علي تمي: الاتحاد الديمقراطي .. اللعب في الوقت بدل الضائع !!

علي تمي: الاتحاد الديمقراطي .. اللعب في الوقت بدل الضائع !!

Dec 11 2019

معظم الساسة والمثقفين يعتقدون بان "الاتحاد الديمقراطي" وتحت مظلة " العمال الكوردستاني" اضاعوا اكبر فرصة ( تاريخية ) اتيحت لهم دولياً وإقليماً في سوريا بين عامي (2012 - 2016 ) ، ولم يكونوا قد يحلمون بها طوال العقود الماضية لكنهم أضاعوها رغم ( الفاتورة الباهظة ) -( انا اتحدث هنا عن 14 الف شهيد ومليون مهجر ونازح) - نتيجة التخبط السياسي والرؤية القصيرة والتفكير القروي ( الجبلي ) في التعامل مع المتغيرات التي حدثت في بنية الإنسان ( الكوردي السوري )نحو التطور والحداثة في المجال السياسي والثقافي وحتى الاقتصادي..

بينما انا ، رغم دقة هذا الكلام ، اخالف اصحاب هذا الرأي ولو قليلاً ، اعتقد بان الفرصة الذهبية التي اتيحت لهم في تركيا خلال أعوام (2014،15،16) كانت اكبر بكثير من التي اتيحت لهم في سوريا ، والنتائج كانت بارعة ، وهوه عبور اول حزب (كوردي) مع احتواء جميع المكونات الى قبة البرلمان ، وبالتالي إخراج القضية من بين أيدي مخالب وقبضة ( حراس القرى ) الى الاعتراف الرسمي و المحافل الدولية ، ومن ثم الى مقر الاتحاد الأوربي الذين منح لهم اول دفعة مساعدات ( الملايين الدولارات) وتشجيعاً لهم لدعم البلديات والبنية التحتية في المناطق ذات الأغلبية الكوردية ، ودعم الجامعات باللغة الكوردية ، وفتح قناة فضائية رسمية لهم ، ودخول الاتحاد الأوربي على الخط وتشجيع الحكومة التركية نحو هذا الاتجاه ، ونتيجة لضعف الخبرة السياسية او ربما ل( اجندات إقليمية ) كان اول ظهور ( لقائدهم المسجون ) على قناة ( المنار ) الإيرانية والتناغم مع ( المحور المقاومة ) وحفر الأنفاق في المناطق الجنوبية للبلاد بهدف ( حماية القرى والمدن ) وبالتالي قدموا خدمة مجانية لحزب القومي التركي (العمل القومي ) - اليميني المتطرف ، وبعدها أخذت العملية السياسية في تركيا منحى معاكس وحدث ما يحدث ..

وكان يمكن لو استغلوا الفرصة التاريخية التي اتيحت لهم في تركيا ان تنعكس ايجاباً على الوضع في شرق الفرات داخل سوريا ، وكان من الممكن ان تحدث معجزات تحت مظلة ( الناتو ) في سوريا لولا ارتباطهم ب ( أجندات ايران )في المنطقة ..

وبالمحصلة .. كم احزن على الأشخاص الذين لازالوا يتأملون من" جنرالهم المفترض" ان يحقق ( احلامهم ) .. على ما يبدوا لم يستفيدوا من تجاربهم السابقة في سوريا وتركيا.. بين عامي (2012 -2016) .. ويحالون اللعب في الوقت بدل الضائع ..

وللحقيقة اقول فشلهم يؤلمنا جميعاً لاننا مشاركون في دفع الفاتورة رغماً عنا .

على تمي - عضو العلاقات في المجلس الوطني الكوردي في كوباني


المقال يعبر عن رأي الكاتب

1067