بكائيات روجآفاي كردستان

بكائيات روجآفاي كردستان

Jul 19 2018

بكائيات روجآفاي كردستان ......روني قامشلو
عن الصور والأعلام وقضايا الوكالة
تبقى سلطة الوكالة مرهونة بإرادة الموكل وساعته وتوقيته كما أن الحقوق لا تسقطها الأيام والأعوام.
ينوب الوكيل عن الأصيل في إدارة الأموال والأملاك المنقولة وغير المنقولة وينوب عنه حسب ما يخوله الأصيل من صلاحيات قانوينة حصرية بشخصه, في روجآفاي كردستان ينوب عنه في تقرير مصير البشر ايضاً, فيعتقل ويغتال وينفي ويسطو على أموال وأملاك "الخونة", لكن عندما يحضر الأصيل ويقرر أن يلغي الوكالة فهذا حقه في شرع الله وقوانين العباد الوضعية, وتصبح الأمور قياساً على مبدأ إذا حضر الماء بطل التيمم ويا زيد كأنك ما غزيت وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
بدايةً الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا وعظم الله أجرنا وأجركم وكفى الله المؤمنين شر القتال وتصبحون على مسرحية جديدة دون حبكة وتكاليف باهظة, فشعبنا أصبح خبيراً وعلى دراية في فهم النصوص والسيناريوهات والحبكات الدرامية, يعني باللهجة الشامية بيلقطها وهي طايرة.
سؤل أحد أبناء/مجانين عامودا المعروفيين عن سبب إزالة الصور والأعلام في الساحات والشوارع فكانت إجابته نقلاً عن الكادر الفلاني :لحماية صور الشهداء والقائد من لهيب الصيف الحارق وأمطار الشتاء وغبار الخريف.

لكن حاكمنا العرفي آلدار خليل (وليدو) افتى من حسينيته أن الصور والأعلام أعاقت الإشارات المرورية وشوهت جمالية مدننا وأمر بإنشاء مؤسسة خاصة بالدعاية والإعلام تكون وظيفتها الاهتمام بصور القائد محاطاً بصور الشهداء ولضبط فوضى الأعلام المزركشة, لذلك اصدرالرفيق(حورونو) جوزيف الرئيس المشترك لهيئة البلديات والبيئة, وهو رفيق بعثي سابق إنتسب بعد إندلاع الثورة السورية إلى صفوف حزب الإتحاد السرياني الشريك في الإدارة الذاتية, بياناً استوحى من فكر الحاكم العرفي ومن شروحاته نصاً بديعاً استهل في مطلعها" أيمانا منا بجمالية المدن والحفاظ على منظر لائق لشوارعنا وحفاظاً على حالة التنظيم للإعلانات الطرقية تم إنشاء مؤسسة روج للدعاية والإعلان", إداراتنا تلد في اليوم عشرات المؤسسات التي لا وظيفه لها سوى تبرير وترقيع ردّ الأمانة إلى الموكل.

كي نكون منصفين لا ترد الأمانات دفعة واحدة لعدم إثارات الشبهات الإقليمية والدولية ولأن تركة ثورة 19 تموز2012 "الذهنية" التي شرحها سيهانوك ديبو والتي ضربت جذورها عميقاً في روجآفاي كردستان, ثقيل الوطئة على عوائل الشهداء ولحساسية الظرف التي ما زلت الإدارة حذرة وتعاني من صعوبات جمّة أبرزها معوقات داخلية من بعض الذين صدقوا الكذبة ويمانعون تسليم الأمانة وما رافق ذلك من تصفيات داخلية, وكي لا ننسى وفاءً وأحتراماً لرفاق الخط الثالث من درويش وآلي أبقت الإدارة على بعض الصور المزيلة بالعبارة الخالدة للقائد المفدى( Şehîd Rêberê Tekoşîna me ne ) وهذه العبارة مترجمة إلى اللغة العربية "الشهداء قادتنا المعنويون", لم أجد, وقد سآلت العديدين المهتمين والضالعين باللغة الكردية عن سر هذه الترجمة الغريبة لم يجدوا تفسيراً منطقياً باستثناء أن القائد آبو هو القائد الفعلي وما عداه "حتى الشهداء" قادة رمزيون فقط , ولا مجال للأحياء والأموات في منافسة مقامه المقدس بأختام محور قم-قنديل-القرداحة.


المقال يعبر عن رأي الكاتب

1025