الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: الوضع في المناطق الكوردية يقتضي حلولاً سريعة بغية إيجاد مخرج لهذا الوضع المأساوي

الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا: الوضع في المناطق الكوردية يقتضي حلولاً سريعة بغية إيجاد مخرج لهذا الوضع المأساوي

May 05 2022

التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، عن شهر نيسان 2022

روسيا تواصل اعتداءاتها على أوكرانيا حتى الآن، ولئن تتعرض هذه الأخيرة لخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات والعتاد فضلا عن تشريد وتهجير الملايين من سكانها، الا انها حازت على المزيد من الدعم لها ولاسيما من الغرب بالمال والسلاح، واكتسبت سياسيا وقوف معظم دول العالم الى جانبها، علما أن روسيا هي الأخرى ليست بمنأى من ذات الخسائر فضلا عن تكبدها المزيد منها في الجانب السياسي والاقتصادي نتيجة العقوبات والحصار الجاري حولها، والظاهر أنها متورطة ولا تتراجع ما دامت اهدافها المعلنة او شروطها الأساسية لم تتحقق بعد، ويبدو انها ستواجه المزيد من العزلة الدولية، وهناك من يتوقع هزيمتها في نهاية المطاف..

امريكا، اعلنت منذ بداية الحرب عن وقوفها الى جانب اوكرانيا، ودعمتها بالمال والعتاد، وساهمت في توجيه حلفائها الغربيين وخصوصا بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي بهذا الدعم، ويبدو أن الدعم لها سيظل مستمرا ما يعرض روسيا لاستنزاف طاقاتها الاقتصادية، وقد يجعلها امام خيارات صعبة في المستقبل، من جانب آخر تستغل امريكا انشغال روسيا بالحرب لتعزز دورها في الأزمة السورية، وتراجع بعض حساباتها مع دول المنطقة ولاسيما تركيا في سعي للتوافق معها على قضايا هامة واساسية، بل تسعى للتفرد بالحل السياسي للأزمة السورية بالتوافق مع حلفائها الدوليين والإقليميين..

تركيا، تعلن عن اغلاق مجالها الجوي امام الطيران الروسي العسكري والمدني الى سوريا، كرسالة واضحة بتغيير موقفها مع روسيا، اما تضامنا مع اوكرانيا او تلبية لطلب حلفائها وخصوصا امريكا، او نتيجة تفاهماتها مع هذه الأخيرة، او لكل تلك الأسباب وغيرها، كما انها قد تنسج علاقاتها مع النظام السوري في اطار التفاهم على القضايا الآنية المرحلية المشتركة، الأمر الذي يثير الريبة والقلق لدى بعض المناطق المتاخمة لحدودها من الجانب السوري، في خشية لتهديد أمنها واستقرارها، ورغم كل ذلك ماتزال تركيا متعلقة بمطامعها الاقتصادية مع روسيا، لاسيما حصول فرص جديدة لها في هذا الشأن..

ايران، تواصل تعزيزاتها في سوريا بعد انحسار الدور الروسي فيها بسبب حربها على أوكرانيا، ويرى النظام السوري أيضا في إيران الحليف الاستراتيجي له، لكن الى متى ؟ الى حين ايجاد صيغة تسوية سياسية يفرضها الغرب في غياب الدور الإيراني كشرط أساسي، ومع كل ذلك تبقى ايران تراوغ مع الغرب ولاسيما امريكا، تارة في سوريا واخرى في مفاوضات الملف النووي، وثالثة مع دول استانا- سوتشي ( روسيا، تركيا..) ورابعة في تدخلها بشأن دول أخرى ومنها العراق وهكذا، ما يعني ان ايران تمارس التوتر مع المجتمعين الدولي والإقليمي، وهذا ليس بالأمر الهين بل قد يكلفها الثمن الباهظ مستقبلا..

العراق، صحيح ان قضايا الوضع الداخلي للعراق من صراع بين الكتل والأحزاب السياسية، أو منافسة في العملية الديمقراطية هي مشروعة في العملية الديمقراطية، لكن هناك من يمارس التعطيل بشكل علني واضح، ولا يريد للعراق انفراجا او وضعه على المسار الصحيح، بغية معالجة ملفات الفساد المالي والاداري، وايجاد حل للقوات غير الحكومية ( ميليشيات )، وانبعاث آمال استتباب الأمن والاستقرار فيه، وهناك من يرى سبب ذلك العامل الخارجي بما هو دور بعض الجهات الدولية والإقليمية وضلوعها في ظاهرة هذه الصراعات المعطلة للعملية السياسية والديمقراطية في البلاد، وربما يكون في عملية التصالح التي تقوم بها الدبلوماسية العراقية بين السعودية وإيران كعامل مؤثر في تخفيف حدة التوتر بين هذه الكتل والأحزاب بغية التوصل الى تفاهمات مشتركة تخدم العملية السياسية ومستقبل العراق ..

