صبري فخري.. مناضلون بالصدفة
مراسل آرك صبري فخري .. قامشلو

صبري فخري.. مناضلون بالصدفة

Feb 19 2020

المناضل كما هو معروف, هو ذلك الإنسان المبدأي المتفاني الذي يضع نفسه في خدمة قضايا شعبه بكل إخلاص , و يعمل على الوصول به إلى بر الأمان , مستخدماً في بلوغ هدفه كل القيم و الأخلاق النبيلة و الشريفة, المناضل هو ذلك الإنسان الذي رضي أو إختار لنفسه أن يكون إنساناً مختلفاً و مميزاً, عن كل من هم حوله ,هوذاك الشخص الذي يقدس نفسه و يترفع بها ليبلغ الدرجات العليا من الإنسانية و التضحية, قبل أن يقدسه الآخرون .

المناضل الحقيقي, هو ذاك الذي لا ينفصل عن مجتمعه في أحلك الظروف و أصعبها ,و يتحمل العذاب و العناء قبل أي شخص آخر, ودن أن ينتظر المقابل من أحد , بل يجب عليه أن يؤمن بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع و لا يمكن أن ينفصل عنه تحت أي ظرف و أية حجة كانت, لأنه يعتبر الضمير الحي بالنسبة للآخرين الذين يقتدون به والمخلِّص الذي لن يتخلى عنهم مهما حصل , لذا يجب أن يكون في المقدمة دوماً ليكون قدوة في كل سلوكياته الشخصية منها و الغير شخصية, ويجب أن تتجلى شخصيته النضالية في ممارساته و أفعاله وليس أقواله فقط ,كل ذلك كي يكون هو الملهم للآخرين ممن هم حوله , و نبراساً يحذو النخبة و حتى العامة من الناس حذوه, و يتمنون الوصول إلى مستواه,و مكانته النضالية و الإجتماعية و الأخلاقية.

ليس المناضل الحقيقي هو ذاك الذي قد وصل إلى حلبات النضال بالصدفة أو بالطرق الملتوية و المخادعةو المزيفة,

و في أكثر الأحيان الوصول بالطرق السهلة و القصيرة التي لا تكلف شيئاً ولا عناءً, و لا تتطلب منهم سوى بعض المظاهر التمثيلية لدور المناضل و تقمص شخصيته, حتى يبدو للآخرين و كأنه مناضل حقيقي , حيث أنه و في أول إختبار له كمناضل, سرعان ما سينكشف معدنه الحقيقي و سيلحظ الجميع شخصيته الحقيقية والغير النضالية، المزيفة و المزورة, و بأنه ليس سوى مجرد مارق بالصدفة في ملعب النضال ولا يمكنه الصمود و الإستمرار في حلباتها.

مقال جديد في جريدة كوردستان العدد /626/

المقال يعبر عن رأي الكاتب

718