34 عاما على رحيل الفنان جميل هورو

34 عاما على رحيل الفنان جميل هورو

Sep 19 2023

جميل رشيد علي هورو الفنان العفريني العريق والمعروف بصوته الجبلي ولد بتاريخ 10/3/1934 في قرية سعرينجك – بمدينة عفرين في كوردستان سوريا.

تزوج الفنان الراحل جميل هورو بحياته ثلاث مرات من حنيفة حسن من قرية معبطلي تزوجها عام 1959م وأنجبت له عام 1960 ولداً سماه أحمد و”بلنك” كان لقبه ولذلك كان يلقب الفنان الراحل جميل هورو بـ”بافى بلنك” وقد توفي “بلنك” في غارة للطيران الإسرائيلي مع عدد من العمال الكورد الذين كانوا يعملون في إحدى المزارع اللبنانية إثر القصف الإسرائيلي عام 2006م .

أما زوجته الثانية فكانت باسم فيدان محمد من قرية زيتونك تزوجها عام 1961م وله منها من الأبناء: محمد رشيد (حنيف) 1965، هوريك 1969، حنان (الأول) 1973 واختطف وقتل في الثالثة من عمره في حادث غامض يتهم فيه أعضاء الحزب الشيوعي بالوقوف وراء الجريمة البشعة, إذ عُثِر على جثته بعد أيام في نهر عفرين وتشكل هذه الجريمة إحدى العلامات الفارقة في حياة الفنان جميل هورو وسمى وليده الجديد والذي ولد عام 1979 على اسم حنان وآخر العنقود من الذكور هو علي تولّد 1983م. أما الإناث فهن: مزكين عام 1967م، سلطان 1978، نارين 1982، كوردستان 1984م. وزوجته الثالثة كانت باسم عيشه هوشان تزوجها عام 1985 .

كان عمله الآخر إلى جانب الغناء, النجارة حيث عاد إليها مرة أخرى في أواخر حياته وفتح محل نجارة بناحية جنديرس في عفرين وكان يعمل بالمحل ليعيل الأسرة رغم كبره بالعمر وآلام جروح العملية التي كان قد خضع لها في وقت قريب وكذلك مارس عدد من المهن بحياته؛ منها فتح مقهى بحي الشيخ مقصود بمدينة حلب وكانت تعرف باسمه (مقهى جميل هورو المعروف) وافتتح قاعة للعرائس عند قرية تل سلور بالقرب من جنديرس.

حياته السياسية:

كان الراحل جميل هورو أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا وتعرض نتيجة نشاطه السياسي للاعتقال والملاحقة والسجن, ففي فترة الوحدة بين سوريا ومصر 1958 تعرض للتعذيب الشديد على مدى ثمانين يوماً كونه قام مع ثلاثة آخرين من رفاقه بإشعال شعلة نوروز, ويعتبر هم أول من أشعلوا نيران نوروز في المنطقة وبعد خروجه من السجن, نُقِل لمشفى الرازي بمدينة حلب للعلاج، لكن عندما علم الطبيب بأنه كوردي وسياسي رفض المعالجة وتم على إثر ذلك مداواته في بيت أحد الأطباء الكورد.

ونتيجة الملاحقات الأمنية, اضطّر إلى الخروج من سوريا مع عائلته إلى تركيا وبقي هناك فترة من الزمن باسم مستعار “عبد القهرمان” ثم انتقل إلى إقليم كوردستان حيث بقي فترة من الزمن بضيافة القائد والبيشمركة عيسى سوار بقضاء زاخو في إقليم كوردستان .

حياته الفنية:
كان عمره عشر سنوات عندما تتلمذ في قرية جولاق على تلاوة الآيات القرآنية والتي شكلت أساساً متيناً للنغمة الموسيقية لدى الفنان الراحل جميل هورو واكتشف أنه يملك حنجرة ذهبية وهو يتلو الآيات أو بعض الأناشيد المدرسية والدينية .