اقليم كردستان، تتحرك قيادة الإقليم في الآونة الأخيرة على أكثر من صعيد، سعيا لإيجاد الحلول الممكنة للقضايا العالقة التي تسبب القلق والتوتر سواء في العراق أو داخل الإقليم وبالتالي تخفيف الأعباء عن كاهل الجميع، جولات دبلوماسية لدى الجيران والأصدقاء بغية تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية على طريق البناء والتقدم، بالتزامن مع المساعي الداخلية سواء القوى السياسية في العراق أو القوى والأحزاب السياسية في الإقليم من أجل درء المخاطر المحدقة بالإقليم جراء المؤامرات التي تحاك هنا وهناك، وآخرها الكشف عن جهود الاجرام والاستلاء على مخازن الأسلحة والمتفجرات في محافظة دهوك والتي كانت معدة من قبل أعداء القضية الكردية بغية استخدامها في استهداف الإقليم شعبا وحكومة بمؤسساتها المدنية والعسكرية، هذا ناهيك عن الحملات الاعلامية والعسكرية المستمرة على الإقليم وخصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته المناضلة، وهي عازمة بحكمة رئيسها القائد مسعود بارزاني في التصدي لها واحباط كل المحاولات اليائسة من كل من تسول له نفسه العبث بالإقليم وشعب كردستان..

غرب كردستان، تزداد يوما بعد آخر معاناة الجماهير جراء صعوبة الوضع المعيشي وغياب القدرة على توفير المواد الضرورية للحياة سواء لغلائها أو ندرتها، مع تقلص فرص العمل وعدم تناسب الأجور مع أسعار السلع الأساسية للمعيشة، وبالتزامن مع هذا الوضع تزداد انتهاكات مسلحي ( ب ي د ) لضرب الاستقرار ومنع استتباب الأمن والأمان وضرب الحياة السياسية في المنطقة، تارة بحرق مكاتب ومقرات المجلس الوطني الكردي وأحزابه وخصوصا حزبنا " الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا"، وأخرى بخطف الأطفال والقاصرين للتجنيد الإجباري وثالثة بفرض الاتاوات لدرجة جمع زكاة الفطر من المواطنين بدعوى مساعدة عوائل الشهداء، هذا الى جانب تعرض المنطقة للقصف التركي يكاد يكون بشكل يومي وخصوصا في مناطق زركان وكوباني وبعض المناطق الأخرى، ما يعني أن المنطقة أمام حالة توتر وقلق دائم..

ولا شك أن الوضع في المناطق الأخرى ( عفرين، كري سبي، سري كانيي ) أشد ايلاما والمعاناة مستمرة سواء من الضغوط والانتهاكات التي تمارسها الفصائل المسلحة هناك، أو هي الأخرى تعاني من الوضع المعيشي المتفاقم باستمرار مع توسع دائرة عدم الاستقرار في المنطقة عموما وغياب حالة الأمن والأمان ايضا، ما يعني أن الوضع في الحالتين ( أي عموم المناطق الكردية ) تقتضي حلولا سريعة سواء بالعمل والتنسيق مع الأطراف الصديقة، أو الالتجاء الى المنظمات والمؤسسات الدولية ولاسيما التابعة للأمم المتحدة، بغية ايجاد مخرج لهذا الوضع المأساوي المؤلم للجماهير في تلك المناطق..

وفيما يتعلق بموضوع التوافق الكردي، فلاشك أن الممارسات والانتهاكات المذكورة أعلاه تحول دون الاستمرار فيه أو أنها رسائل واضحة من ب ي د بقطع أي دابر في اتجاه استمرار التفاوض أو الحوار، لا بل قالها بعضهم علنا وبشكل صريح ودون مواربة الغاء ما حصل سابقا من التوافق ووقف المساعي في هذا الاتجاه دون تحديد أي سقف زمني لها ..

المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا
قامشلو في 1 / 5 / 2022

547