهاكات فظيعة من قبل فصائل محسوبة على المعارضة وتمارس هذه الميليشيات التغيير الديمغرافي في هذه المناطق .

اننا في تيار مستقبل كردستان سوريا بمناسبة الثورة السورية نؤكد ضرورة توافق دولي لإيجاد حل فوري للازمة السورية وإيقاف هذا النزيف الدموي ، كما نجدد قناعاتنا التي كنا وما زلنا نعمل من اجلها ، بان الديمقراطية هي هدف مركزي يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ويشكل جوهرها الحرية وسيادة الشعب وتداول السلطة و كنظام سياسي تحقق دولة الحق والقانون ، دولة مدنية تعددية قائمة على فصل السلطات وتقر بالتنوع القومي والديني على ارضية الحق والواجب عبر دستور توافقي يصون للجميع حقوقهم ويلغي كافة السياسات العنصرية والاستثنائية التي طبقت بحق الشعب الكردي على ارضية ان قضية شعبنا هي اقليمية ودولية ، كما نرى ضرورة لملمة الصفوف وتوحيد الجهود من اجل الضغط والاستفادة من الواقع الجديد الذي احدثته الثورة السورية.

وبهذه المناسبة لا يسعنا الا ان ننحني اجلالا واكراما لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو وكل شهداء الحرية والكرامة الذين قدموا اغلى ما يملكون من اجل حرية وكرامة شعبنا وقضيته .


الهيئة التنفيذية
تيار مستقبل كردستان سوريا
قامشلو 14 آذار 2020

631