الحرب السورية واقتصاد الدول المحاربة

الحرب السورية واقتصاد الدول المحاربة

Oct 07 2019

الحرب السورية واقتصاد الدول المحاربة
هوشنك بشار

إن الكثير من البلدان عانت من الآثار السلبية للتحول إلى اقتصاد الحرب. ويجب على مواطني أي دولة مقبلة على حرب أن تدرك أن مستوى معيشتهم سيقل من أجل توفير المزيد من المواد للقوات,سوف تتراجع القدرة الشرائية للبلد بشكل جدا كبير ويعتبر حالة طبيعة في ظل الحروب الا ان الحالة السورية مخيفة ومرعبة لم تشهده العالم منذ الحرب العالمية الاولى والثانية تدمرت سوريا بشريا- اقتصاديا - اجتماعيا - ثقافيا .- سياسيا .... الخ ولكن هل سيبقى الوضع محصورا في سوريا دون ان تتأثر به الدول المجاورة والإقليمية والغربية هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال تساؤلات من نوع -

هل تأثرت اقتصادات الدول الإقليمية بالحرب السورية ؟؟؟؟ هل أثرت على سوق العمل والعاملين؟؟

:"من الطبيعي أن تؤثر اقتصادات الدول الإقليمية في الحرب السورية من منطلق أن لكل دولة قنوات سياسية وعسكرية تنتقل من خلالها أموال تلك الدول إلى اتجاهات وجماعات مختلفة لخدمة أهداف تسعى تلك الدول إلى تحقيقها في مجال ما ينعكس إيجابيا لمصالح تلك الدول. ومثال ذلك تقديم الدعم المادي والعسكري والسياسي والدبلوماسي لتلك الجماعات والاتجاهات حيث تصرف مبالغ طائلة لتحقيق تلك الأهداف ليس في خدمة الشعب بل في خدمة مصالح تلك الدول. أما في مجال سوق العمل فإن تلك الدول اختزلت سوق العمل داخل الحدود السورية في المجال العسكري واضطرار كثيرين من العاطلين عن العمل على الانخراط في صفوف تلك الجماعات لتأمين معيشتهم وتسيير أمور عائلاتهم المحتاجة فضلا عن تشكيل كثير من التنظيمات التي رفعت شعارات الإغاثة والمساعدات دون أن تنجز مهامها إلا في إطار خدمة تلك الجهات الداعمة.. بذلك يمكن القول إن اقتصادات الدول المجاورة لم تدخل في المسألة السورية من أجل السوريين بل من أجل مصالح تلك الدول وغاياتها السياسية".

"يحلل الاقتصاديين أن الحرب السورية طغت بتأثيراتها ليس فقط على إقتصادات الدول الإقليمية وإنما أيضا وبشكل عام على إقتصادات الدول الغربية والعظمى على وجه الخصوص حيث كانت التأثيرات تتراوح بين الإيجابية أحيانا والسلبية أحيانا أخرى" .

* التأثيرات الإيجابية للحرب السورية على إقتصادات الدول الغربية وخاصة العظمى منها : 1- إن ركود سوق الأسلحة وشركات تصنيعها جعلت من تلك الشركات تجد ضالتها في مثل هذا الحرب منفذا آمنا للخروج من حالة الركود التي تعيشها لتجعل من الساحة السورية سوقا نشطة لتصريف تلك الأسلحة التي أصيبت مستودعاتها بالتخمة نتيجة الكساد وهذا يفيد بالتالي زيادة فرص العمل أيضا وتنشيط سوق العمل وخاصة في مجال سوق الأسلحة في تلك البلدان .

2- الدول العظمى عملت على الاستفادة من تلك الحرب الى أقصى حد لتنشيط اقتصادها إضافة إلى الأهداف السياسية التي تحققها من جراء تلك المعضلة السورية حيث أن إنعكاسات الحرب السورية جعلت من إيران تهدد الدول الخليجية بشكل أكثر مما كان عليه الأمر سابقا مما جعلت تلك الدول تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية لحمايتها وبكل تأكيد فإن تلك الحماية لن تأتي من الفراغ وإنما لابد من فاتورة تكون بموازاة تلك الحماية فكان لابد من النفط أن يكون البدل المطلوب في هذا الشأن وشراء كميات كبيرة من الأسلحة ن قبل الدول الخليجية كما فعلت السعودية والإمارات .

3- رؤوس الأموال هجرت من سوريا إنطلاقا من القاعدة الإقتصادية القائلة أن رأس المال جبان يهرب من مناطق النزاعات والحروب إلى المناطق الأكثر إستقرارا وعليه مثلا خرجت الكثير من رؤوس الأموال الى الدول الغربية فأنعشت إقتصادات تلك الدول والكثير منها أنتقلت بأسماء مالكين مستعارين خشية من تجميد تلك الأموال .

4- بعض الدول الغربية استفادت من اليد العاملة السورية لاسيما الدول الهرمة سكانيا وخاصة الدولة الإلمانية التي أستطاعت إستقطاب عدد هائل من اللاجئين السوريين وهي تسعى حاليا إلى تأهيلهم بغية جعلهم بمثابة المضاد الحيوي للمجتمع الإلماني الكهل لبث روح الشباب في سوق العمل الإلماني .
5- قد يكون للحرب السورية تأثيرا سلبيا على إقتصادات بعض الدول الغربية وليس جميعها نتيجة زيادة العمليات الإرهابية التي تؤثر على نحو ما في سوق العمل نتيجة الذعر الذي يؤثر على الإستثمارات والخوف الذي يعتري جسد المستثمر في هذا الشأن .

* التأثيرات السلبية للحرب السورية على إقتصادات الدول الإقليمية :

1- الدول لإقليمية تأثرت إقتصاداتها بنيران الحرب السورية وخاصة على النحو الذي نوهنا إليه بخصوص دول الخليج على سبيل المثال .

2- سوق العمل تضررت كثيرا في تلك البلدان الخليجية وخاصة نتيجة تأثر أسعار النفط الذي يشكل المورد الرئيسي لتلك البلدان فبعد أن وصل سعر النفط الخام الى مستوى منخفض جدا مما ألحق خسائر فادحة بإقتصاديات الدول الخليجية وأصيبت ميزانيات بعض الدول منها بالعجز كما أن بعض المصارف في تلك البلدان إلى مراحل نتيجة إنخفاض أسعار النفط وكادت أن تعلن إفلاسها وخاصة في الإمارات العربية .

3- بدأت اليد العاملة السورية تزاحم سكان بعض الدول مثل تركيا ولبنان في فرص العمل مما خلقت أزمة إجتماعية وإقتصادية في تلك البلدان وأفرزت مسألة البطالة كأمر واقع ومشكلة عويصة واختلال في ميزان سوق العمل وإنخفاض الرواتب فيها لكون العامل السوري كان يعمل براتب أقل وعدد ساعات كثر من العامل الأصلي مما جعل صاحب العمل يستعين بالعامل السوري ولا يستعين بالعامل الأصلي .

4- بعض الدول الإقليمية مثل تركيا أستفادت من المعامل والمصانع السورية حيث قام أصحاب العمل بنقل تجهيزات تلك المعامل والمصانع الى تركيا وإشادة معامل ومصانع هناك وهذه بالطبع نقطة إيجابية وليست سلبية بالنسبة للإقتصاد وسوق العمل التركي

المقال يعبر عن رأي الكاتب

836