ترك هورو التعليم الديني ليبدأ حياته مع الأغنية الكوردية في الأعراس والاحتفالات العفرينية حتى بداية الستينيات من القرن الماضي وفي منتصف الستينيات _عامي 1965 و1966_ سجل أولى ألبوماته وإسطواناته في أستوديو بحلب مثل أغاني؛ (Memê Alan, Feteh beg, Ûsib Şer, Xana Dinê, Eyşa Îbê, Dizo, Cebelî, Xemê Zalim, Tosino, Wey lawo.. Lo bavo) .. وغيرها الكثير من الأغاني التراثية الفلكلورية مع بعض الأغاني الخاصة به مثل أغنيته الأخيرة “لو بافو”.

كانت تلك المرحلة الأولى من مشواره الفني ولكن ونتيجة الملاحقة الأمنية فقد غادر البلد عام 1970م إلى تركيا وقبل ذلك فقد زار تركيا مرات عدة وسجل مع الفنانة الكوردية عيششان وقد عزف لهما عارف صاغ الموسيقي الكوردي المعروف بتركيا.

وكان في لقاء يجمع بينه وبين عدد من المطربين الكورد في تركيا من بينهم نوري سوزكوزل، رفع الأخير قبعته احتراماً وتقديراً للفنان الراحل جميل هورو وذلك بعد أمسية غنائية مشتركة .

بعد عودته من إقليم كوردستان وتلك السنوات من العمل السياسي وقربه ومعايشته للحدث الثوري للبارزانيين, تشكّل منعطفاً جديداً في حياة الراحل الفنية وقد انعكس ذلك في ألبوماته التي سجلها في المرحلة الثانية من مشواره الفني في الغناء الكوردي حيث نجد الأغاني التالية: (Leyla Qasim, Şêx Seîd, Ebro kevan, Keça Kurda, Berzanî, Pêşmergê Kurd, Newroz, Delalê Milanî, Ay felek ..felek, Gula Nesrînê) وغيرها من الأغاني التي تمجد الثورة الكوردية ورموزها النضالية.

شارك الراحل جميل هورو في مهرجان سوق الإنتاج في 2/7/1972 مع عدد من الفنانين الكورد والعرب وذلك في سينما ريفولي بلبنان في مهرجان واحتفال عيد النوروز وكذلك شارك برفقة عفرين للرقص في احتفال نوروزي آخر بمدينة قامشلو مع كل من المطربين؛ صلاح رسول، محمود عزيز، سعيدو، سعيد يوسف.

أغنى الراحل جميل هورو المكتبة الكوردية بالعديد من التسجيلات والأغاني الفولكلورية والتراثية بالإضافة إلى أغانيه الخاصة وقد سجل عدد من الألبومات في تركيا مثل:
Bedev, “Bedew” can.
Salih bey, “beg”.
Lo lavo, “lo lawo”.
Mem û Zîn.
Teyar axa.)
مما جعله أحد أهم الرموز الغنائية العفرينية وكان الراحل يستمع إلى بعض المطربين الذين كانوا يحظون عنده ببعض الخصوصية مثل؛ محمد شيخو، تحسين طه، نشأت آرتاش، نوري سوزكوزل ومؤخراً الفنان الكوردي شفان .

وفاته:
رحل الفنان جميل هورو بتاريخ 19/9/1989 من مساء يوم الخميس في مشفى ابن رشد بحلب وذلك إثر مرض عضال, دفن في مقبرة حنان القريبة من كفرجنة بعفرين وذلك إلى جانب “نوري ديرسمي” المناضل الكوردي وتقول بعض المصادر أنه قام بتوصية ابنه البكر “بلنك” بأنه عندما تقام كوردستان الحرة عليه أن يأتي مع الطبالين والمزغردين لقبره ليقول له؛ “قم .. قم؛ فقد تحقق الحلم”.

488