التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا عن شهر آذار

التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا عن شهر آذار

Apr 11 2023

آرك نيوز... صدر التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا عن شهر آذار 2023 تناول مواضيع عدة على الصعيد الكوردي والسوري وآخر المستجدات في المنطقة.
وتلقت ARK نسخة من التقرير جاء فيه:

مازال مسار المجتمع الدولي بشأن الأزمة السورية متوقفاً حتى الآن، وحصلت تطوّرات أخرى لم تكن في الحسبان نتيجة الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا ومنطقة عفرين وناحية جندريس من كوردستان سوريا، ما شدّ اهتمام العالم به، وبما شمل حتى هيئة الأمم المتحدة، وتمّ بعدها رفع العقوبات عن النظام السوري بشكلٍ مؤقت، واستطاع هذا الأخير استثمار الحالة المستجدة لمصلحته سياسياً واقتصادياً، وسعى في تطبيع العلاقات مع بعض الدول التي ساهمت في مدّ يد العون والمساعدة للمنكوبين والمتضررين مما نتج عن الزلزال، ومع كل ذلك أكدت الأمم المتحدة ومعها أمريكا وأوروبا عزمها على مواصلة الجهود والمساعي الحثيثة بشأن الحل السياسي للأزمة السورية وفق القرارات الدولية ولاسيما القرار 2254 ومرجعية جنيف1، وأمريكا تؤكّد باستمرار على تواجدها في المنطقة وخصوصاً العراق وسوريا طالما هناك إرهاب (داعش) وستظلّ تدعم، وتؤازر القوى المعنية في هذا الصدد.

أما محور استانا- سوتشي، فإنه يمارس نشاطاً متميزاً في الفترة الأخيرة، حيث لقاءات ومساعي اجتماعات رباعية "روسيا، تركيا، ايران، والنظام السوري" وكلٌّ منها بحسب مصالحها، وما يفسح لها من لعب دور في شأن الأزمة السورية، والعمل نحو مسار أو صيغ أخرى للحل لها على هامش العلاقات الدولية، أو حل بديل عن الحل السياسي الذي تنشدُ الأمم المتحدة ومعها الغرب وأمريكا.

روسيا تحاول تخفيف الحصار عنها بعد تورّطها في الحرب على أوكرانيا، وتسعى عبر هذا المحور نحو مصادرة القرار الدولي على أمل تحقيق نوع من التوازن مع أمريكا والغرب، خاصة بعد دخول الصين للمنطقة من خلال دورها ومساعيها في المصالحة بين ايران والسعودية، في حين يعلم الجميع أن الصين تنأى بنفسها عن صراعات لا تعود عليها بالنفع وخاصة مع الغرب وأمريكا، او ربما تحرّكها في هذا الصدد يكون بتوافق مع تلك الجهات، ما يعني أن الرهان على دور الصين في الصراع مع الغرب هو غيرُ مجدٍ فيما تذهب إليه روسيا من مضايقة أو الحد من دور الغرب وأمريكا سواء في المنطقة او في حل أزمات المنطقة ومنها الأزمة السورية.

تركيا، تشهد حراكاً سياسياً واسعاً بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، خاصة أن مختلف الأحزاب السياسية بصدد اوسع تحالف استعداداً لهذه الانتخابات المرتقبة، وعليه فإن الحزب الحاكم " العدالة والتنمية " يسعى بكل إمكاناته في هذا المجال من أجل الحفاظ على شعبيته أو ناخبيه عبر ممارسات سياسية قد لا تتفق مع حلفائه الغربيين في الكثير من الجوانب، ومنها تفاعله مع المحور الذي تقوده روسيا عبر المصالحة مع النظام السوري، وبعض الأنظمة العربية الأخرى توافقاً مع برنامجه السابق " صفر المشاكل " مع دول الجوار، ومن ثم انتزاع ورقة المهجّرين السوريين من يد المعارضة، في حين أن مساعي المصالحة مع النظام السوري تواجه الكثير من العراقيل والعقبات التي تعترضها وفي المقدمة منها شروط النظام حيث يؤكد عليها باستمرار، أبرزها الانسحاب الكامل من الأراضي السورية والكف عن دعم المعارضة السورية بشقّيها السياسي والعسكري وغير ذلك من الشروط التي يصعب على تركيا تنفيذها، ما يعني أن تلك المساعي قد تبوء بالفشل ودون تقدّمٍ يُذكر بدليل أن الاجتماعات الرباعية تتعثر كثيراً وتؤجّل باستمرار.

إيران، تسعى في الشأن السوري لتثبيت تواجدها على الأراضي السورية وضمان عدم تهميش دورها في توافق بهذا الشأن كما حصل لها في المرة السابقة، وهي ترى اليوم أنها موضع اهتمام بعض القوى الدولية والإقليمية لما لها من أهمية في مجمل أزمات المنطقة وصراعاتها ولاسيما بعد التّدخّل الصيني في المصالحة بينها وبين السعودية، ما قد يراها البعض أنها ستكون عاملَ استقرارٍ في المنطقة بدءاً باليمن وسوريا والعراق وحتى لبنان، في حين يرى الغرب أن إيران لن تتوانى عن تدخّلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول، لأن ذلك من صُلب نهجها وعقيدتها أي أن التدخل متلازم بسياستها وتطلعاتها، ولولا ذلك لما حصل معظم تلك القلاقل وعدم الاستقرار الأمني في العديد من أنحاء المنطقة، من جانب آخر لا تزال إيران تعاني من أزمات وصعوبات في الداخل والخارج، حيث الضغوط الخارجية والقصف الإسرائيلي المتواصل على مواقعها داخل سوريا، واستمرار الاحتجاجات الجماهيرية واتساعها لتشمل أكثر من ثلاثين مدينة وبلدة، وحتى الأرياف وهي بمثابة انتفاضة جماهيرية عارمة أشبه بثورة سلمية على مستوى عموم مكونات إيران وخصوصاً القومية منها، ما يعني أن إيران أمام مستقبل مجهول.

