عودة ذاكرة المآسي الامريكية

عودة ذاكرة المآسي الامريكية

Jun 20 2019

عودة ذاكرة المآسي الامريكية
هوشنك بشار

عودة ذاكرة الماسي الامريكية التي صاحبت غزو العراق الى واجهة الاهتمام الامريكي تغزي السجالات الانتخابية ، حيث تشهد الوسط السياسي الامريكي انقسامات حول الملف الايراني والملفات الاخرى في كيفية تحديد الخط الفاصل بين اعتبار هذه الملفات داخلية او خارجية و نوع السياسة المتبعة هل هي انعزالية ام تداخلية وتأثيرها على المواطن الامريكي اقتصاديا وبعدها الانتخابي في تحديد هوية الفائز في الانتخابات الامريكية المقبلة

فلم ينسَ الامريكيون جمهورين وديمقراطيين حرب العراق التي اختلف عليها الحزبين من حيث الهدف والاستراتيجية المتبعة

فكانت التساؤل الذي يبادر الى الذهن الامريكي هل حققت غزو العراق اهداف استراتيجية مهمة للولايات المتحدة الامريكية وهل ايران المحطة القادمة .....
استعراض وجهات النظر الامريكية

يقول بول بريمر الحاكم الانتقالي السابق في العراق في احدى مقابلاته التلفزيونية لقد حقق الغزو الاطاحة ب دكتاتور شرس كما انه حقق اهداف استراتيجية للولايات المتحدة الامريكية اعتقد ان تصريح بريمر يعني انهم لن يقلصوا تواجدهم في منطقة الشرق الاوسط لإحداث فراغ يستفيد منه امبراطوريات تريد ان تستعيد الدور الريادي لها في المنطقة وبذلك اضعاف التواجد الامريكي فالكل يحاولون بسط نفوذهم وايجاد موطئ قدم لها وهذا وضع مقلق للغاية من وجهة النظر الامريكية باتريك شاناهان وزير الدفاع الامريكي بالوكالة تحدث الوزير عن اهداف بلاده بعدة نقاط جوهرية هو ان :
هدفنا اعادة تموضع قواتنا لمنع الهجمات على مصالحنا وقواتنا المتواجدة في المنطقة وايضا منع الحسابات الايرانية الخاطئة ووصف ما يجري من الاستعدادات هو للردع وليس لاجل الحرب

السيناتور بيرني ساندرز مترشح الانتخابات 2020

تحدث السيناتور عن الحيلة التي تعرضوا لها من قبل ادارة بوش الابن ابان حرب العراق حيث ذكر انه في عام 2003 قيل لنا ان العراق يمتلك أسحلة دمار شامل وخسرنا حياة اكثر من 4000 الاف مريكي شجاع وقتل المئات الالاف من الناس من المنطقة وهجروا من بيوتهم اؤمن بان الحرب مع ايران ستكون كارثة مطلقة

سيناتور لينزي غراهام عضو جمهوري في مجلس الشيوخ

نقول للايرانيين قد هجمتونا في السابق وقمتم بتزويد عبوات ناسفة خلال حرب العراق قتلت ثلاث مئة امريكي على الاقل في تلك الايام ، ولن تتمكنوا من استهداف المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط دون تحمل التبعات
في تصوري

السجالات الحالية بين الحزبين حول الملفين العراقي و الايراني اعادة بالذاكرة الى فترة ما قبل غزو العراق كان العديد من الديمقراطيين انذاك قد عارضوا فكر الغزو وشككوا في زعم ادارة الرئيس جورج بوش بشان اسلحة الدمار الشامل
ولكن في النهاية اضطروا الى التصويت لصالح الغزو وتغير النظام في بغداد

هل الملف الايراني قضية انتخابية امريكية ؟

نلاحظ في الانتخابات الامريكية السابقة كان الموضوع الايراني قضية انتخابية فبرنامج الحزب الجمهوري ركز على الغاء الاتفاق النووي مع ايران وايضا لن تسمح لايران بالاعتداء على اصدقاء امريكا في المنطقة الا ان الحكمة التقليدية تطفو لتقول ان الناخب الامريكي ينتخب جيبه وينتخب الوضع الاقتصادي فكل الموشرات تقول ان ترامب لن يقود حرب ضد ايران مع الاقتراب من موعد الانتخابات خوفا من ارتفاعات اسعار الطاقة مما يوثر على الناخب الامريكي،الكثيرون يعتقدون هي قضية تصعيدية حيث يخدم الادارة ويخدم قطاعات واسعة من الاقتصاد الامريكي منها المجمع الصناعي العسكري و القوات المسلحة و صناعة الاسلحة فقد عمل ترامب على خلق فرص العمل وتخفيض معدلات البطالة بشكل كبير

كل ذلك ينفي تكرار سيناريو الحرب هذه المرة مع ايران كما فعلها جورج بوش الابن مع العراق وخاصة في هذه المرحلة ومع اقتراب الانتخابات الامريكية .

هل الاختلاف بين الحزبين الامريكين حول الملف الايراني شيء جديد؟

من وجهة النظر المحلليين السياسين الامريكين بان الحرب لن تحدث وان الاختلاف يمكن تحديدها كنوع من اطمئنان المنافق

فان تصريحات الديمقراطيين بتوجيه اتهامات الى الجمهورين بانهم يدفعون الوضع نحو حرب كلها من اجل التعبئة و الحشد على المستوى السياسي لها ابعاد انتخابية اضافة الى ذلك الغاء الاتفاق النووي ادت الى ارتفاع اصوات المعارضين الديمقراطيين مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية حيث يعول الايرانييون على امكانية فوز الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة من اجل العودة الى ما قبل الغاء الاتفاق النووي فماذا لو وصل الرئيس الديمقراطي الى مركز الرئاسة هل سيبدل من هذا الاتفاق التي تم الغاءه من قبل الجمهوريين وايضا التي لاقى قبولا واسعا من المزاج العام الامريكي بعد ما اثبت نجاحه



المقال يعبر عن رأي الكاتب

1418