هل هو انتحار أم انتصار؟

هل هو انتحار أم انتصار؟

Nov 05 2019

هل هو انتحار أم انتصار؟
هوشنك بشار

كتبت في مقالتي بتاريخ 20 حزيران من عام 2019 المعنونة (عودة ذاكرة الماسي الامريكية التي صاحبت غزو العراق الي واجهة الاهتمام الامريكي تغزي السجالات الانتخابية حيث يشهد الوسط السياسي الامريكي انقسامات حول العديد من الملفات من ضمنها الملف الايراني ) الى جانب الملف الاكثر الاهمية في الوقت الراهن وهو الانسحاب الامريكي من كوردستان سوريا وانهاء الحروب والوفاء بالتزاماته الانتخابية للامريكيين الا ان في تصور الاخرين هناك تخبط في كيفية تحديد الخط الفاصل في احتساب السياسة المتبعة من قبل ترامب. فهل تخلت واشنطن عن حلفائها المحليين وسلمت الجناح العسكري لحزب العمال الكوردستاني كطعم الى تركيا مقابل قضايا استراتيجية مهمة ام ياتي ذلك ضمن الاتفاق مع روسيا كفخ لتركیا واستنزاف قوة جمیع المتصارعین المحلیین مع ابقاء عدد من جنودها لحماية ابار النفط في كوردستان سوريا والتي هي النقطة المركزية الاساسية التي يمكن بناء العديد من التساؤلات والتحليلات المستقبلية عليها؟ فهل بذلك يخاطب ترامب الامريكيين مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية ويخلق ارباكا للقوة المتصارعة في سوريا وعلى سوريا، و تكون بمثابة مراوغات ومناورات تخدم مصالحها ام انها سياسة انتحارية لترامب في سوريا بتسليم المنطقة الكوردية الى روسيا الا ان البعض الاخر يعدها انتصارا لترامب، فهو يحاول تغير المنطق الامريكي من شرطي العالم الى لعب دور اخر مما يؤدي الى تقلیص الدور الامریكي عسكريا فی الخارج بحيث ینسجم مع الرغبة الشعبية الامریكیة في الانتخابات الامريكية القادمة.

هل هم حلفاء ام شركاء
تناولت العديد من الصحف و الاوساط السياسية المحلية و الدولية والكوردية عن خيانة واشنطن لوحدات حماية الشعب ي ب غ التي هي الجناح العسكري لحزب العمال الكوردستاني بعدما قدمت 11 الف شهيد مقابل 3 من الجنود الامريكيين ان قضية التركيز على المصطلحات جدا مهمة والاستماع الى وجهات النظر كل الاطراف في غاية الاهمية لانه من خلالها تبنى المواقف والتحالفات السياسية.

فهل يمكن القول ان ال ب ي د هم حلفاء ام شركاء ام هناك تسمية سياسية اخرى؟

الحليف يعني تربطهم القيم والمصالح مع واشنطن اما تسميتهم بالشركاء بمعنى تربطهم المصالح هنا اين تكمن هذه العلاقة بين الطرفين امريكا و ب ي د اعتقد جازما لا يوجد ارتباط بين هذين المصطلحين وبين الطرفين.

فقد توهمت هذه الوحدات وجناحها السياسي ب ي د انهم حلفاء استراتيجيون و شركاء حقيقيون لكن التسمية الدقيقة للعلاقة هوتعاقد المحلي ينتهي مع انتهاء المهمة .

هل يعود النظام الى منطقة سيطرة القسد؟
يمكن طرح تساؤل من نوع هل عودة النظام المنسحب من عام 2013 لاجل حماية العاصمة الى كوردستان سوريا؟ وهل غادرت فعلا امريكا المنطقة ....هنا يمكن ان نميز بين حالتين

الحالة الذاتية : اعتقد النظام لا يملك القوة العسكرية الكافية للعودة والانتشار ربما تعود بشكل رمزي مع علمها لاجل الاعلان عن سيادة سوريا ولكن لن تبقى كثيراربما تظهر قوة رادعة عسكرية لها.

الحالة الموضوعية :لعلني استعين بمقالتي و اعود الي 17 فبراير من عام 2019 عندما كتبت تحت عنوان المنطقة الامنة والخيارات الصعبة ( امريكا لاتريد عودة النظام الى مناطق سيطرة قسد لان عودة النظام يعني عودة ايران وازدياد نفوذها وهذا ما ترفضه امريكا فهل غادرت امركيا بسهولة هذه المنطقة اما امكانية حصول منطقة امنة بقرار دولي وحماية دولية يبدو الامر مستبعدا وفي نفس الوقت روسيا تسعى لتحقيق متناقضين: ارضاء تركيا وعودة النظام الى مناطق سيطرة قسد لذلك طرحت امكانية تفعيل اتفاقية اضنة التي تسمح لتركيا بمطاردة عناصر حزب العمال الكوردستاني بعمق خمس كيلو متر او ربما اكثر ضمن الحدود السورية الشمالية.

.



المقال يعبر عن رأي الكاتب

1487