العراق، حكومة السيد محمد شياع السوداني تسير بخطى حثيثة نحو تناول الملفات الهامة التي تعرقل عوامل تقدم العراق وتطوره منها ملف الفساد المالي والإداري، وقضايا الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، ويبدو أن السيد السوداني عازمٌ على الوفاء بالتزاماته الوطنية تجلى ذلك في خطواته العملية نحو حل تلك القضايا، منها ضمان حصة الإقليم من الموازنة العامة رغم قرار المحكمة الاتحادية خلاف ذلك، وكذلك موضوع تصدير نفط الإقليم عبر تركيا، والعزم على وضع قانون النفط والغاز، وكذلك موضوع المادة 140 من الدستور العراقي " مناطق ما سميت بـ المتنازع عليها " وبدأ باعتماد قيود سجلات الأحوال المدنية - في كركوك وغيرها- ما قبل التغيير الديمغرافي الذي نفذه النظام البائد، ويبدو أن الحكومة الجديدة جادة في حل قضايا الخلاف بمجملها سواء المتعلق منها بالوضع السياسي او الاقتصادي أو الاجتماعي أو مع دول الجوار، وعليه يكون العراق قد خطى نحو ترميم ما يمكن من الأوضاع على طريق التطور والتقدم .

إقليم كوردستان، قيادة الإقليم تسير وفق سياسات ثابتة ومتزنة، بما يملي عليها واجب خدمة العراق عامة وكوردستان خاصة، فهي تسعى للتوافق بين مكونات شعب كوردستان وقواها السياسية بما يحقق التعاون فيما بينها لخدمة الإقليم وشعبه، وبين مجمل القوى الكوردستانية والعراقية بما يحقق للعراق وشعبه مصالحه وعوامل تقدمه وتطوره، حقاً إنها سياسة دقيقة مستمدة من حكمة الرئيس المناضل مسعود بارزاني وإرادة شعب كوردستان وتطلعاته نحو المزيد من التطور والتقدم، تجلّى ذلك في العلاقات والمساعي الهادفة للتوافق بين القوى الكوردستانية الفاعلة من خلال التحالف والتعاون بينها نحو تعزيز شراكة حقيقية بينها، ومن ثم الانتقال إلى التعاون الجاد والمثمر مع الحكومة الاتحادية الجديدة برئاسة السيد محمد شياع السوداني باتجاه خدمة المجتمع العراقي بكلّ أطيافه ومكوّناته وانتماءاته القومية والدينية والسياسية، عبر تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وسياسة حكيمة ومجتمع متعاون متماسك من أجل خدمة العراق وتطوّره وتقدمه.

كوردستان سوريا، يوماً بعد آخر تزداد معاناة الناس جرّاء ندرة أو تدنّي مجمل مستلزمات الحياة التي تليق بالإنسان ولاسيما الاقتصادية والخدمية وحتى الإنسانية، ففي الجانب الاقتصادي تزداد البطالة، ويزداد معها ارتفاع الأسعار، ومع هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية تتزايد تدنّي القدرة الشرائية لدى المواطن وخصوصاً ذوي الدخل المحدود، وفي جانب الوقود والمحروقات تزداد أسعارها مع الأيام، والمفارقة لدى الناس أن منطقتنا هي منطقة الغاز والبترول ومشتقاته، وهي تفتقر إليها، وعليه يمكن الاعتقاد أن هناك من يتعمّد تشديد وتزايد معاناة الناس أو عبر خطة معينة يتعمّدها الفساد، وهكذا في جانب الكهرباء والمياه والخدمات العامة، حيث كان في السابق وقبل كهرباء سد الفرات كانت المدن السورية ومنها منطقتنا تعتمد المولدات المركزية في الإنارة، ثم هناك خبراء يؤكّدون على أن غاز جبسة يكفي لتوليد كهرباء تكفي عموم المحافظة، وهكذا المياه لا تزال محجبة عن مدينة الحسكة وإلى متى؟ وكيف؟ وما العمل؟
أما المناطق الأخرى وخصوصاً عفرين وجندريس، ومع استمرار تداعيات الزلزال الذي ضربها، وما نتج عنه من أضرار وخسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، تفاجأ العالم بالجريمة الشنيعة ليلة 20 / 21 آذار 2023 التي اقترفها بشكل همجي عناصر من ما يسمى الجيش الشرقية التابع للجيش الوطني الحر وراح ضحيتها أربعة شهداء من عائلة بشمرك كانوا يبتهجون بإشعال نار نوروز، إنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية خجلاً، ما يقتضي متابعة الموضوع حتى ينال الجناة عقابهم العادل، والاستجابة لمطالب الأهالي وذوي الضحايا بما ينسجم وتطلعاتهم نحو حياة آمنة ومستقرة دون انتهاكات أو تجاوزات على إرادة الجماهير في تلك المناطق.

في الختام، لابدّ من التذكير أن التدابير والتحضيرات اللازمة لعقد المؤتمر العام للحزب جارية ومستمرة على أن يتم عقده في الوقت المحدد والمناسب له، دمتم للعمل والنضال.

المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
قامشلو 10 / 3 / 2023

399